فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

زغلول صيام يكتب: فخور بأني واحد من شركاء النجاح.. كواليس آخر بطولة حققتها الكرة المصرية في مثل هذا اليوم

الوزير اشرف صبحي
الوزير اشرف صبحي وصوره تذكاريه

يوم 22 نوفمبر ليس يومًا عاديًا في حياتي وحياة الكثيرين، ممن شاركوا في تحقيق إنجاز كبير لكرة القدم المصرية، حيث توفرت كل عوامل النجاح من كل الأطراف لنجاح مهمة كبيرة في وقت عصيب. 

كنت وقتها أعمل في إدارة الإعلام في اتحاد الكرة، وأدخل المعسكرات مع كل المنتخبات، لكنني اخترت المنتخب الأولمبي الذي كان يستعد لبطولة إفريقيا والتأهل لأولمبياد طوكيو. 

وكذلك كنت أشارك في المعسكرات خارج القاهرة، وفي المعسكر الأخير بالعين السخنة (وش السعد على هذا الفريق) كان الاستعداد للبطولة، وكان في حساباتي أنني سأعود إلى بيتي بعد انتهاء معسكر السخنة بمجرد الوصول إلى فندق الإقامة بالقاهرة.

ومع وصول الأتوبيس إلى الفندق، إذ بي أجد غرفة مكتوبا عليها اسمي ومنصبي كمنسق إعلامي للفريق في البطولة، وكانت بداية المسيرة.

كانت الأجواء قبلها ملبدة بالغيوم، ولم يكن هناك أي بادرة أمل لدى الجماهير المصرية في تحقيق  أي إنجاز، بعد أن خيب المنتخب الآمال في بطولة الأمم الأفريقية التي استضافتها مصر في يونيو 2019، حيث خرج من دور الـ16، وعليه تمت الإطاحة بمجلس إدارة اتحاد الكرة برئاسة المهندس هاني أبو ريدة، وتم تعيين لجنة برئاسة عمرو الجنايني.

ما زالت كلمات الدكتور أشرف صبحي - الذي تم اختياره وزيرًا للشباب والرياضة قبل بطولة الأمم الأفريقية بفترة قصيرة - عندما التقى بالمنتخب الأولمبي، ونقل لهم إحساسه وإحساس الشارع المصري بعد خيبة أمل المنتخب الأول، ترن في أذني: "بأن النصر العظيم سيكون على يد هذا الجيل."

بدأت الملحمة في أول مباراة أمام منتخب مالي، وطبعا كان استاد القاهرة فارغًا على عروشه إلا من نزر قليل من الشباب الذين استعانت بهم الوزارة لمؤازرة المنتخب، وفزنا الحمد لله. 

ثم كانت مباراة منتخب غانا الدرامية، حيث بدأ الجمهور يتزايد تدريجيًا، وغانا تتقدم، ومصر تتعادل حتى تم حسم اللقاء في الدقائق الأخيرة لصالح مصر.

مباراة غانا حركت المياه الراكدة، وبدأت جماهير مصر تتزايد بصورة رهيبة، ولاقى الإقبال على التذاكر رواجا غير مسبوق، حتى في مباراة الكاميرون التي وصلنا قبلها إلى الدور قبل النهائي. والحمد لله، حققنا العلامة الكاملة.

ثم في نصف النهائي، تأهلنا إلى طوكيو بعد رد الاعتبار أمام جنوب إفريقيا، التي أخرجت منتخبنا الأول قبلها في أمم إفريقيا للكبار، ثم كان حسن الختام بالفوز على كوت ديفوار لنحصد البطولة، وكل الأفضل في الكاف من نصيب منتخب مصر: أفضل مدير فني، وأفضل لاعب، والهداف، وأفضل حارس مرمى.

وزير الشباب يحتفل بالانجاز 
وزير الشباب يحتفل بالانجاز 

لم تكن تلك الملحمة لتحدث لولا الدعم والمساندة غير المسبوق من كل ممثلي الدولة، حيث كان الوزير الدكتور أشرف صبحي حريصًا على لقاء اللاعبين قبل كل مباراة، وتناول الغذاء معهم، وتحفيزهم بشكل كبير، وكذلك الأمر بالنسبة للسيد عمرو الجنايني وأعضاء لجنته.

ولا يعرف أحد حتى تاريخه أن المهندس هاني أبو ريدة، رئيس اتحاد الكرة الحالي – وقتها كانت الدنيا مقلوبة على مجلس الاتحاد – لكنه تواجد في معسكر المنتخب، واجتمع مع اللاعبين وطالبهم بالفوز والنصر لصالح مصر، لا سيما وأنه كان صاحب اللبنة الأولى في بناء هذا الفريق وإعدادهم بالشكل الذي يليق.

لن أتحدث عن الجهاز الفني الذي أكد أن مصر لديها كفاءات في كل المجالات، سواء الكابتن شوقي غريب – صانع السعادة – أو الكابتن معتمد جمال صاحب الخلق الرفيع والصوت الهادئ، واثنين من المدربين من العيار الثقيل: وائل رياض ومحمد شوقي، وأسامة عبد الكريم صاحب البصمة في ظهور محمد صبحي في أفضل صورة، والدكتور كمال عبد الواحد خبير الأحمال الأول في مصر بلا منازع، والدكتور محمد صلاح في التأهيل، وجهاز طبي يقوده البارع أيمن زين وبمساعدة الدكتور صلاح عاشور استشاري العلاج الطبيعي.

وجهاز إداري عالمي يقوده الدكتور علاء عبد العزيز، ومعه اثنان من خيرة شباب مصر: الكابتن أيمن سليمان والكابتن محمد عشري، وطبعًا الدور المهم والأبرز لمسئول المهمات عيد سليمان.

لماذا أقول هذا الكلام؟ أقوله من منطلق أن مصر بأبنائها قادرة على تحقيق أفضل الإنجازات، وبأيد مصرية، بعيدًا عن الدولار واليورو.

أما الحديث عن اللاعبين وقائدهم رمضان صبحي، فيحتاج إلى مجلدات. ربنا يكثر أيام السعادة للكرة المصرية، وأن تعود الجماهير لملء جنبات الملاعب في كل أنحاء الجمهورية.

نعم، إنجاز استحق عليه الجميع تكريم السيد رئيس الجمهورية، الذي قرر منح الفريق وسام الرياضة من الطبقة الأولى، وهو تكريم غير مسبوق.