كريمة يروي كيف حمّت السيدة زينب الإمام علي زين العابدين من يزيد
أكد الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف، أن بقاء الإمام علي زين العابدين على قيد الحياة بعد مأساة كربلاء كان تقديرًا إلهيًا لحفظ النسل النبوي، موضحًا أنه لولا المرض الذي أصابه في تلك اللحظات الفاصلة «ما بقى من نسل رسول الله ﷺ أحد».
قصة النجاة من كربلاء.. ودور السيدة زينب في حماية آخر نسل الحسين
وروى «كريمة» تفاصيل محاولة قتل الإمام علي زين العابدين بعد استشهاد والده الحسين رضي الله عنه، مشيرًا إلى أن «الأوغاد» توجهوا لقتله، لكن السيدة زينب ضمته إلى صدرها ومنعتهم، وصرخت في قصر يزيد بالشام:«يا يزيد إن كنت قاتله فاقتلني معه».
وأكد أحمد كريمة، خلال لقائه ببرنامج “الكنز”، الذي يقدمه أشرف محمود المذاع على قناة “الحدث اليوم”: أن هذه النجاة كانت إرادة إلهية لاستمرار نسل النبي من خلال الإمام زين العابدين.
أول وثيقة حقوق في التاريخ.. سبق حضاري نادر
أوضح كريمة أن الإمام علي زين العابدين هو صاحب أول رسالة حقوق متكاملة في العالم، تضمّنَت حقوق الله، وحقوق النبي، والوالدين، والزوج والزوجة، والجار، وحتى حقوق أهل الذمة من أهل الكتاب، مؤكدًا أن الغرب لم يعرف منظومة حقوق بهذا الاتساع إلا بعد قرون طويلة.
ودعا الباحثين إلى تحقيق هذه الرسالة وترجمتها ونشرها عالميًا، قائلًا:«عندنا رائد حقوق الإنسان، ولسنا في حاجة أن نتعلم من أحد».
مكانته العلمية.. وإسهامه في رواية الحديث
كشف كريمة عن عمق مدرسة الإمام العلمية، موضحًا أنه كان من كبار رواة الحديث، فروى عن أبيه الحسين وعمه الحسن، وعلى الرغم من صغر سنه أثناء الفاجعة، إلا أن روايات الزهري عنه كانت من أدق وأعلى درجات الإسناد.
وأشار إلى أنه تزوج السيدة فاطمة بنت الإمام الحسن، ليجتمع النسبان الحسني والحسيني في ذريته، وأنجب العالم الجليل سيدي محمد الباقر الذي «بقر العلم» أي شقّه ووسّعه.
بين البقيع والقاهرة.. حقيقة الضريح
وأوضح كريمة أن الضريح الموجود في القاهرة هو لسيدي محمد بن الإمام زين العابدين، وليس للإمام نفسه المدفون في البقيع.
وقال إن الأمويين أرادوا الطواف بجسد سيدي محمد في أرجاء البلاد، لكن أهل مصر تصدّوا لهم وانتزعوا الجسد الشريف وحافظوا عليه.
صرخة ألم.. لماذا نصلي عليهم ونظلمهم؟
اختتم كريمة بتساؤل مؤثر يلخص مأساة آل البيت عبر القرون:«كيف تُصلي عليهم ثم تقتلهم وتذبحهم وتشردهم؟»، مؤكدًا أن آل البيت «اتبهدلوا جامد» في العصور الأموية والعباسية، رغم أن الله فرض الصلاة والسلام عليهم في صلاتنا خمس مرات يوميًا.