زغلول صيام يكتب ذكريات على هامش الأمم الأفريقية: عندما قال الجوهري إن المنتخب سيحقق المركز الـ13.. ورئيس الوزراء ألغى معسكر فرنسا
تتداعى الذكريات مع كل بطولة أمم أفريقيا باعتبار أن الفراعنة أصحاب نصيب الأسد بـ7 نجمات غالية، وهو رقم غير مسبوق، وهو الأمر الذي يجعل من الفريق الوطني مرشحا مع كل بطولة تقام، وفي بطولة الأمم الأفريقية 98 ببوركينا فاسو، كانت بمثابة الابن البكر للكابتن سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة الأسبق، كما كان يطلق عليها باعتباره صاحب أفضل سجل حافل لرئيس اتحاد بأربع بطولات من السبع نجمات.
في مثل تلك الأيام لم تكن الأمور الكروية في مصر في أفضل حال، حيث ودع الفراعنة تصفيات المونديال بعد الخسارة المفاجئة من ليبيريا وحملات الهجوم على الجهاز الفني واتحاد الكرة على أشدها، (وزاد الطين بلة) التصريح التي أطلقها الجنرال محمود الجوهري عندما سأله أحد الصحفيين عن توقعاته لمسيرة الفريق الوطني في الأمم الأفريقية فكان رده بأن المنتخب في المركز الـ13 من بين 16 فريقا شاركوا في البطولة، هاجت الدنيا على هذا التصريح ونبرة التشاؤم عند المدير الفني.
وكان لهذا التصريح صدى كبير جدا استدعى تدخل الدكتور كمال الجنزوري رئيس وزراء مصر آنذاك، وقرر إلغاء معسكر المنتخب الوطني الذي كان محددا له في العاصمة الفرنسية باريس قبل البطولة، واضطر أتوبيس الفريق الذي كان متوجها إلى المطار إلى العودة إلى مقر إقامة الفريق بأحد دور القوات المسلحة التي كان يفضل الجوهري إقامة معسكراته بها.
لم يجد سمير زاهر، رحمة الله عليه، مفرا من إقامة معسكر في أسوان للفريق وإقامة مباريات ودية مع الجزائر وتوجو، وازداد الأمر صعوبة عندما خسرنا في المباراة الودية أمام الجزائر وزادت نبرة التشاؤم.
وسبحان الله كانت هناك فائدة عظمى لمعسكر أسوان وذهب الفريق ولم يكن في طموحه الفوز بالبطولة، ولكن زادت الآمال مع كل مباراة وخطوة وراء الأخرى وجدنا المنتخب في المباراة النهائية أمام جنوب أفريقيا، ومن الصدف أيضا في البطوله أن المنتخب حقق الفوز بأول مباراتين، وكانت الثالثة له أمام المغرب والتعادل فقط يضمن صدارتنا للمجموعة والبقاء في نفس المدينة ولكن خسرناها بهدف مصطفى حاجي الشهير، وانتقل الفريق إلى مدينة أخرى ليواجه بوركينا فاسو صاحبة الأرض ونفوز عليها ونتأهل للمربع الذهبي، ثم الفوز بركلات الترجيح، ثم الفوز على منتخب الأولاد بثنائية ولا أحلى.
سبحان الله في هذا التوقيت كانت سهام النقد توجه إلى الجوهري الذي ضم حسام حسن، والبعض كان يطالب اللاعب بالاعتزال وإذ بالعميد حسام حسن يفوز بلقب هداف المنتخب وهداف البطولة بالمشاركة مع مكارثي نجم جنوب أفريقيا.
كانت بطولة غالية تجلت فيها عبقرية الجوهري، وقدم خلاصة أفكاره مع تجديد جيل كامل لم يبقَ من جيل 90 سوى حسام حسن وهاني رمزي.
وكانت المرة الأولى التي يستقبل فيها حسني مبارك رئيس الجمهورية آنذاك الفريق بالمطار، وتكريم اللاعبين وخرجت الآلاف تستقبل اللاعبين والجهاز الفني استقبال الفاتحين باعتبارها البطولة الرابعة بعد غياب 12 عاما من آخر بطولة حققتها مصر.
ربما الأجواء متشابهة ولكن إرادة اللاعبين في الوقت الحالي ستكون دافعا من أجل المنافسة بقوة لتحقيق هذا اللقب في وجود محمد صلاح ورفاقه.