فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

من داغستان، أمين الأعلى للشئون الإسلامية يلقى خطبة الجمعة حول ملامح “المحبّة” (صور)

الدكتور محمد عبد
الدكتور محمد عبد الرحيم البيومي

 برعاية كريمة وتوجيهات الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، ألقى الأستاذ الدكتور محمد عبد الرحيم البيومي – الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية – خطبة الجمعة بمسجد الإمام الشامل بالمجمع الرئاسي بجمهورية داغستان، تحت عنوان “المحبة.. سرّ الإيمان وروح العمران”، في خطابٍ تجلّت فيه أنوار السكينة، وامتزج فيه عمق العلم برقة الوجدان.

الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية يلقى خطبة الجمعة حول ملامح “المحبّة” 

وأكد  أن المحبة هي أصل كل خير، وأن بدايتها تكون من محبة الله تعالى؛ فهي المحبة التي تُشرق بها الأرواح، وتتهذب بها النفوس، وتنتظم بها حياة الإنسان. ثم تتفرع عنها محبة سيدنا رسول الله ﷺ، الذي أحبَّ أمته حبًّا فاق الوصف، ودعا لها، وبكى شوقًا لها، وقال: «وددتُ لو أني لقيتُ إخواني».

وبيّن  أن محبة الرسول لأمته منهجٌ يُحتذى في الرحمة والبذل والرفق، وأنه ما من خير نصل إليه إلا وكان عليه الصلاة والسلام أول الدالِّين عليه.

مكانة محبة الأوطان التي غرسها النبي ﷺ في أمته

ثم انتقل أمين مجلس الشؤون الإسلامية إلى مكانة محبة الأوطان التي غرسها النبي ﷺ في أمته يوم قال عن مكة: «والله إنكِ لأحب بلاد الله إليَّ»، وأن حب الأوطان ليس شعارًا، بل عملٌ وبذلٌ وتعميرٌ وصونٌ للسلام والأمان.

وأضاف الأمين العام أن من تمام المحبة الإيمانية محبة الإنسان لعموم الإنسان، أيًّا كان مذهبه أو لونه أو لغته؛ فالله خلق البشر شعوبًا وقبائل ليتعارفوا، والمحبة هي الجسر الذي تُبنى به العلاقات، وتُصان به الكرامة الإنسانية.

وقال  في موضع بليغ من الخطبة:
“إذا أحببتَ، انفتحت لك أبواب السماء، وتهذّبت فيك الأرض. فالمحبة قوةُ الأمم، وسِرّ نهضتها، وروح حضارتها.”

المحبة هي الميزان الحقيقي للإيمان، وأنها قيمةٌ تجمع ولا تفرّق

وفي الخطبة الثانية أشار  إلى أن المحبة هي الميزان الحقيقي للإيمان، وأنها قيمةٌ تجمع ولا تفرّق، وتُداوي ولا تجرح، داعيًا إلى بث روح المودة بين الناس، وتقوية روابط الرحمة، ورعاية المحتاج، وإكرام الجار، والتخفيف عن القلوب المنكسرة.

واختتم  بالدعاء لمصر وداغستان وشعوب العالم كافة، أن يسكب الله في قلوبهم محبته، وفي نفوسهم طمأنينته، وأن يجعل المحبة حبلًا يربط بين الأرواح، ويعيد للإنسان إنسانيته، وللعالم سلامه واستقراره.