فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

أمين الفتوى عن واقعة تلاوة القرآن بالمتحف الكبير: "العبادة ليست للاستعراض أو الإدانة"

تداول فيديو لشاب
تداول فيديو لشاب يقرأ القرآن في المتحف المصري

علق الدكتور هشام ربيع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على الفيديو المتداول والذي يظهر أحد الشباب وهو يقرأ القرآن الكريم في المتحف المصري الكبير، حيث تعمد قراءة الآيات التي تحكي عن قصة سيدنا موسى عليه السلام مع فرعون.

وقال إن تلاوة القرآن الكريم من أعظم القربات إلى الله تعالى، وهي عبادة تُضيء القلوب وتُطمئن النفوس، مشيرًا إلى أنها مشروعة في كل مكان يليق بجلالها، مستشهدًا بقوله تعالى: "فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ" [المزمل: 20].

وأوضح عبر صفحته الرسمية على موقع "فيس بوك" أن تحويل هذه العبادة إلى وسيلة للظهور أو الاستعلاء على الناس يُعد انحرافًا عن مقصدها، مؤكدًا أن الأصل في العبادة هو الإخلاص، لا لفت الأنظار ولا توجيه الرسائل الضمنية.

خطر الاستعلاء الإيماني وتصوير العبادة كوسيلة للتمييز

وأوضح أمين الفتوى أن تصوير من يقرأ القرآن وكأنه "الحق المطلق" في محيطٍ من "الغافلين" يحوِّل العبادة من علاقة خفية بين العبد وربه إلى استعراض علني يُقصد به لفت الانتباه وإشعار الآخرين بالتقصير، معتبرًا هذا الاتجاه خطرًا على جوهر الإيمان وروح العبادة.

 تلاوة آيات موسى وفرعون في المتحف تحمل تلميحًا خاطئًا

وأشار "ربيع" إلى أن خطورة الواقعة تزداد حين يتم اختيار آيات تحمل دلالات معينة، كقصة سيدنا موسى عليه السلام مع فرعون، وتلاوتها داخل المتحف المصري الكبير، موضحًا أن هذا الفعل يوحي بأن المكان الذي يضم تاريخ الأمة وحضارتها هو "دار شرك"، مؤكدًا أن هذا سوء أدب مع القرآن الكريم ومنكر عظيم.

وشدد على أن استعمال آيات الله في التلميح أو الطعن أو الإدانة خروج عن مقصده الأسمى، فالقرآن كتاب هداية ورحمة لا وسيلة للتعيير أو الإدانة، مستشهدًا بقوله تعالى: "وَلَا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا" [البقرة: 231].

 رسالة الإسلام لا تُفهم بالاستعراض أمام الكاميرات

وأضاف أمين الفتوى متسائلًا: "ما الرسالة التي تصل للسائح الأجنبي حين يرى هذا المشهد؟ هل يرى سماحة الإسلام ورحمته، أم تصل له رسالة معاكسة؟"، مؤكدًا أن المتحف ليس مسجدًا أو مكانًا للعبادة الجماعية، بل فضاء للعلم والتاريخ، ورفع الصوت بالقرآن فيه على هيئة الإنكار أو الإيحاء بالاستعلاء يُعد تمييعًا لهيبة القرآن نفسه.

 الإسلام لا يبرر الخطأ بخطأ آخر

وردّ الدكتور هشام ربيع على من يبرر الواقعة بعبارة: "يا مولانا دا بيقرأ قرآن.. مش أحسن ما الناس تسمع حاجة غلط!"، موضحًا أن المقارنة بين خطأ واضح وعبادة في غير موضعها مقارنة غير صحيحة، فالإسلام لا يخيّرنا بين فعلين أحدهما خطأ والآخر فيه محاذير، بل يرشدنا إلى الصواب المطلق وهو عبادة الله دون إيذاء خلقه أو الاستعلاء عليهم.

 الدعوة إلى إخلاص العبادة لله بعيدًا عن الأضواء

واختتم أمين الفتوى منشوره قائلًا:"فلنكن سفراء لديننا بحكمتنا وأخلاقنا، ولنجعل عبادتنا خالصة لوجه الله، بعيدًا عن أضواء الكاميرات ومسارح الاستعراض، فكن متواضعًا بطاعتك، رحيمًا بإخوانك، فكلنا نرجو رحمة ربٍ واحد."