فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

عباقرة ولكن مجهولون، "الرامهرمزي الفارسي" ألف أول كتاب في علوم الحديث

الرامهرمزي الفارسي
"الرامهرمزي الفارسي"

على مر التاريخ الإسلامي لمعت أسماء عباقرة في مختلف المجالات مثل: ابن الخطاب، والصديق، وعلي بن أبي طالب، وعمر بن عبد العزيز، والبخاري، والشافعي، وابن حنبل، ابن سينا.. ابن رشد.. الكندي.. الفارابي.. الخوارزمي.. الطبري.. أبو حامد الغزالي.. البوصيري.. حتى محمد عبده.. المراغي.. المنفلوطي.. رفاعة الطهطاوي.. طه حسين.. العقاد.. أحمد شوقي.. عبد الحليم محمود.. محمد رفعت.. النقشبندي.. الحصري.. عبد الباسط.. وغيرهم، في العصر الحديث.

 

لكن هناك أسماء مهمة كان لها بصماتها القوية على العلم والحضارة، ولا يكاد يعرفها أحد، وفي هذه الحلقات نتناول سير بعض هؤلاء العباقرة المجهولين.

 

 

"الرامَهُرْمُزِي الفارسي"، ألَّف أول كتاب في علوم الحديث


هو أَبُو مُحَمَّدٍ الحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمٰنِ بْنِ خلَادٍ الرَّامَهُرْمُزِيُّ القاضي. كنيته "أَبُو مُحَمَّد".
ولد بـ"رَّامَهُرْمُزِ"، (وهي مدينة إيرانية تقع في محافظة خوزستان)، في عام 265هـ، وتوفي في عام 360هـ على الأرجح. 
حافظ، محدث، مارس القضاء في عصره، له مقالات في الشعر.
صنَّف أول كتاب في علوم الحديث هو "المحدث الفاصل بين الراوي والواعي"؛ الذي ذُكر في كتب علوم الحديث.

حياته

هو الشيخ، الْحَافِظُ، الإِمَامُ، البارع. 
نشأ الإمام الرامهرمزي في أوائل القرن الرابع للهجرة في رامهرمز.
لم يذكر المؤرخون سنة ولادته، والأرجح أنه وُلِد نحو سنة (265هـ)، طلب العلم، وارتقى حتى على شأنه.
ساد أصحاب الحديث في عصره، ونبغ أيضا في الشعر والأدب.

مؤلفاته

ألَّف كتاب "الْمُحدث الْفَاصِل بَين الرَّاوِي والواعي"، وهو أول كتاب صنِّف في علوم الحديث في غالب الظن، وَسَادَ أَصْحَابَ الحَدِيْثِ، كَانَ من أَئِمَّة مجال الحديث الشريف.


كما كتب "ربيع المتيم في أخبار العشاق"، "الأمثال"، "النوادر"، "رسالة السفر"، "الرقا والتعازي"، "أدب الناطق"، "المحدث الفاصل بين الراوي والواعي".


يوصف "الرامَهُرْمُزِي" بأنه محدث العجم (الفرس) في زمانه، ومن أدباء القضاة. بدأ سماع العلم بفارس سنة 290هـ، وهو لا يزال حدثا.

حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو الحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الصيداوي في معجمه، والحسن بن الليث الشِّيْرَازِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُوْسَى بنِ مَرْدَوَيْه، وَالقَاضِي أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ النُّهَاوَنْدِيُّ, وَآخَرُوْنَ.

من الأحاديث التي رواها؛ عَنْ أَبِي أَيُّوْبَ قَالَ: قَالَ لِي رَسُوْلُ اللهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَا أَبَا أَيُّوْبَ, ألَا أَدُلُّكَ عَلَى عَمَلٍ يَرْضَاهُ اللهُ، عَزَّ وَجَلَّ؟ أَصْلِحْ بَيْنَ النَّاسِ إِذَا تَفَاسَدُوا، وحبب بينهم إذا تباغضوا".

وفاته

عاش نحو 95 عاما، وتوفي، بعد حياة حافلة، بِمدينةِ رامَهُرْمز، سنة (360هـ).