سهير البابلي، كيف قتل عبد الحليم حافظ حلمها في الغناء ولماذا دعمتها شادية؟
سهير البابلي، ممثلة كوميدية قديرة، نجمة مسرحية في الأساس، قدمت مشوارًا استمر 60 عامًا من العطاء، تمتلك رصيدًا فنيًّا عظيمًا جعلها تحتل مكانة خاصة في قلوب الجميع كبارًا وصغارًا، فمن منا ينسى دمها الخفيف في بكيزة هانم أو أبلة عفت في مدرسة المشاغبين أو سكينة في ريا وسكينة، أيقونة من أيقونات المسرح، رحلت في مثل هذا اليوم عام 2021.
وصف أشرف زكي نقيب الممثلين سهير البابلي بهرم من أهرامات الفن المصري، وقال عنها أحمد بدير: هي أعظم كوميديانة وقفت على خشبة المسرح، وهي غول المسرح التي يصعب الوقوف أمامها.
الدراسة بمعهد الفنون المسرحية
ولدت سهير حلمي إبراهيم البابلي الشهيرة بـ سهير البابلي عام 1934 بمدينة فارسكور محافظة دمياط، والدها ناظر مدرسة ثانوية، عشقت التمثيل وظهرت مواهبها الفنية مبكرًا، وبعد إتمام التعليم الثانوي التحقت بمعهد الفنون المسرحية وتتلمذت على يد الفنانين عبد الرحيم الزرقاني وحمدي غيث.

بدأت سهير البابلي أولى خطواتها الفنية بالمسرح أولًا حيث اكتشف دمها الخفيف وتلقائيتها في التمثيل المخرج فتوح نشاطي فساعدها في الانضمام إلى المسرح القومي قدمت من خلاله عددًا من المسرحيات التي بدأتها بشمشون وجليلة، سليمان الحلبي، إلا أن مسرحية مدرسة المشاغبين التي قامت ببطولتها عام 1973 كانت محطة فارقة في حياتها تبعتها بمسرحيات: على الرصيف وعطية الإرهابية والعالمة باشا ونرجس والدخول بالملابس الرسمية ونص أنا ونص أنت وغيرها.

ثم كان دورها في مسرحية ريا وسكينة حيث شاركت الفنانة الكبيرة شادية في بطولتها بعد أن اختارها المخرج حسين كمال لدور سكينة وقدمت شادية دور ريا، وصلت فيها سكينة إلى قمة التألق عام 1983 وحققت نجاحًا كبيرًا واستمر عرضها ثلاث سنوات.
إغراء كان البداية مع السينما
لفتت سهير البابلي المخرجين إليها لاستقطابها في السينما فبدأت بدور صغير في فيلم "إغراء" عام 1957، ثم أفلام: لن أعود، المرأة المجهولة، ساحر النساء، حياة امرأة، يوم من عمري، أنا ومراتي، الحلوة عزيزة، نهر الحب، جناب السفير، وغيرها.

وفي عام 1975 شاركت في فيلم "أميرة حبي أنا" مع سعاد حسني وحسين فهمي، قدمت فيه دور "أماني" الزوجة المتسلطة الشريرة، وأثبتت البابلي قدرتها على أداء أدوار مختلفة بخلاف أدوارها الكوميدية.
اتجهت سهير البابلي إلى الدراما فقدمت ليلة عسل، قانون سوسكا، ألف ليلة وليلة، استقالة عالمة ذرة، أخطر رجل في العالم، الشاهد الوحيد، توالت الأحداث، العاصفة، عم حمزة وغيرها، أما أروع ما قدمت فكان دور بكيزة هانم في مسلسل بكيزة وزغلول مع إسعاد يونس تحول في ما بعد إلى فيلم سينمائي لتصبح بكيزة هانم إحدى أيقونات الكوميديا.
اعتزال في عطية الارهابية
وفي قمة نجاحها عام 1997 وأثناء عرض مسرحية "عطية الإرهابية" قررت النجمة اعتزال الفن وارتداء الحجاب، وفاجأت الجميع بهذا القرار، وتركت المسرحية، فاستعان المخرج جلال الشرقاوي بابنته عبير الشرقاوي لتمثل الدور وإنقاذ الموقف.

من أهم المحطات في حياة سهير البابلي لقاؤها الشيخ متولي الشعراوي، حيث قالت عنه: كانت معرفتي بالشيخ الشعراوي لها تأثير كبير فيَّ لأني كنت عاشقة له بأخلاقه وحديثه مع الفنانين الذين أغلبهم كانوا يذهبون إليه، ويستطيع التأثير فيهم، وقد نصحني بعدم الدلع على المسرح في التمثيل، وقال لي: مفيش ما يمنع أنك تمثلي وأنتِ محجبة ووقورة بهذا الشكل الملتزم، الناس بتتفرج على التليفزيون أكتر ما بتروح الجوامع، فكانت عودتي إلى التمثيل، ولكنْ مرتدية الحجاب، وهو ما حدث بالفعل في مسلسل "قلب حبيبة" عام 2005، لكنني لم أكرر التجربة مرة ثانية واعتزلت نهائيًّا.
البوم وحيد باسم سي السيد
كان لـ سهير البابلي إسهامات في مجال الموسيقى والغناء، فقد كان أحد أزواجها الملحن منير مراد وكان يجري بروفات ألحانه على صوتها، ومن هنا أعجبت بالغناء وأرادت أن تكون مطربة إلا أن المطرب عبد الحليم حافظ وقت كان صديقًا لزوجها وعدها مرارًا أن تغني معه لكن لم يحدث، وفي 1987 عاودها الحنين إلى الغناء وطرحت ألبومًا غنائيًّا بعنوان "سي السيد"، بعدما نصحتها المطربة والفنانة الراحلة شادية بذلك.

يضم الألبوم سبع أغنيات هي: سي السيد، أهلًا، استراحة، هيجننوني، هي دي الناس، الدنيا كده، حب الزمن ده، شارك في التأليف والتلحين بهجت قمر وحسن أبو السعود وسمير الطائر وخالد الأمير ومختار السيد، وشاركها في الغناء الممثل الكوميدي أحمد بدير الذي قدم معها أغنية "سي السيد" التي حملت اسم الألبوم.