رئيس التحرير
عصام كامل

اليوم العالمي للرقص.. اليونسكو تحتفل به منذ 1982.. الدراسات الحديثة أثبتت جدواه في علاج بعض الأمراض الخطيرة.. وحكاية معركة سلامة موسى مع الراقصات

راقصات مصر الشهيرات
راقصات مصر الشهيرات سامية جمال وتحية كاريوكا ونجوى فؤاد

يحتفل العالم اليوم باليوم العالمى لـ الرقص  تلك المناسبة التى يتم الاحتفال بها منذ عام 1982 بعدما أقرته منظمة اليونسكو لزيادة الوعى بأهمية الرقص لدى الرأى العام، ويحتفل به هذا العام تحت شعار “الرقص الطريق إلى القلب السليم”.

سهير زكي، أعجب بها 6 رؤساء، وسؤال محرج لزوجها على الهواء يجبرها على حرق بدل رقصها

واعترف العالم منذ سنوات بالريادة المصرية للرقص الشرقى، فمهما رأينا من تطور فى الرقص ومحاولة البعض تقليد راقصاتنا  لا يمكننا أن ننسى ما صنعته أساطير هذا المجال فى مصر بداية من شفيقة القبطية وتحية كاريوكا صاحبة المدرسة الخاصة، مرورًا بسامية جمال، زينات علوى وسهير زكى، فيفى عبده، ولوسى وحتى دينا التى تعتبر من أهم وأشهر راقصات مصر المدافعات عن الأسلوب المصرى فى مواجهة موجات الجنسيات الأخرى.

ذكرى راقص باليه فرنسى 

ويوافق هذا اليوم 29 إبريل يوم مولد مصمم الرقصات الفرنسي جورج نوفر المولود في 29 أبريل 1727 بباريس، وكان أستاذا لرقص الباليه كفن قائم بذاته في أربعينات القرن الثامن عشر ورحل عام 1810، وقد عمل عمل جورج نوفر أستاذا للباليه للعائلة المالكة ببلاط شتوتجارت عام 1760 ولمدة عشر سنوات وقام بإخراج اكثر من 40 عرضا للباليه في مسارح فيينا،  وقد تم تحديد هذا اليوم يوما للرقص من مجلس الرقص العالمى  عام 1982، وهو منظمة تعمل تحت مظلة المنظمة الدولية اليونسكو،كما اقترح هذا اليوم ليكون عطلة رسمية في 1982من قبل لجنة الرقص الدولية في معهد المسرح الدولي التابع لليونسكو أيضا.

بعد القبض على عدد من الراقصات.. القوانين الحاكمة للرقص الشرقي في مصر.. هذه أبرز مواصفات بدلة الرقص.. والحصول على الرخصة «ضرورة»

يوم عالمى للرقص 

ومن بين الأهداف التي كانت وراء تخصيص هذا اليوم للرقص العمل على تقديم مهرجان الرقص العالمي لزيادة الوعي بأهمية الرقص لدى الرأي العام، إضافة إلى إقناع الحكومات في شتى أنحاء العالم لتوفير برامج مناسبة للرقص ضمن كل مراحل التعليم، بينما ظل الرقص جزءا أساسيا من الثقافة الإنسانية خلال كل تاريخ الجنس البشري فإنه ظل ينظر إليه على أنه رذيلة ومجرد تعرية للجسد لإثارة الشهوات.

في ذكرى رحيل تحية كاريوكا.. ساعدت السادات في الهروب من الشرطة.. نقلت الأسلحة للفدائيين بالإسماعيلية.. قضت 100 يوم في السجن.. وطالبت بوقف الرقص الشرقي لهذا السبب

