وفاة الفنان التشكيلي عبد الغفار شديد

توفي الفنان التشكيلي الكبير عبد الغفار شديد اليوم عن عمر يناهز الـ 87 عامًا.

ونعى الناقد الفني صلاح بيصار عبر صفحته الرسمية على “الفيسبوك” استاذ تاريخ الفن الفنان التشكيلي الكبير عبد الغفار شديد، قائلا: “وداعا أستاذنا عبد الغفار شديد فنان الضوء الساطع .. صاحب الحوار الحضارى في الفن بين مصر وألمانيا، عن عمر يناهز 87 عاما ودع الحياة الفنان عبد الغفار شديد”.

وفاة عبد الغفار شديد

 الدكتور عبد الغفار شديد قامة فنية وأكاديمية رفيعة، جمعت بين التأسيس الأكاديمي والإبداع التشكيلي؛ فهو أستاذ تاريخ الفن الذي أسس هذا القسم العريق بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة، كما امتدت مسيرته الأكاديمية ليعمل أستاذ لتاريخ الفن المصري القديم بجامعة ميونيخ، مشكل بذلك جسر للحوار الثقافي الفني الممتد بين مصر وألمانيا.

بدأت رحلته الفنية عقب تخرجه في كلية الفنون الجميلة بالقاهرة عام 1962م، حيث أسس عالم تعبيري خاص انبعث من صميم الروح المصرية، مجسدا صور الحياة المتدفقة على ضفاف النيل وفي رحاب الوادي، وقد لعبت جذوره دور محوري في تشكيل رؤيته، إذ انعكس انتماؤه لمنطقة قليوب بطبيعتها الخضراء في الدلتا على أعماله التي جاءت مرآة لشخصية مصر الريفية، وهي الشخصية التي امتزجت لاحقا بروح الجنوب العميقة من خلال التحاقه بمنحة مراسم الأقصر.

ومن وحي رحلته البحثية التي اخترقت حدود الزمن وعقيدة البقاء والخلود لدى المصري القديم، انطلق الفنان إلى ألمانيا، مما أهله لخلق حالة من الحوار الثقافي الفني حول حضارة الأجداد في الغرب، وقد توجت هذه المسيرة بوصوله إلى ذروة من الصفاء الروحي في أعماله، مما جعله يستحق لقب "فنان الضوء المصري الساطع"، حيث نجح في صياغة عمق الفن المصري القديم بلمسة معاصرة اتسمت بالاختزال والنقاء التجريدي.