فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

نقابة الفلاحين تنعي عاملة بإحدى المزارع وتطالب بتوفير حماية اجتماعية للعمالة

نقل عمالة زراعية
نقل عمالة زراعية

نعت النقابة العامة للفلاحين وصغار المزارعين برئاسة عبد الفتاح المحلاوي، العاملة الزراعية زينب جمال عطوه، والتي توفيت في حادث انقلاب سيارة تقل عددًا من العمال الزراعيين الإثنين الماضي بالطريق الصحراوي الغربي في محور سمالوط بمحافظة المنيا، وأسفر الحادث عن إصابة 14 آخرين من العمالة الزراعية.

وأدانت النقابة في بيان عدم الكشف عن اسم المزرعة التي كان العمال في طريقهم إليها، وهو نمط متكرر في معظم حوادث نقل العمالة الزراعية خلال الأشهر الماضية، حيث يسهم هذا الإخفاء في التستر على المسئولين عن نقل العمال والعاملات بوسائل نقل غير آمنة، ويسهّل إفلات أصحاب المزارع ومقاولي الأنفار من المساءلة القانونية.

وأضافت النقابة في بيان أن هذا الحادث يؤكد مجددًا خطورة الأوضاع التي يتعرض لها العمال والعاملات الزراعيون أثناء انتقالهم اليومي عبر وسائل نقل غير آمنة، وهو حلقة جديدة في سلسلة من الحوادث المتكررة التي تكشف عن غياب إجراءات الحماية والأمن والسلامة الضرورية لضمان حقهم في الانتقال الآمن من وإلى عملهم.

وكشفت التحقيقات الطبية الأولية أن السيدة زينب لقيت مصرعها نتيجة إصابات بالغة في الرأس، فيما تنوعت إصابات بقية العاملين بين جروح قطعية، وكدمات، واشتباه كسور، وارتجاج، مما يعكس خطورة الحادث.

وقال عبد العزيز المحلاوي، نقيب الفلاحين وصغار المزارعين: إن هذا الحادث يعد واحدًا من سلسلة وقائع متكررة في الصعيد والدلتا، ويظهر بوضوح هشاشة أوضاع العمالة الزراعية، خاصة أن أغلب الضحايا من النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 16 و45 عامًا، ويعملن في ظروف قاسية ودون أي ضمانات سلامة، كما يكشف وجود فتيات بعمر 16 عامًا ضمن المصابين حجم المخاطر التي يتعرض لها الأطفال العاملون في الزراعة، في ظل غياب منظومة حماية فعالة واستمرار تشغيل الأطفال في أعمال خطرة يحظرها القانون.

وأشار إلى أن هذا الحادث يدعو إلى ضرورة تفعيل الرقابة على وسائل نقل العمالة الزراعية والتفتيش على أماكن العمل وبيئته وجهات التشغيل، حيث لا يتم تنفيذ أي حملات تفتيش فعلية على المزارع، وتظل الرقابة ضعيفة دون متابعة جدية لضمان التزام أصحاب المزارع بمعايير السلامة والصحة المهنية، ولا يتم تطبيق قانون العمل بما يكفل حماية فعلية للعاملات والعاملين في قطاع الزراعة، وإن غياب الدور الرقابي لكل الجهات المعنية بذلك يتيح استمرار استخدام وسائل نقل غير آدمية، ويفاقم المخاطر التي يتعرض لها العمالة الزراعية يوميًا.

وأوضح أن الحادث كذلك يبرز المخاطر الجسيمة التي تهدد الأطفال العاملين في الزراعة، إذ يُضطر العديد منهم لمرافقة أمهاتهم وذويهم إلى الحقول في ظروف عمل ونقل شديدة الخطورة، بالمخالفة الصريحة للقانون ومعايير العمل الوطنية والدولية التي تُجرّم تشغيل الأطفال في الأعمال الخطرة. ويعد وجود فتيات بعمر 16 عامًا بين المصابين مؤشرًا بالغ الخطورة يكشف الحاجة الملحة لتفعيل الخطة الوطنية لحماية الأطفال من الانخراط في هذا النوع من العمل الذي يهدد سلامتهم الجسدية والنفسية، كذلك تواجه النساء العاملات بالزراعة مخاطر إضافية.