يا راقصى العالم اتحدوا 

وتنوعت شعارات الاحتفال بيوم الرقص العالمى من يا راقصى العالم اتحدوا، إلى ادعموا الرقص، انشروا الرقص دعما للصحة وهكذا، وفى كل سنة يحمل الاحتفال بذلك اليوم دعوة الى الحكومات والداعمون وأجهزة الاعلام للعب دورا في التأثير على فن الرقص عبر رسائل بالبريد الاليكترونى، وفي 2005 جرى التركيز في مهرجان الرقص العالمي دعا مجلس الرقص العالمي المؤسسات المعنية بالرقص الى نشرهذه الفعالية وهذا الفن والاتصال بوزارات التعليم في العالم بتقديم اقتراحات للاحتفال بهذا العيد بكل المدارس مع كتابة مقالات عن الرقص ورسم صور للرقص والرقص في الشوارع وغير ذلك من الأنشطة الى جانب دعوة الراقصين المحترفين الاشتراك ضمن فعاليات دولية ومحلية معنية بالرقص.

الرقص عند المصريين القدماء 

وقد ظهر الرقص في الحضارات القديمة منذ الاف السنين، ففى مصر كانت النساء تؤدين حركات راقصة كطريقة للتقرب من الآلهة،  فكان الرقص طقس ديني تقوم به المرأة دون الرجل، كونها مثال للخصوبة والنمو، طالبة من الآلهة مزيد من الرخاء والنماء للشعوب، وعلى جدران المعابد الفرعونية في مصر، تشير الرسومات إلى فتيات يقومن بأداء حركات راقصة أمام عازفين أو عازفات على الناي

بديعة مصابني، عميدة الرقص الشرقي التي عشقها الريحاني فأذلته بمقولة "مش لاقية راجل معايا".

علاج أمراض العصر 

وأثبتت الدراسات  الطبية الأوروبية  أهمية الرقص في علاج كثير من أمراض العصر مثل الاكتئاب والعزلة والقلق وضغط الدم وآلام العمود الفقرى، مما دعا الكثير من الأطباء إلى إنشاء أقسام خاصة للعلاج بالرقص فى عياداتهم الخاصة بهدف تخليص الإنسان من الطاقات المكبوتة والمشاعر السلبية عن طريق حركات إيقاعية راقصة على طريقة تحية كاريوكا وفيفى عبده ونجوى فؤاد.

الرقص عند قدماء المصريين 

فى مدارس أوروبا الراقصة يقوم خبراء الرقص بمساعدة الأطباء النفسيين بتعليم المرضى الطريقة الصحيحة للرقص بمصاحبة أنغام إيقاعية مثل الطبلة، وبعد عدة جلسات يشعر المريض بالراحة ويتخلص من معاناته النفسية والعضوية، وأثبتت الدراسات أنه من الممكن علاج بعض أمراض العظام خاصة العمود الفقري عن طريق حركات جسدية راقصة متعارف عليها منذ آلاف السنين، وبالرغم من انتشار مدارس الرقص عالميا بعد أصبح وسيلة لتفريج الهموم ومعالجة امراض العصر مما دعا الكثير من الأطباء الى انشاء اقسام خاصة للعلاج بالرقص في عياداتهم فبلغ عدد مدارس الرقص التي أقيمت في العالم خلال القرن الماضى اكثر من الف مدرسة، وفى المقابل فشلت مدارس الرقص بمصر بالرغم من انها أساس هذا الفن.


وفى مصر انتشر ظهور مهنة الرقص والراقصات بين فئات الغجر وكن يسمين بالغوازى، كما انتشر براقصات القصور فكانت تحية كاريوكا راقصة القصر فى عهد الملك فاروق وبعدها سامية جمال، كما انتشرت راقصات الملاهى الليلية ثم الافراح وهكذا توغل الرقص فى حياتنا ,

الكاتب سلامة موسى 

وفى عام 1954 وقع هجوم من بعض الكتاب على الرقص متهمين اياه بالبذاءة والإسفاف، فكتب الصحفى سلامة موسى فى مجلة الجيل مهاجما الرقص والراقصات،وقال إنه يسود حالة اشمئزاز من الجمهور من الرقص والراقصات، وانبرت الراقصات فى الرد عليه حتى ان الراقصة كيتى طلبت منه استفتاء القراء عن رأيهم فى الرقص الشرقى وان يتجه الى حل مشاكل المجتمع فى كتاباته بدلا من الكتابة عن الراقصات.

