فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

"أنا مش عايزة اللوحة.. ادوني 500 جنيه عشان آكل"، قصة مأساة زينب صدقي في الشيخوخة

الفنانة زينب صدقى
الفنانة زينب صدقى

زينب صدقى، واسمها الأصلي ميرفت عثمان صدقي، إحدى أيقونات الزمن الجميل التي جسدت أدوار الأم والحماة الطيبة الراقية، وغادرت عالمنا في مثل هذا اليوم من عام 1993، عرفت صدقي، التي ولدت عام 1895 ونشأت في حي الزمالك، بجمالها الآسر حتى لقبت بـ "قمر الزمالك"، كما حازت على لقب ملكة جمال مصر عام 1930.

من خشبة المسرح إلى "شكسبيرة الزمالك"

بدأت زينب صدقي مسيرتها الفنية عام 1917، وحصلت على الجائزة الأولى في التمثيل الدرامي، برعت في بداياتها بتقديم مسرحيات الفصحى والشعرية، فشاركت في عروض لأحمد شوقي مثل مجنون ليلى وكليوباترا.

 

الفنانة زينب صدقى 
الفنانة زينب صدقى 

ولم يقتصر تأثيرها على الشاشة أو المسرح؛ فبثقافتها الأجنبية الراقية واهتمامها بالأدب، لقبت بـ "شكسبيرة الزمالك". 

كان منزلها في الزمالك مسرحًا لـ صالون أدبي وندوات ثقافية أسبوعية جمعت كبار الكُتاب والأدباء والنقاد والفنانين، من أبرزهم عباس محمود العقاد، محمد التابعي، الرافعي، فكري أباظة، علي ومصطفى أمين، وسليمان نجيب.

اعتزال المسرح والاستمرار في السينما

بعد ثلاثة عقود من العمل، أعلنت زينب صدقي اعتزالها المسرح في يوم ميلادها، مكتفية بالعمل السينمائي. 

وعن هذا القرار، صرحت: “الكرامة الفنية أهم، فضلت اعتزال المسرح الذي اعتبره كل حياتي وأعتزله وأنا في القمة قبل أن يعتزلني بعدما أهبط إلى القاع بعد انصراف الجمهور المثقف عن المسرح، لأحصل على الخبز من السينما”.

وعلى مدى مشوارها، قدمت صدقي ما يزيد على مائة فيلم سينمائي، أبرزها دورها كالأم المصرية في فيلم بورسعيد، بالإضافة إلى ست البيت (الذي يعد من أشهر أفلامها)، التلميذة، الجريمة والعقاب، إسكندرية ليه، صغيرة على الحب، سيدة القطار، والزوجة 13.

معاناة في الكبر ودفاع مصطفى أمين عنها

وفي سنواتها الأخيرة، وبعد أن تخطت الستين، واجهت الفنانة الأرستقراطية ضائقة مادية، حيث كانت لا تملك إلا معاشًا زهيدًا من نقابة الممثلين قدره 23 جنيهًا فقط، وتفاقم الوضع عندما مُنعت من المعاش عام 1963 بقرار من النقيب أحمد علام، ما دفعها للتظلم للصحافة من حالتها.

وفي رسالة مؤثرة إلى الصحفي مصطفى أمين، كتبت: “لما أموت هيعملوا لي لوحة في الأوبرا زي ما بيعملوا مع أبطال المسرح، اللوحة دي هتتكلف 500 جنيه، أنا مش عايزة اللوحة، وفروا لي تمنها وادوني الخمسمائة جنيه عشان آكل”. 

ردًا على ذلك، كتب مصطفى أمين مقالًا شهيرًا في أخبار اليوم عام 1963 بعنوان "ادفع ثمن تذكرة رواية لن تحضرها"، طالب فيه الجمهور بالتبرع بجنيه واحد للنجمة التي أسعدتهم. استجاب الجمهور بغزارة، وجمعت الحملة 2340 جنيهًا في شهر واحد. 

وفي عام 1974، أصدر الرئيس السادات أمرًا بصرف معاش شهري قدره 100 جنيه لزينب صدقي وزميلاتها المتقاعدات، لتنعم ببعض الاستقرار حتى رحيلها عام 1993.