فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

"فيتو" تحاور وكيل وزارة الشباب والرياضة الأسبق بالسودان.. الدكتور نجم الدين المرضي: الأموال والإعلام ساعدا الرياضة العربية على التطور.. وغير متفائل بمستقبل الكرة السودانية

د. نجم الدين المرضي،
د. نجم الدين المرضي، فيتو


تعديل قانون هيئات الشباب والرياضة ومشروع عاصمة الشباب السوداني أهم إنجازاتي في الوزارة
الرياضة في بلادنا تتراجع لأن عدد الأندية أصبح كبيرا 

مع فقر الموارد المالية 
لدينا 1700 ناد يدير نشاطها 47 اتحادا محليا 

بدلا من الاتحاد الأساسي

لهذه الأسباب لا أمل للاعبين السودانيين في الاحتراف الخارجي


في الساحة الرياضية السودانية، نادرًا ما تجتمع الخبرة الإدارية العليا مع التجربة الميدانية الفنية في شخص واحد، لكن ضيفنا في هذا الحوار يمثل هذا المزيج الفريد. فقد شغل منصب "وكيل وزارة الشباب والرياضة سابقًا"، حيث كان قريبًا من دوائر صنع القرار ووضع السياسات وتطوير البنية الرياضية، ثم اختار لاحقًا العودة إلى الميدان عبر بوابة التدريب، ليواصل عطاءه كـ"مدرب كرة قدم" يسعى لتطوير اللاعبين والارتقاء بالمستوى الفني للأندية المحلية.

الدكتور نجم الدين المرضي، الوكيل الأسبق لوزارة الشباب والرياضة بالسودان، حاصل على بكالوريوس التربية البدنية وعلوم الرياضة، وماجستير ودكتوراه في نفس المجال، مع دبلوم التربية العالي، ودبلوم الدراسات الاستراتيجية.. وهو مدرب كرة قدم، وشغل منصب نائب رئيس مجلس خبراء الرياضة في أفريقيا 2011 -2014، وأيضا عضو اللجنة الفنية الرياضية المعاونة لمجلس وزراء الشباب والرياضة العرب 2010-2020.

هذا التنوع في الخبرات يمنحنا فرصة لقراءة المشهد الرياضي من زاويتين: زاوية المسؤول الإداري المطلع على الملفات والتحديات الوطنية الكبرى، وزاوية المدرب الذي يعيش تفاصيل اللعبة اليومية ويعرف حاجات الأندية واللاعبين عن قرب. في هذا الحوار، نقترب أكثر من رؤيته لمستقبل الرياضة في السودان، ونتعرف على أهم التحديات التي واجهها، والطموحات التي يعمل لتحقيقها، إضافة إلى تقييمه لواقع كرة القدم وسبل تطويرها.


* أهلا وسهلا بك في "فيتو"..
- شكرا لإتاحة الفرصة للإطلالة عبر "فيتو"، وأعتقد أن إشهار "فيتو" في وجه أي مسؤول كفيل بحصول مخرجاته على تقدير عالٍ من الأهمية. وأنا سعيد جدا بهذه السانحة عسى أن يتردد صداه في الآفاق لتعيها أذن واعية.


* كيف تنظر اليوم إلى تجربتك كوكيل وزارة الشباب والرياضة؟ وما أبرز الملفات التي عملت عليها خلال فترة توليك المنصب؟

تجربة وكيل وزارة الشباب والرياضة أضافت الكثير لخبراتي العلمية والعملية، وغيرت الكثير من مفاهيمي تجاه إدارة الرياضة في السودان،  فقد سبق أن عملت في المملكة العربية السعودية في مجال التربية البدنية المدرسية من خلال مدارس الأندلس الأهلية وهي مؤسسة تربوية شاملة، ثم عدت للسودان والتحقت بوزارة الشباب والرياضة متدرجا بين إداراتها وصولا لدرجة الوكيل.. سبق تكليفي بمهام الوكيل أن نلت عضوية اللجنة الفنية الرياضية المعاونة لمجلس وزراء الشباب والرياضة العرب،  وهي فترة التقيت فيها بخيرات متنوعة من خبراء في العالم العربي وامتزجت تلك الخبرات بأخرى عبر المجلس الأعلى للرياضة بأفريقيا، وهم علماء من كافة أرجاء أفريقيا. هذه الخبرات بالإضافة الى دراساتي في مجال التربية البدنية وعلوم الرياضة هي التي ساهمت بصورة كبيرة في تكوين شخصية نجم الدين المرضي كوكيل للوزارة.


