عالم أزهري يحسم الجدل حول جواز تربية الكلاب ومدى نجاسة "لعابه"
أكد الدكتور أسامة قابيل، من علماء الأزهر الشريف، أن الرحمة بالحيوان خُلُق كريم دعا إليه الإسلام، وحثّ عليه النبي ﷺ، إلا أن هذه الرحمة لا تعني الخلط بين المفاهيم الشرعية أو إطلاق أوصاف دينية لا أصل لها، موضحًا أن الرسل هم صفوة البشر الذين اصطفاهم الله لتبليغ رسالته، ولا يجوز شرعًا وصف الحيوانات – أيًّا كانت – بأنها رسل، حتى لو قُصد من ذلك التعبير المجازي أو العاطفي.
أسامة قابيل: الإسلام دين قائم على العقل والنص معًا
وأوضح العالم الأزهري، خلال تصريحات له، أن الإسلام دين قائم على العقل والنص معًا، فلا يصادم الفطرة والرحمة، ولا يترك المفاهيم الدينية عرضة للتسيب أو التأويل الخاطئ، مشددًا على أن حسن النية لا يبرر الخطأ في التعبير عن العقائد والأحكام الشرعية.
أسامة قابيل: الشرع أجاز اقتناء الكلاب للحاجة المعتبرة
وفيما يتعلق بحكم التعامل مع الكلاب، بيّن الدكتور أسامة قابيل أن الشرع أجاز اقتناء الكلاب للحاجة المعتبرة، مثل الحراسة أو الصيد أو الزرع أو التدريب، مستشهدًا بما ورد في السنة النبوية، مؤكدًا أن الإسلام لم يأمر بإيذاء الكلاب أو التنكيل بها، بل نهى عن تعذيب الحيوان عمومًا، وجعل الإحسان إليه سببًا للأجر والثواب.
واستشهد بقوله تعالى: (يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ ۖ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ ۙ وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ ۖ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ)، موضحا أن مكلبين يعنى مدربين، وهو ما يحدث في تدريب الكلاب على الحراسة والصيد وغيرها.
لعاب الكلب نجس من الناحية الشرعية عند جمهور الفقهاء
وأشار إلى أن لعاب الكلب نجس من الناحية الشرعية عند جمهور الفقهاء، ولذلك إذا ولغ الكلب في إناء وجب غسله على النحو الوارد في السنة، موضحًا أن النجاسة هنا حكم فقهي متعلق بالطهارة فقط، ولا تعني الانتقاص من الكلب أو الدعوة إلى إيذائه، وإنما هي أحكام تعبدية محضة.
واستشهد الدكتور أسامة قابيل بالآية الكريمة من سورة الكهف بالوسيط: {وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ ۚ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ ۖ وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ ۚ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا}، موضحًا أن هذه الآية تبيّن دور الكلب مع الإنسان في حماية المكان ومرافقة الحراسة، وأن جميع المخلوقات لها أدوار محددة وكُل مخلوق يُكلّف بما يحقق المنفعة للطرفين، دون أن يُطلق عليه أي وصف ديني للرسل.
الإسلام يفرق بوضوح بين الرحمة بالحيوان وبين تقديسه
وشدد العالم الأزهري على أن الإسلام يفرق بوضوح بين الرحمة بالحيوان وبين تقديسه أو منحه مكانة دينية ليست له، داعيًا إلى الالتزام بالضبط الشرعي في الخطاب العام، خاصة عند الحديث في القضايا الدينية، حتى لا تختلط المفاهيم على الناس، وبما يحفظ للدين هيبته ولمعانيه وضوحها.