زغلول صيام يكتب: الحقوا فضائيات الرياضة قبل أن تصبح ذكرى! القنوات العربية كشفتنا!
شاءت الظروف أن أكون ضيفًا على عدد من القنوات العربية خلال الفترة الأخيرة، تزامنًا مع بطولة كأس العرب، وهناك أدركت أن الفارق بات شاسعًا ويتسع يومًا بعد الآخر. ففي تلك القنوات لا يبحثون عن “الترند”، ولا تُفتح الشاشات لكل من يطلب المداخلة، بل يؤمنون بأن خير الكلام ما قل ودل.
هناك تُشترى حقوق المباريات والبطولات، بينما هنا نعرض على المشاهد بضاعة أفسدها الهوى. هناك يتم اختيار مقدمي البرامج بعناية شديدة، ممن يسعون إلى المهنية ولا يشغلهم رضا “الزبون” – عفوًا، الجمهور – بينما على شاشاتنا الرياضية ظهر من كانوا يتوسلون لقطة واحدة على شاشة التلفاز ولو لدقيقة، حتى وإن دفعوا مقابل هذا الظهور كما كان يحدث سابقًا.
هناك خرج منتخبهم، قطر، من الدور الأول لبطولة كأس العرب، فلم تُقم جنائز ولا مناحات، ولم يُعلن حداد، بينما هنا لا نغذي إلا نعرات التعصب؛ هذا أهلاوي وذاك زملكاوي، ولتذهب المهنية إلى الجحيم!
أعود بذاكرتي إلى ماضٍ ناصع البياض، حين كان الدوري المصري حلقة الوصل بين الدوريات العربية، وكان المعلق المصري يتصدر المشهد بلا منافس. أما الآن فنستورد معلقين للتعليق على مباريات محلية… هل رأيتم إلى أين وصلنا؟
ألم يتساءل أحد لماذا لم تعد ملاعب كرة القدم المصرية ممتلئة عن آخرها في المباريات المحلية؟ ببساطة لأن الإعلام الرياضي، بمختلف أطيافه، لم يعد يقوم بدوره على أكمل وجه.
نعم، يحاول المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام جاهدًا ضبط أداء الإعلام الرياضي، لكن جهوده تذهب سدى أمام مقدمي برامج أعلنوا انتماءهم بشكل سافر. رحم الله الأيام التي لم يكن يظهر فيها انتماء الإعلامي. هل تتذكرون حين كانت مباريات الأهلي والزمالك يعلق عليها معلقون كبار مثل الجويني أو محمود بكر، رحمهما الله؟
نعم، لا بد أن نواجه أنفسنا، وأن يُظهر المجلس الأعلى للإعلام العين الحمراء لكل من تسول له نفسه الخروج عن النص. ماذا لو قرر هذا المجلس المحترم، برئاسة الوزير خالد عبد العزيز، ألا يظهر على الشاشة مقدم برامج إلا بعد الحصول على رخصة مزاولة المهنة؟ وألا يظهر معلق إلا بعد اجتياز اختبارات تشرف عليها لجان متخصصة كما كان يحدث سابقًا؟
لو وفرنا الأجور الخرافية التي يحصل عليها مقدمو البرامج، واشترينا بها حقوق مباريات خارجية وبطولات كبرى، لعدنا إلى مكانتنا الطبيعية. أما الاستمرار على هذا الوضع فلا يبشر بأي خير.
أقول هذه الكلمات والحزن يعتصرني على ما آل إليه حال إعلامنا الرياضي، في بلد ستظل قبلة العرب وحصن الأمان. أقولها بدافع الغيرة، ومن أجل العودة إلى زمن الريادة. أتمنى أن تصل هذه الكلمات إلى صاحب القرار…
ويبقى للحديث بقية