* ما أبرز التحديات التي واجهتكم في تطوير البنية التحتية الرياضية على مستوى الولايات؟
- كانت أبرز الملفات التي عملت عليها خلال عملي كوكيل تعديل قانون هيئات الشباب والرياضة حتى يواكب تطور التشريعات التي فرضتها الهيئات الشبابية والرياضية الدولية، فقد كانت تدخلات الدولة في القانون السابق هاجسا يؤرق المعنيين بقطاعي الشباب والرياضة خوفا من تجميد نشاط السودان خاصة في مجال كرة القدم بسبب مخالفته لاستقلالية الاعضاء المنصوص عليها في المادة (17) من نظام الفيفا كمثال.. كما عملنا إكمال منشآت مدينة السودان الرياضية وبالأحرى الاستاد الرياضي الذي يعد من أحدث الاستادات في أفريقيا.

كما عملنا مع اللجنة البارالمبية السودانية على إعادة هيكلة منظومة الاتحادات المنضوية تحت لوائها.
ويبقى الهاجس الشبابي الأكبر في توفيق أوضاع الهيئات الشبابية لتكون أكثر فاعلية. ولعل مشروع عاصمة الشباب السوداني الذي بدأ بالأبيض عاصمة شمال كردفان وامتد للدامر عاصمة نهر النيل هو أهم مشروع شبابي ورياضي اهتم بتأهيل البنيات التحتية وصاحبته أنشطة متنوعة وحظي برعاية كريمة من رئاسة الجمهورية. داخليا اهتمت الوزارة بتأهيل الكوادر العاملة بها من خلال إتاحة فرص متعددة للعاملين لتلقى التدريب.

د. نجم الدين المرضي، فيتو
د. نجم الدين المرضي، فيتو


* هل تعتقد أن السياسات الرياضية في السودان كانت تسير في الاتجاه الصحيح؟ وما الذي كنت تتمنى استكماله؟
- واجهتنا العديد من العقبات التي حالت دون تطوير البنية التحتية ومن ذلك أن منظومة الرياضة السودانية تعتمد على تكوين أندية تتبع لاتحادات محلية قبل أن تنتسب هذه الاتحادات إلى الاتحاد الرياضي السوداني المعنى.
هذه المنظومة أقعدت بالأندية لأن عددها أصبح كبيرا وهي تفتقر للموارد المالية الكافية لتسيير نشاطها؛ مما حدا بأغلبها إلى ممارسة النشاط بأقل من الحد الأدنى من مطلوبات التطوير.
والنشاط الرياضي مرتبط بشكل أساسي بالبنية التحتية لأنها أساس ممارسة ذلك النشاط، وجودة ملاعبها تعني حصول اللاعب على أعلى مستوى من الرعاية والتطوير، لذلك تدهور مستوى النشاط الرياضي في الولايات بسبب ممارسة عدد كبير من اللاعبين لنشاطهم على ملاعب لا تجد الحد الادنى من الصيانة والتأهيل.
منذ أمد بعيد وتقريبا عقب حصول السودان على بطولة أمم أفريقيا في العام 70 لم تتقدم الرياضة السودانية بذات الوزيرة التي تقدمت بها الدول الأفريقية والعربية إلا ببعض الإشراقات الفردية مثل فوز المريخ ببطولة الكؤوس الأفريقية عام 89 ثم فوز العداء اسماعيل احمد بفضية 1500 متر في أولمبياد بكين وهي الميدالية الوحيدة التي حصل عليها السودان في تاريخ الألعاب الأولمبية..
إذن السياسات الرياضية في السودان تتقهقر بينما يمضي الآخرون عربيا وأفريقيا  نحو تحقيق إنجازات كبيرة في كافة ضروب الرياضة.
كنت اتمنى أن تجد دراستي حول إعادة هيكلة منظومة الرياضة السودانية حظها من التنفيذ وأن تحظى بقبول على مستوى أعلى قيادات الدولة وعلى مستوى المعنيين بإدارة النشاط. وحتى على مستوى وزراء الشباب والرياضة الذين عملت معهم، ولكن للأسف لم يتقبلها أحد.
وهي فكرة تقوم على التوازن بين موارد الأندية وعدد اللاعبين الذين يجب ترعاهم وتهتم بتطويرهم، وتعيد تكوين الأندية على اساس وجود فئات عمرية متعددة تستكمل تطوير اللاعب من فترة عمرية مبكرة.
وهي تعنى بتقليص على الأندية على أن يتم إعادة تسجيلها وفقا لمعايير محددة تراعي معايير تراخيص الأندية التي حددتها الكاف أو قريبا منها.
كنت أتمنى استكمال تطوير الرياضة وفقا لمعايير الحوكمة الرشيدة التي أقرتها الفيفا.
وكنت أتمنى أستكمال بناء منظومة الاتحادات الرياضية بخلاف كرة القدم لتستوعب المواهب الرياضية في تلك الألعاب دون أن نزج بها قسرا لممارسة كرة القدم.

 

* ما الذي دفعك للانتقال من منصب إداري رفيع إلى العمل الميداني كمدرب كرة قدم؟

- لم انتقل بمحض إرادتي من المنصب الإداري فقد تم إعفائي ضمن إجراءات هدفت الدولة من خلالها لتغيير دفة القيادة في أكثر من 27 وزارة.
وبما أنني متخصص في مجال التربية الرياضية وأحمل دبلومات التدريب الأفريقية في مجال كرة القدم فقد توجهت تلقائيا للعمل الذي اجيده ولن استغنى عنه بإذن الله.

 

* كيف ساعدتك خبرتك الإدارية في عملك الحالي داخل الملعب؟

- خبرتي الإدارية هي أهم عنصر في مجال عملي الفني، وهي في اعتقادي أكبر عائق أمام نجاحي في مجال التدريب، فهي تتعارض مع الواقع الحالي للرياضة في السودان، حيث إنني أطالب بأن يبدأ تكوين اللاعب في عمر مبكر، وأنادي في كل كتاباتي بأن هذه المنظومة لا تساعد على تطوير اللاعب، وبالتالي فإن مشاركتي في العمل بهذه المنظومة سيكون متناقضا مع ما أطالب به من تغيير.

* هل ترى أن الجمع بين التجربتين يمنحك رؤية مختلفة عن بقية المدربين؟
هذه الخبرة تتعارض تماما مع أفكار إدارات الأندية التي تطلب أن يعمل المدرب بما هو متاح ولا تضمن له حقوقه.
فالجمع بين المنصبين يمنحني فعلا رؤية مختلفة، فقد كنت مصرا ولا زلت أن نجاح المدرب السوداني يكمن في إعادة صياغة منظومة الرياضة السودانية، وعبر ذلك سيتضح من هو المدرب المؤهل والقادر على تطوير لاعبيه من الذي لا يجيد هذه المهنة.


* كيف تقيّم واقع الرياضة السودانية اليوم مقارنة بفترة عملك في الوزارة؟

- واقع الرياضة السودانية اليوم لا يختلف كثيرا عما مضى منذ أن بدأ السودانيون ممارسة الرياضة، فهي جامدة لم تحقق النجاح الذي ينشده الشعب السوداني، وما تحقق من نجاحات سابقة أو حالية كان بسبب اجتهادات فردية وليس بسبب استراتيجية أو خطة وضعتها الاتحادات كجهة فنية لتطوير اللعبة.
لا تزال العلاقة بين الوزارة والاتحادات يشوبها كثير من التضارب في الاختصاصات والمهام، فمثلا تطلب الاتحادات من الوزارة تقديم الدعم ورعاية الموهوبين وتشييد البنية التحتية، كل هذا دون تحديد لعدد المستهدفين بالدعم أو الرعاية، بينما يتطلب تشييد بنيات تحتية أن توفر الدول تمويل تشييد أو تأهيل أو تشغيل عدد أكثر من 60 استادا لأن بالسودان حوالي 47 اتحادا محليا تدير منافسات محلية لثلاث درجات لا يقل عدد أندية كل اتحاد عن 30 ناديا (اتحاد الخرطوم المحلي به 340 ناديا).
هذا العدد الكبير من المباريات في الاستاد الواحد يحتاج لتوفير تمويل كبير للصيانة أو أن يهمل الملعب ويصبح غير مؤهل لأداء المباريات عليه إلا بمقدار ما يتسبب في إصابات أكثر اللاعبين.

