فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

أزواج وقتلة.. سيدة الإسكندرية تنهي حياة شريك حياتها داخل غرفة النوم.. عروس كفر الشيخ من شهر العسل إلى المشرحة.. الإدمان والشك يقودان أسرة للمجهول بالدقهلية.. وخبراء: هذه الجرائم تحتاج إلى معالجة شاملة

مسرح الجريمة
مسرح الجريمة

شهدت الفترة الأخيرة العديد من جرائم الأزواج ضد زوجاتهم، وكذلك الزوجات ضد أزواجهن، انتهت غالبيتها بأحدهما محبوسا ينتظر حكم القضاء والآخر يتم تشييعه إلى مثواه الأخير.

محافظة الإسكندرية شهدت واحدة من أغرب جرائم القتل، بعدما أقدمت سيدة على تسديد طعنات نافذة إلى زوجها وتركته غارقًا فى دمائه، وعندما عادت إلى أسرتها اتصلت على شقيق زوجها وأبلغته بقتل شقيقه.

شقيق الضحية اعتقد فى البداية أنها تمزج معه، ولكن كلماتها كانت تحمل الشدة والقسوة الحديث بأنها أخيرًا تخلصت منه، ليهرول مسرعًا إلى مسرح الجريمة ويعثر على شقيقه فى بركة من الدماء وأطفالهما كانوا شاهدين على الجريمة المروعة.

لم تمضي دقائق حتى حمل شقيقه على كتفة وانطلق فى الشارع يطلب النجدة أملًا فى إنقاذ شقيقه ولكن روحه كانت خرجت إلى بارئها. 

داخل غرفة النوم تخلصت من زوجها 

الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الإسكندرية تلقت إخطارًا من قسم شرطة الدخيلة يفيد بإصابة شخص داخل شقته بطعنات من سلاح أبيض.

استلّت الزوجة سكينًا وطعنت زوجها 3 طعنات

وعلى الفور انتقلت الأجهزة الأمنية وبدأت فى جمع المعلومات وسؤال الشهود وشقيق المجنى عليه، وأظهرت التحقيقات أن مشاجرة نشبت بين الزوج وزوجته، وعند دخولهم غرفة النوم، استلّت الزوجة سكينًا وطعنت زوجها 3 طعنات في اليد والكتف والصدر، وكانت الطعنة الأخيرة قاتلة. 

وعقب نقله للمستشفى لتلقي العلاج، توفي متأثرًا بإصابته، وألقى رجال المباحث القبض على المتهمة التى روت طريقة تنفيذ جريمتها والتخلص من زوجها، مؤكدة أن الخلافات الزوجية الدائمة بينهما دفعتها للتخلص منه.

وقرر المستشار محمد حمدان وكيل النائب العام لنيابات الدخيلة بالإسكندرية، حبس ربة منزل 4 أيام على ذمة التحقيقات في واقعة قتلها زوجها بمحل سكنهما نتيجة خلافات بينهما.

عروس كفر الشيخ... من شهر العسل إلى المشرحة

ومن الإسكندرية إلى كفر الشيخ، التي شهدت فقدان عروس حياتها على يد زوجها.

لم تكن قد مرّت سوى أسابيع قليلة على زفاف أماني السعيد، التي بدأت حياتها الزوجية وسط الزغاريد والدعوات بالسعادة؛ ولكن النهاية كانت مأساوية. 

وكانت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن كفر الشيخ تلقت بلاغًا بمقتل عروس على يد زوجها داخل منزل الزوجية. 

وعند الوصول الأسرة والشرطة فى مسرح البلاغ، عُثر عليها بدمائها إثر طعنة في القلب.

والمفارقة وفقا لما كشفت التحقيقات الأولية، فإن آخر اتصال بين العروس ووالدتها كان قبل ساعات فقط، وكانت تبدو سعيدة وهادئة، ولم تشر لأي خلاف.

والدتها تروي التفاصيل بصوت يختلط بالحسرة: "كانت بتضحك.. قالتلي هاجيلكم يوم الجمعة. عمرها ما اشتكت من حاجة..فجأة لقيت الناس بتجري وبيقولوا بنتك اتقتلت." 

الزوج كان قد اتصل بوالدة العروس قبل ساعات من الجريمة وقال إنه "تعبان"، بينما كانت العروس تخطط لزيارتها قريبًا. 

الشرطة قبضت على الزوج والسلاح المستخدم، وبدأت التحقيقات في القضية التي حملت رقم 20621 لسنة 2025.

الأم المكلومة تقول:"لو كانت وحشة كان طلقها.. ليه يقتلها؟ ليه يطعنها في قلبها؟" 

 طلخا تودع ضحية جديدة لجرائم  ضحية جديدة"

لم تهدأ الصدمة بعد في الإسكندرية وكفر الشيخ، حتى استيقظت مدينة طلخا بمحافظة الدقهلية على جريمة جديدة تضاف إلى سلسلة الجرائم الأسرية التي باتت تهز المجتمع المصري خلال الأشهر الأخيرة.

هذه المرة، كانت الضحية زوجة وأمًا لأربعة أطفال، فارقت الحياة إثر اعتداء وحشي من زوجها، في واقعة تعكس حجم الانهيار الأخلاقي والنفسي الذي وصلت إليه بعض الأسر.

جريمة طلخا… إدمان وشك يقودان إلى النهاية المأساوية

بحسب التحريات الأولية، فإن الزوج المتهم كان يعاني من إدمان المواد المخدرة منذ سنوات، وهو ما أدى إلى توتر دائم داخل المنزل وتكرار مشاجرات لا تنتهي.

يوم الواقعة، تصاعد خلاف جديد بينه وبين زوجته بعد أن راودته شكوك لا أساس لها في سلوكها — شكوك غذّاها الإدمان وسلوكياته العدوانية — لتتحول المشادة إلى اعتداء مروّع.

الزوج — الذي فقد السيطرة على نفسه — اعتدى عليها بسلك كهربائي ثم واصل ضربها وتعذيبها حتى سقطت جثة هامدة، تاركة خلفها أربعة أطفال تتراوح أعمارهم بين سنوات قليلة… أطفال فقدوا أمهم، وأبيهم في قبضة الشرطة، ومستقبلهم مجهول. 

مشهد وصفه الجيران بأنه "مهزلة إنسانية" و"نهاية لا يستحقها أحد".

الشرطة تتدخل… والنيابة تتولى التحقيق

فور وصول البلاغ، انتقلت قوة من مباحث مركز شرطة طلخا إلى موقع الجريمة، حيث جرى: ضبط الزوج المتهم وأمرت النيابة العامة بحبسه.

لماذا يتصاعد عنف الأزواج 

ويؤكد الخبراء المتخصصين فى علم الاجتماع أن الوقائع فردية ولكن تكشف عن تصاعد وتيرة الجرائم الزوجية في السنوات الأخيرة يعود لعدة أسباب، أبرزها:غياب مهارات التواصل بين الأزواج، والضغوط الاقتصادية والمعيشية، وانعدام القدرة على التحكم في الغضب، وانتشار المخدرات في بعض البيئات، وغياب ثقافة طلب المساعدة أو اللجوء للطلاق عند استحالة العشرة.

وأشار الخبراء المتخصصين إلى أن هذه الجرائم تحتاج الى معالجة شاملة من كافة الجوانب فهذه الجرائم لا تقتل شخصًا واحدًا فقط…إنها تهدم أسرة كاملة وتترك أطفالًا بقلوب ممزقة ومستقبل مجهول بين قتيل ومقتول والأطفال فى منتصف الطريق ضائعون.