محمد عبد الجليل يكتب: تمخض الجبل فولد فأرًا.. كارثة مدرسة "سيدز" تفضح عجز وزير التعليم.. اكتفى بالإشراف المالي مقابل اغتصـ ـاب أبنائنا
لماذا لم تُحَل إدارة المدرسة للمحاكمة؟ نداء للرئيس السيسي: الجرح ينزف
في الوقت الذي كان فيه الشارع المصري يهتز من فظاعة ما حدث لأطفالنا في مدرسة "سيدز" للغات – الاغتصـ ـاب المنظم والممنهج على يد شياطين المدرسة – كنا ننتظر ردا يليق بحجم الكارثة، كنا ننتظر قرارًا حاسما يعيد الثقة إلى قلوب الأهل ويؤكد أن الحكومة تقف بجسدها وروحها خلف براءة أطفالها.
لكن للأسف، صدر القرار، وكأننا أمام تطبيق حرفي للمثل القديم: "تمخض الجبل فولد فأرًا."
العجز في مواجهة المصيبة: هل هذا هو القصاص؟
نحن لا نتحدث عن مخالفة في المناهج أو خطأ في التسعيرة، نحن نتحدث عن جريمة لا يتخيلها العقل البشري، جريمة منظمة طالت براءة أطفالنا على يد شياطين في زى عاملين في المدرسة نفسها (التي كان يُفترض أن تكون بيتًا ثانيًا آمنًا).
فلماذا، حتى هذه اللحظة، لا نرى قرارًا حقيقيًا يحاسب قيادة هذه المؤسسة المتورطة؟
بدلًا من إحالة صاحب المدرسة، والمدير، وكل من تواطأ أو سكت إلى النيابة العامة وتقديم بلاغات مباشرة ضدهم في جريمة تسهيل انتهاك حرمة الأطفال، جاء رد الوزارة "البارد" ليتمثل في خطوتين إداريتين:
وضع المدرسة تحت الإشراف المالي والإداري. (هل هذا هو ثمن الاغتصـ ـاب؟ إشراف مالي؟!)
تعميم إجراء "الفحص الجنائي" (فيش وتشبيه) على كل من يتقدم للعمل مستقبلًا.
يا معالي الوزير ! الجريمة حدثت بالفعل، والجرح ينزف بغزارة! هل نعالج كارثة انهيار سقف بوضع "طلاء جديد" على الجدران؟ إن القرارات الصادرة تتعامل مع القضية وكأنها "خطأ إداري" عابر، وليست كارثة أخلاقية وجنائية تقضي على مستقبل أجيال.
السؤال: هل كانت هذه قراراتك لو كان ابنك او حفيدك الضحية؟
إن هذا الرد يثير الغضب والسؤال الأكثر إيلامًا: أين المحاسبة على سلسلة الكوارث التعليمية التي وقعت في عهد الوزير؟ متى سيُدرك المسؤول أن "الفحص الروتيني" لا يكفي، وأن الإشراف المالي لا يداوي ندوب الاغتصاب؟
تخيل سيدي الوزير (أو أي مسؤول متخاذل)، للحظة واحدة، أن حفيدك أو ابنك لا قدر الله ولا نتمى ذلك، هو من مر بهذا الجحيم. هل كانت قراراتك ستقف عند "الإشراف الإداري" وطلب "الفحص الجنائي" للعاملين الجدد؟ بالطبع لا!
ما حدث لأطفالنا كارثة تفوق الخيال، ولم يعد لدينا قدرة على تحمل هذا الاستخفاف، لم يعد أمامنا، بعد الله، إلا أن نرفع هذا الجرح النازف إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي، هذا قدره، وهذا هو عهده، أن يتدخل عندما تعجز المؤسسات عن حمل المسؤولية.
الرئيس السيسي سوف يتدخل لإعادة ميزان العدالة وإقالة كل مسؤول لم يُدرك حجم المأساة، لأن الجرح اليوم أصبح جرح وطن.