 

* ما أكثر ما ينقص كرة القدم السودانية لتكون أكثر تنافسية؟

- أكثر ما ينقص كرة القدم السودانية هو تطور اللاعب ورعايته منذ عمر مبكر، فالأندية لا تهتم باللاعب إلا بعد أن يسجل في الفريق الأول، وحتى هذا الاهتمام يتناسب طرديا مع توفر الموارد المالية للنادي، وأغلب الأندية السودانية لا تزيد ميزانيتها السنوية عن مبلغ 6 آلاف دولار (ناديان فقط قد تصل ميزانيتهما السنوية إلى المليون دولار).
السبب الرئيس في عدم وصول الرياضة السودانية إلى منصات التتويج خارجيا هو ضعف التنافس الداخلي بسبب ضعف تمويل النشاط، وعدم الاهتمام بتكوين فرق المراحل السنية وضعف البنية التحتية للأندية،  ونسبة لمشاركة عدد كبير من اللاعبين فإنه يصعب توفير كادر بشري مؤهل فنيا وإداريا لإدارة الأندية، وبالتالي الاتحادات المحلية مما انعكس سلبا على أداء الاتحاد السوداني. 
مع العلم فإنه يوجد في السودان حوالي 1700 ناد يدير نشاطها 47 اتحادا محليا نيابة عن الاتحاد السوداني، بالإضافة لمنافسة الدوري الممتاز التي يشرف عليها الاتحاد السوداني بنفسه.
بينما تشرف هيئة حكومية يكونها وزير الشباب والرياضة على نشاط قطاع البراعم والناشئين والشباب في كل السودان عبر هيئات محلية (عدد فرق الناشئين في ولاية الخرطوم وحدها يتجاوز 2000 نادي، وحوالي 48 ألف لاعب لا تتوافر لهم أدنى مقومات الرعاية).
حاولنا إصلاح هذا الوضع خلال فترة عملي في الوزارة، ولكن سطوة الاتحاد السوداني داخل مراكز القرار في الدولة بمبررات أنهم هم الأدرى بمصلحة الكرة من غيرهم وقفت عائقا أمام محاولات الإصلاح، وللأسف وقف كثير من الفنيين في جانب صف الاتحاد بينما التزم البعض الآخر الصمت دون إبداء رأي تجاه هذا الطرح.

الوكيل الأسبق لوزارة الشباب والرياضة بالسودان، فيتو
الوكيل الأسبق لوزارة الشباب والرياضة بالسودان، فيتو


ينقص الكرة السودانية أيضا تشريع مهم جدا يتم بموجبه توصيف النادي الذي يحق له الانتساب للاتحاد السوداني، وهو أن يستوفي مطلوبات الحد الأدنى من معايير الـ"كاف".
وبما أن كرة القدم أضحت صناعة وكلما حُشدت لها أفضل المدخلات فإن مخرجاتها ستكون أكثر قدرة على المنافسة، وهذا ما تحتاجه الأندية السودانية لتواكب تطور كرة القدم العالمية.
جودة كرة القدم السودانية تتطلب التوازن بين الموارد المتاحة حاليا وعدد المستهدفين بالتطوير من اللاعبين صغارا وكبارا والكوادر الفنية والإدارية.


* بصفتك خبيرا أفريقيا وعربيا، في رأيك، هل ترى الرياضة، بصفة عامة، تشهد تطورا بوتيرة أسرع على الساحة العربية أم الأفريقية؟ ولماذا؟
- من خلال متابعتي للرياضة في أفريقيا والعالم العربي أعتقد أن الرياضة الأفريقية لا زالت تعتمد على مزج الموهبة مع القوة البدنية، بينما اهتمت الكرة العربية باستخدام لاعبين ذوي مهارة عالية ومدربين على أعلى مستوى، مع ضخ أموال بكميات كبيرة لتطوير البنية التحتية علاوة على الهالة الإعلامية التي تصاحب مسابقاتها المختلفة.
وحاليا فقد ضمنت 7 فرق عربية الوصول لنهائيات كأس العالم 26 وفي الطريق فريق آخر،  بينما صعدت من أفريقيا 5 منتخبات ومتوقع فريق آخر من الملحق العالمي. 
هذا في مجال كرة القدم، أما في الألعاب الأخرى فإن الرياضة العربية هي الأكثر تطورا بعد أن مزجت الدول العربية بين موهبة مواطنيها وتجنيس آخرين من دول أخرى.

* كيف تتعامل مع التحديات اليومية في التدريب وسط الظروف الاقتصادية والأمنية؟
- كما قلت لك فإنني حاليا مهتم بتغيير مفاهيم إدارية ظلت راسخة لعقود طويلة لا يمكن العمل تحت مظلتها، وقد أُضحي في سبيل ذلك برغبتي في العمل كمدرب من أجل أن أصل لهدفي، وهو تغيير المفاهيم السائدة حاليا في مجال إدارة كرة القدم السودانية.