سامية جمال تتعجب 

وقالت هاجر حمدى ان سلامة موسى يعيش بين كتبه ولا يخالط المجتمع الذى لن يتحرر طالما فيه أمثال سلامة موسى ولن يزول الكبت السائد فى المجتمع الا بالرقص، وقالت الراقصة المصرية سامية جمال اتعجب من آراء المربى الكبير سلامة موسى حين اتهمنا بأننا نثير الغرائز ونحرك الشهوات، ويمجد في الوقت نفسه في المرأة الغربية والمجتمع الغربى أنا لم اتهم بهذه الجريمة في أمريكا أو أوروبا، بل وجدت من المجتمع الأمريكى ونقاده كل تقدير وإعجاب للرقص الشرقى.

ليس لإثارة الغرائز 

وتساءلت الراقصة هدى شمس الدين: من قال إن هز البطن وإحساس الراقصة المصرية إحساس جنسى، إن إحساس الراقصة وهى تحرك جسدها وتهز بطنها على نغمات الموسيقى الشرقية تنسى كل شيء إلا انفعالها الفني بهذه النغمات والتعبير عنها، فهى لا ترى الجمهور ولا تفكر في إثارة غرائزه.

الراقصة زينات علوى 

واتهمت الراقصة زينات علوى نظام العبودية القديم  بأنه السبب في كره البعض لـ الرقص ووصفه بوصمة الدناءة، هذا النظام الذى كان يحيل المرأة إلى بضاعة تباع بالقرش والمليم، وكانت كأداة إغرائية تحرك الشهوات الجنسية عند سيدها إلا أن الرقص فى مصر منذ العصر الفرعونى والرسوم والنقوش على المعابد المصرية القديمة تؤكد قدسية الرقص الذى كان يقدم فى مواسم الحصاد والحرب وحفلات الجنائز وغيرها.

الكاتب يحيى حقى 

ودافع الأديب يحيى حقى في مجلة المصور ردا على حملة سلامة موسى على الرقص الشرقى، ولجبر خواطر الراقصات  وكان رئيسا لمصلحة الفنون ــ فى ذلك الوقت ــ فكتب تحت عنوان " لماذا نحارب رقصة هز البطن" يقول: إن الحكم على رقص هز البطن بقبوله ورفضه سيظل دائما رهنا بتطور المجتمع المصرى في ذوقه الفني وفى حياته بصفة عامة، وحينما نصل إلى ذوق فنى موحد وحياء عام حساس بما هو فاضح وغير فاضح سيتلاشى هز البطن من تلقاء نفسه، وهذه هي أفضل الوسائل للقضاء عليه، وإلا لجأنا للهجوم عليه أو أنه سنتيح لرقص البطن سوقا سوداء.

تطور المجتمع هو الفيصل

وأضاف حقى:يجب أن تنهض جميع الفنون بما فيها الرقص وهى متشابكة متساندة أساسها الإحساس بالجمال الرفيع وهذا عمل يجب أن يشترك فيه كل فنان وكل كاتب وكل رب اسرة يسهر على ترقية أذواق أبنائه وتبصيرهم بالجمال، واعتقد أن رقص البطن سيتطور تحت ضغط تقدم مجتمعنا وربما أخذ في المستقبل شكلا تعبيريا تصاحبه موسيقى تعبيرية، مؤكدا اننا محتاجون في هذا الوقت إلى دراسة الرقص عند الهنود والصينيون وغيرهم من شعوب الشرق الأقصى لأن لهم رقصات رمزية تعبيرية تصلح مثلا للاسترشاد بها في رسم الطريق لتطور رقص هز البطن، وأخيرا من الانصاف أن أقول إن بعض راقصاتنا قد انتبهن إلى ضرورة التطور وأدخلن على رقصهن كثير من البساطة مع احتفاظه بطابعه الشرقى الفريد.
 نقدم لكم من خلال موقع (فيتو) ، تغطية ورصدا مستمرا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية