فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكرى رحيله، عبد الرحمن الشرقاوي الأديب الموسوعي الذي جمع بين الفكر الإسلامي والاشتراكية

الاديب عبد الرحمن
الاديب عبد الرحمن الشرقاوى

عبد الرحمن الشرقاوى، شاعر وكاتب وأديب مسرحي وروائي، هو ابن القرية المصرية، لُقب بشاعر الفلاحين، والأديب الموسوعي الذي كتب الرواية والمسرحية الشعرية والقصة القصيرة والمؤلفات الإسلامية والمقال الأدبي، حصل على جائزة الدولة التقديرية 1974، ولد فى نوفمبر 1920 ورحل فى مثل هذا اليوم 24 نوفمبر عام 1987.

حياة عبد الرحمن الشرقاوى مليئة بالمتناقضات، فهو اشتراكى يمكن أن تصفه بالمفكر الإسلامى، وشاعر انتصر بناء المسرحية عنده على هيكل القصيدة فى شعره، وقانونى خريج الحقوق قاده شغفه بالأدب إلى بلاط صاحبة الجلالة، يبحث فى مفاهيم الحرية فى التراث ويدافع عن الإسلام ويتصدى لرجعية رجال الدين فى الوقت نفسه.

وكما كان صحفيا اتجه للكتابة السينمائية منحازا لأبناء الأرض، فقدم صورة حقيقية لما يجرى فى ريف مصر وفى مصر وعكست مسرحياته واقعنا، أمتعتنا رواياته وقصصه وكتبه مثل الأرض، ومجموعته "أحلام صغيرة"، مأساة جميلة، الفتى مهران "وطنى عكا، النسر الاحمر، ثأر الله، الحسين ثائرا والحسين شهيدا.

فيلم جميلة بداية الكتابة للسينما 

كانت أول تجربة للكاتب عبد الرحمن الشرقاوى فى السيناريو والحوار مشاركته يوسف السباعى ونجيب محفوظ وعلى الزرقانى فى كتابة سيناريو فيلم " جميلة" عام 1957 اخراج يوسف شاهين، وكان النص مأخوذا عن مسرحية كتبها الشرقاوى بعنوان " مأساة جميلة "قدم من خلالها حياة المناضلة الجزائرية جميلة بوحريد.

رجل فى حياتى مع يوسف شاهين 

أيضا قدم عبد الرحمن الشرقاوى مع المخرج يوسف شاهين حوار فيلم " رجل فى حياتى " عام 1961، ثم شارك فى سيناريو وحوار فيلم الناصر صلاح الدين عام 1963، ثم كتب الحوار لفيلم فجر يوم جديد عام 1965، ثم سيناريو فيلم النيل والحياة عام 1968.

عزت العلايلى والمليجى فى فيلم الارض 
عزت العلايلى والمليجى فى فيلم الارض 

وصل عبد الرحمن الشرقاوى لقمة الهرم الإبداعى الفنى برائعته " الأرض " عام 1970، المأخوذ من رواية للكاتب الكبير كتبها عام 1954 يحكى فيها عن الظلم الذى يتعرض له الفلاح المصرى من الإقطاع وأصحاب النفوذ، أصبحت هذه القصة تقرأ بشكل جديد بأبعاد جديدة حين خرجت إلى شاشة السينما بعد هزيمة يونيو 1967 بمثابة إشارة إلى تمسك الإنسان بالأرض التى لن يتخلى عنها ولن يتركها للأعداء حتى وإن روت بدمائنا.

سيناريو وحوار الشوارع الخلفية 

كتب عبد الرحمن الشرقاوى بعد روايته " الأرض" رواية الفلاح عام 1967 والتى تحولت إلى مسلسل فى العام التالى 1968 وقام بإخراجها إبراهيم الصحن، أيضا كانت رواية " الشوارع الخلفية "التى كتبها الشرقاوى عام 1958 وهى من أكثر النصوص الأدبية التى تحولت إلى الشاشة، حيث قدمتها السينما عام 1974 عن سيناريو وحوار كتبه الشرقاوى نفسه وأخرجه كمال عطية وقام ببطولته نور الشريف، وقدمت الرواية بالتليفزيون مرتين فى مسلسلين مختلفين عامى 1979 وفى عام 2011.

أضخم عمل تاريخى عن الإسلام 

ولأن عبد الرحمن الشرقاوى كان يتصدر الآراء الحرة التنويرية فيما يتعلق بالتاريخ الإسلامى، فقد استعان به المخرج السورى مصطفى العقاد عام 1976 ليشارك فى كتابة السيناريو والحوار للنسختين العربية والإنجليزية لفيلم " الرسالة " العالمى الذى يعد أضخم عمل تاريخى عن الاسلام.

وإضافة إلى كل ما سبق تظل مسرحية عبد الرحمن الشرقاوى الحسين ثائرا هى أشهر مسرحياته لما قدمته من كلمات أصبحت من الحكم والكلمات المأثورة على مدى العقود " أتعرف ما معنى الكلمة ؟ مفتاح الجنة فى كلمة، دخول النار على كلمة، وقضاء الله هو الكلمة، الكلمة لو تعرف حرمة زاد مزخور، الكلمة نور وبعض الكلمات قبور. 

منع الحسين ثائرا من العرض 

مسرحية الحسين ثائرا التى تضمنت الكوبليه السابق وأخرجها الفنان كرم مطاوع، منعت من العرض بعد أن رفضتها الرقابة عام 1972 لتحفظ النظام السياسى ــ وقتها ــ عليها حيث رأى فى مضمونها الثورى تحريضا للشعب للخروج على النظام.