 

* هل هناك منهج تدريبي محدد تعمل على تطبيقه لتطوير المواهب؟

- لا أعتقد أن تطبيق أي منهج تدريبي في السودان حاليا سيحقق نتائج جيدة، بسبب عدم وجود تدرج طبيعي للمواهب الواعدة منذ عمر مبكر، فلا زالت الأندية غير مهتمة بفرق المراحل السنية، لذا فإن تطبيق أي منهج تدريبي لن يجد حظه من النجاح.

 

* لماذا لا يزال احتراف اللاعبين السودانيين بالخارج محدودًا؟

- لن يجد اللاعب السوداني مكانا للاحتراف خارجيا أفضل مما هو متاح له حاليا، لأن السيرة الذاتية للاعب السوداني ينقصها الكثير، فأغلب اللاعبين السودانيين لم تتاح لهم فرصة الالتحاق بأكاديمية رياضية في صغرهم، بينما لا توجد منافسات حقيقية لفئات الناشئين والشباب، ولا تجد مسابقات الاتحاد السوداني حظها من الإعلام خاصة البث التلفزيوني، وإن وجد فإن رداءة النقل لا تشجع على المتابعة، لذا يظل اللاعب السوداني غائبا عن سوق انتقالات اللاعبين، وفي الغالب هو من يسعى لتسويق نفسه، وبالطبع لن يجد غير الأندية الفقيرة ماديا نوعا ما.
وبالرغم من مشاركة لاعبي الهلال والمريخ باستمرار في بطولة الأندية الأفريقية، ووصول الهلال إلى أدوار متقدمة في السنوات الأخيرة وما تقدمه إدارة النادي من دعم للاعبين، فإن أسهم لاعبيه لم ترتفع إلى مستوى عال في بورصة الانتقالات إلى الأندية الاوروبية والعربية ذات الصيت الواسع.


* ما هي رؤيتك لمستقبل كرة القدم في السودان خلال السنوات المقبلة؟

- مستقبل كرة القدم في السودان من وجهة نظري يتمثل في إعادة هيكلة منظومة الاتحاد، بحيث تتكون الجمعية العمومية للاتحاد من أندية تكون مستوفية لكل المعايير التي يضعها الاتحاد، على أن تكون تلك المعايير مطابقة بدرجة عالية لمطلوبات تطور كرة القدم التي تطبقها الدول الأخرى.
ولا بد من الاستفادة من التعصب الإيجابي للمناطق أو الأندية الجماهيرية لتوفير الدعم اللازم لتمويل أنشطة النادي.
هذه الهيكلة ستساهم في رعاية المواهب الواعدة منذ عمر مبكر، وسوف ينظم الاتحاد مسابقات للبراعم والناشئين والشباب لضمان تطوير اللعبة واختيار منتخبات وطنية مشرفة.
هذه الهيكلة ستقلل من عدد المدربين وتضمن تأهيلهم إلى أعلى مستوى لأن العدد سيكون أقل من الحالي بكثير.
سوف يجد اللاعبون الموهوبين حقا فرصة اللعب مع مجموعة متناسقة ومتناغمة.
حتى البنيات التحتية ستكون أفضل لأن إمكانية تشييد ملاعب تدريبات عالية المواصفات مع وجود معدات تدريب حديثة سيكون متاحا بصورة أفضل مما هو عليه حاليا.
سوف تقل عدد المباريات التي ستقام في الاستادات لأن عدد الأندية سيكون أقل بكثير مما هو عليه الآن (سوف يلعب على استاد المدينة 30 مباراة في العام في افضل حالات الفريق، بينما تلعب حاليا في كل استاد حوالي 350 مباراة في العام).
هذه الهيكلة ستعيد توازن الرياضة عموما لأن نسبة كبيرة جدا من الممارسين للنشاط الرياضي سيضطرون إلى التوجه لممارسة ألعاب أخرى غير كرة القدم.

* كلمة أخيرة؟
- مفهوم إدارة الرياضة في السودان يحتاج إلى جهد كبير يتطلب تضافر كل جهود الحادبين على مصلحة الرياضة في السودان. 
وأرجو أن أتقدم بالشكر الجزيل لكل من سعى لأن تجد هذه الآراء والأفكار حظها من النشر، وأرجو أن تجد أيضا حظها من اطلاع أصحاب القرار في أعلى مستويات دولة السودان.