مناورة ترامب لوقف الحرب في السودان.. بيومي: الولايات المتحدة تمتلك أوراقا عديدة لإنهاء الأزمة.. والجزار: أمريكا قادرة على معاقبة الأطراف الفاعلة
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أنه سيعمل على إنهاء الحرب في السودان بعد طلب قدمه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لوقف الحرب.
وقال ترامب خلال لقائه مع ولي العهد السعودي: إن الأمير يريد مني القيام بشيء حاسم يتعلق بالسودان، والخرطوم لم تكن ضمن الملفات التي أنوي الانخراط فيها، وكنت أعتقد أن الوضع هناك تعمّه الفوضى وخارج عن السيطرة.
وأكد ترامب أنه سيستخدم نفوذه لوقف الحرب في السودان بأسرع وقت لإنهاء معاناة السودانيين ووقف الجرائم التي ترتكب هناك.
وفي هذا السياق يقول السفير جمال بيومي مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن الولايات المتحدة الأمريكية تمتلك العديد من الأوراق الفاعلة في الأزمة السودانية وقادرة على التأثير على أطراف الصراع وحتى القوى الإقليمية والدولية التي تنشط في هذا الملف.
وأكد جمال بيومي أن أبرز ورقة تمتلكها الولايات المتحدة الأمريكية في هذا الصدد هي العقوبات، وهذا ما أكده وزير الخارجية مارك روبيو أن واشنطن قد تدرج الدعم السريع على قوائم الإرهاب، وهذه الخطوة ستفقد مليشيا الدعم شرعيتها وتجعلها منبوذة.
وأوضح جمال بيومي أن أمريكا لديها القدرة على تجفيف منابع السلاح التي يحصل منها الدعم السريع على تمويله، بالإضافة إلى فرض عقوبات على الدول الداعمة لمليشيا الدعم، منوها إلى أن الرئيس الأمريكي سيكون له تحرك كبير في مجلس الأمن الدولي لدعم الخطة المقدمة لوقف الحرب في السودان، وأيضًا للضغط على الدول الفاعلة في الأزمة، وهو ما سينعكس على طرفي الصراع.
واستطرد: بالتوازي مع التحرك الأمريكي هناك دور أوروبي في الأزمة السودانية، وفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على قادة بمليشيا الدعم السريع، أبرزهم شقيق حميدتي، مؤكدا أن هناك توافقًا بين أمريكا ومصر والسعودية على ضرورة وقف الحرب في السودان والحفاظ على وحدة واستقرار البلاد والحفاظ على مؤسسات الدولة.
وفي السياق ذاته يقول الباحث في الشأن الأفريقي محمد الجزار، إنه مع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تدخله بثقله السياسي لتسوية الصراع المسلح في السودان، جاءت العديد من ردود الفعل الإيجابية على المستوى الدولي والإقليمي، بل وحتى على المستوى الداخلي في السودان، التي باتت على شفا الدخول في حالة الانهيار الكامل في ظل استمرار الحرب وفشل كافة المبادرات السابقة في إنهائها، وذلك لغياب الطرف القوي القادر على إلزام طرفي الحرب بوقفها.
وأضاف محمد الجزار أن الولايات المتحدة تملك العديد من الأوراق التي تساعد في إنهاء الصراع المسلح في السودان، لعل أبرزها القدرة على التوفيق بين مواقف الأطراف الإقليمية المؤثرة التي تحتفظ بعلاقات متفاوتة مع طرفي الصراع، حيث إن القوى الإقليمية المتدخلة في الصراع تعد أحد الأسباب المباشرة في إطالة أمد الحرب حتى الآن، في ظل انقسامها وانحياز كل طرف منها لطرف أو آخر في الصراع، ورفضها تسوية الصراع سلميًا إذا لم يكن يصب في صالح الطرف الذي تدعمه، مؤكدا أن الولايات المتحدة تستطيع تعقب الشبكات الدولية والإقليمية التي تمول وتسلح طرفي الصراع، وبالتالي تقلل من عمليات تدفق الأسلحة، مما يساهم في إمكانية جلوس طرفي الصراع إلى طاولة المفاوضات.
وأشار الجزار إلى إمكانية فرض الولايات المتحدة وحلفائها عقوبات دولية جديدة على الأطراف الفاعلة في الحرب، مع إمكانية أن تطال هذه العقوبات الأطراف الإقليمية التي تمول وتسلح طرفي الصراع، حتى تضمن توقفها عن التدخل في الحرب.
ونوه إلى ضرورة الضغط الأمريكي على دول جوار السودان التي تقدم دعمًا عسكريًا لمليشيات الدعم السريع، وخاصة الدعم العسكري المقدم لها من ليبيا وتشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى، فضلًا عن الدعم السياسي المقدم لها من كينيا، ومنعهم من التدخل في الصراع.
واستطرد: أن الخطة الدولية التي أعلنت عنها إدارة ترامب لوقف الحرب في السودان يمكن أن تنجح في وقف الحرب خلال الفترة المقبلة في حالة الوصول إلى إجماع إقليمي حقيقي، وامتلاك ضمانات تنفيذية واضحة، وليس مجرد تصريحات وتعهدات لفظية.
وأشار إلى ضرورة إشراك الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في جهود وقف الصراع في السودان، خاصة لتقديم المساعدات الإنسانية للمناطق المتضررة والنازحين من الحروب، خاصة في ظل تفاقم الأوضاع الإنسانية وانتشار المجاعة بالسودان.
وشدد محمد الجزار على ضرورة توافر الإرادة السياسية لدى إدارة ترامب لوقف الحرب بالسودان، ووضع ملف الأزمة ضمن أولويات إدارة ترامب.
وقال الجزار إن الولايات المتحدة الأمريكية يمكنها الاستعانة بدول إقليمية لديها تأثير على طرفي الصراع في السودان، خاصة الأطراف المؤثرة على مليشيا الدعم السريع، لتقريب وجهات النظر وسد الفجوات بين الطرفين.
واختتم محمد الجزار حديثه بالتأكيد على أهمية إشراك مكونات المجتمع المدني والقوى السياسية بالسودان في المفاوضات وفصلهم عن المكونات العسكرية، الأمر الذي سيخفف من حدة الخلافات بين الجيش والدعم السريع.