جريمة كرموز.. فيتو تطرح الأسئلة المشروعة.. من قتل مهندس الكيمياء النووية بالإسكندرية؟.. وهل تعرض الضحية لعملية اغتيال؟
في ليلة كانت تستعد فيها الإسكندرية لـ "نوة المكنسة" العاصفة، كانت منطقة كرموز الشهيرة بحي غرب، على موعد أمس مع حادث قتل بشع تعرض له مهندس متخصص في مجال الكيمياء النووية، ما أثار حالة من الغضب العارم في الشارع المصري.
كيف حدثت الجريمة؟
التحقيقات الأولية أفادت بأن المهندس في منتصف العقد الرابع من العمر، وأمضى لحظاته الأخيرة في الحياة سيرا بمفرده في أحد شوارع كرموز، بالقرب من منطقة بشاير الخير و“الموقف الجديد”، قبل أن يباغته شخص مجهول بطرحه أرضا، ثم مزق جسده بوابل من الرصاص، قدر بـ 13 طلقة، هي ما كانت تحمله خزينة سلاح الجريمة بالكامل، وفر الجاني هاربا من المكان مستقلا سيارة من نوع “لادا”، بعدما حاول بعض المارة اعتراضه لكن دون جدوى.
رجال الأجهزة الأمنية بـ مديرية أمن الإسكندرية هرعوا إلى موقع الجريمة فور ورود بلاغ بالحادث، وبدأوا في رفع الأدلة والفوارغ من مسرح الجريمة، وتفريغ كاميرات المراقبة المحيطة، وتم نقل الجثمان إلى مشرحة “كوم الدكة”، وتكثيف جهود التوصل إلى الجاني وفك طلاسم الجريمة.
ماذا قال شهود العيان؟
شهود عيان على الواقعة، قالوا: “القاتل كان يقف في انتظار مرور المهندس، كاشفا وجهه وغير ملثم، وما أن رأى الضحية أمامه أسقطه أرضا، ثم أرداه قتيلا بعدة طلقات نارية، ولم يمس أيا من مقتنياته، وفر هاربا فور تنفيذ جريمته”.
الغموض الذي يحيط بالحادث يجرنا إلى طرح تساؤلات عدة، لا غنى عنها، في ظل غياب مؤشرات واضحة على وجود محاولات سرقة المجني عليه.
على رأس هذه التساؤلات؛ من الجاني؟ ولماذا ارتكب جريمته النكراء؟ وهل الدافع انتقامي أو جريمة ثأر؟ أم أن الأمر أبعد من ذلك ومرتبط بطبيعة عمل الضحية ليكون مهندس الكيمياء النووية ضحية جديدة ضمن قائمة اغتيالات المتخصصين في المجالات الحيوية.
عدم توافر معلومات كافية، حتى الآن، عن هوية القتيل، تجعل احتمالية تعرُّض المهندس المصري لعملية اغتيال أمر غير مستبعد، ولمَ لا، فالرجل درس تخصصا حيويا، مجاله الطاقة النووية ويشمل (محطات الطاقة، تصميم المفاعلات، إدارة المخلفات النووية)، البحث والتطوير (في المفاعلات، والمختبرات النووية)، والهيئات الرقابية والإشعاعية، ورصد الإشعاع.
قطعا ستفرج الساعات المقبلة عن إجابات تكشف المستور في الجريمة التي هزت الإسكندرية.