باحث في الإسلام السياسي يكشف تفاصيل التلاعب الأمريكي في قصة "تحول الجولاني"
كشف الدكتور صبرة القاسمي، الباحث في شؤون تيارات الإسلام السياسي، عن ما وصفه بـ"واحدة من أكثر عمليات التضليل الاستراتيجية إثارة للجدل"، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تروج لما يسمى بـ"تحول" زعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني (أحمد حسين الشرع) من إرهابي إلى "شريك في مكافحة الإرهاب"، دون أي دليل قاطع يثبت هذا التحول.
وقال القاسمي لـ فيتو إن الأوساط السياسية والإعلامية الغربية، وعلى رأسها الإدارة الأمريكية، تحاول منذ فترة الترويج للجولاني كـ"قائد معتدل" يمكن الاعتماد عليه في إدارة مناطق النفوذ شمالي سوريا، رغم تاريخه المعروف كزعيم لجبهة النصرة – الذراع السابق لتنظيم القاعدة في سوريا.
وأضاف أن هذا التحول المزعوم يثير تساؤلات خطيرة تتعلق بالأمن الإقليمي، متسائلًا: "لماذا يطلب من المجتمع الدولي فجأة تصديق هذا التحول غير المبرر؟ ومن المستفيد من إعادة تدوير هذا الوجه الإرهابي؟".
وأشار القاسمي إلى أن ما يجري هو "عملية غسيل سمعة مدروسة"، وليست تحولًا حقيقيًا، موضحًا أن جهات غربية ومراكز أبحاث مرتبطة بمصالح سياسية، تعمل منذ سنوات على تجميل صورة الجولاني، وتقديمه كقائد "نفعي أو براجماتي" تخلى عن الولاء للقاعدة لصالح "إدارة محلية معتدلة"، لكن التحليل الاستخباري – بحسب القاسمي – يكشف أن الهدف الحقيقي من هذه السردية هو تثبيت نفوذ قوى أجنبية في شمال سوريا عبر "وكيل جديد" يتم تقديمه كبديل للتنظيمات الجهادية التقليدية، في حين أنه لا يقل خطورة عنها، بل أكثر دهاءً وتنظيمًا.
وأوضح القاسمي أن خلفية الجولاني وتاريخه تؤكد ارتباطه الوثيق بقمة الهرم الإرهابي، مشيرًا إلى أن المعلومات الاستخباراتية ترجح أن الجولاني كان في الأساس مبعوثًا من أبو بكر البغدادي (زعيم تنظيم داعش السابق) إلى سوريا، بهدف التمدد والسيطرة، وليس الانفصال.
وقال إن ما يجري اليوم هو استمرار لتلك المهمة، ولكن بغطاء جديد، حيث يُقدَّم الجولاني كقائد محلي، بينما يظل فعليًا الراعي والمشرف على عمليات تخريبية تُنسب إلى ما يُعرف بـ"المسلحين المجهولين".
وأكد القاسمي أن ما يُعرف بـ"التحول" هو مناورة تكتيكية تهدف إلى الحفاظ على السيطرة الميدانية واللوجستية للجولاني، مضيفًا أن الهجمات المنسوبة إلى تنظيم الدولة الإسلامية في بعض مناطق النفوذ السوري، تُدار فعليًا تحت إشرافه، بما يضمن استمرار حالة "الفوضى المضبوطة" التي تخدم أجندات تفكيك المنطقة.
وختم القاسمي تصريحه قائلًا: “الجولاني ليس مكافحًا للإرهاب كما يُروَّج، بل هو العرّاب الحقيقي لشبكة عمليات إرهابية تُدار بإيقاع منخفض لخدمة مصالح خارجية واضحة المعالم”.