خبير بالشأن الأفريقي يكشف الدلالات الاستراتيجية للتقدم الميداني واستعادة الجيش السوداني لمدينتي بارا وأم سيالة
كشف الدكتور رمضان قرني، الخبير في الشأن الأفريقي، أن وتيرة التصعيد وتكثيف العمليات العسكرية في السودان، ولا سيما في إقليم كردفان، ما تزال مستمرة.
وأوضح أن القوات المسلحة السودانية، مدعومة بالقوات المساندة، نجحت في استعادة السيطرة على مدينتي "بارا" و"أم سيالة" بولاية شمال كردفان، كما تمكنت من تحرير منطقة "أم سنطة" ضمن الولاية ذاتها.
الدلالات الاستراتيجية لسير العمليات الراهنة
وأكد قرني في تصريح لـ"فيتو" أن هذه التطورات الميدانية تحمل مجموعة من الدلالات الاستراتيجية التي تعكس مسار العمليات الراهنة، أبرزها:
أولا: تمسك طرفي الصراع بالحشد العسكري في إقليم كردفان، باعتباره آخر معاقل الجيش في غرب السودان، وبوابته لاستعادة السيطرة على إقليم دارفور.
ثانيا: الدلالة الرمزية لمناطق شمال وغرب كردفان بالنسبة للجيش والتي تخضع لقوات عبدالعزيز الحلو المتحالفة مع الدعم السريع، مما يسمح بتقويض هذا التحالف.
ثالثا: سعي قوات الدعم السريع لتعزيز نجاحاتها في دارفور بالتكرار في إقليم كردفان، مما يضمن سيطرة مطلقة على غرب السودان، خاصة الامتدادات الجغرافية مع دول الجوار "تشاد وليبيا وأفريقيا الوسطى".
رابعا: تكثيف الحركات المتحالفة مع الجيش ومن أبرزها "قوات درع السودان" عملياتها في مختلف محاور العمليات العسكرية، مؤكدة أنها تعمل وفق خطط محكمة وبالتنسيق الكامل مع وحدات الجيش السوداني.
تراجع الزخم السياسي لمبادرة الآلية الرباعية الدولية
وتابع الدكتور رمضان قرني: إنه من المرجح أن تشهد الأسابيع المقبلة تصعيدًا سياسيا وعسكريا على مختلف الأصعدة في ضوء:
تراجع الزخم السياسي لمبادرة الآلية الرباعية الدولية لإقرار هدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر.
تأكيد سفير السودان لدى الولايات المتحدة أن العملية العسكرية في السودان مستمرة لأن الجيش السوداني يدافع عن المواطنين والممتلكات العامة والخاصة، وعن وحدة وسيادة البلاد.
إعلان حركة جيش تحرير السودان، المتحالفة مع الجيش، انضمام مجموعة عسكرية وسياسية كبيرة إلى صفوفها، قادمين من تجمع "قوى تحرير السودان" حليفة الدعم السريع.
التقارير الإعلامية المتواترة بشأن حشد الدعم السريع لمجموعات من المرتزقة الجدد في الصحراء الليبية، وإنشاء معسكرات تجنيد في إقليم "بني شنقول–قومز" على الحدود مع إثيوبيا.
استمرار عمليات النزوح للمواطنين من إقليم دارفور، حيث تقدر إحصائيات منظمة الهجرة الدولية، الأعداد بنحو 100 ألف منذ استيلاء قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر.
توسع طرفي الصراع في استخدام المسيرات في العمليات العسكرية بالنظر إلى التكلفة المنخفضة، والفعالية القتالية، وتنوع مهام الاستطلاع والهجمات.