زغلول صيام يكتب عن قصة مدربي المنتخب مع النجوم.. الجوهري مع طاهر أبو زيد.. المعلم مع ميدو.. وآخرهم ناصر ماهر مع حسام حسن!
خلال مشواري في بلاط صاحبة الجلالة كنت -وما زلت- على قناعة تامة بأن اختيار قائمة المنتخب الوطني في كرة القدم هو حق أصيل للمدير الفني، لأنه وحده من يدفع الفاتورة في النهاية، سواء نال التكريم في حالة الفوز، أو الإقالة في حالة الفشل في المهمة.
ويبقى دائمًا هناك ألغاز حول ضم لاعبين واستبعاد آخرين، وفيها قصص وروايات كثيرة تؤكد أن هذه الظاهرة موجودة منذ قديم الأزل.
الجوهري وطاهر أبو زيد
البداية كانت في نهاية ثمانينيات القرن الماضي، عندما أسندت مهمة قيادة المنتخب الوطني للكابتن محمود الجوهري.
وقتها كان طاهر أبو زيد نجم الشباك الأول في كرة القدم المصرية، وصاحب الفضل في حسم العديد من المباريات والبطولات لصالح النادي الأهلي ورغم ذلك، لم يكن الجوهري مقتنعًا بأهمية وجوده مع المنتخب.
في كل مرة كان الجوهري يعلن فيها القائمة، كانت الدنيا تقوم ولا تقعد بسبب عدم ضم طاهر أبو زيد.
وعندما تأهل المنتخب إلى مونديال إيطاليا 1990 – الذي لم يكن لطاهر دور بارز فيه – حدثت تدخلات أجبرت الجوهري على ضم نجم الأهلي في القائمة المسافرة إلى إيطاليا.
وافق الجوهري تحت الضغط، لكنه لم يمنح أبو زيد سوى دقائق معدودة في مباراة إيرلندا، لتندلع بعدها خلافات شديدة وصلت إلى المحاكم.
المعلم حسن شحاتة وميدو
النجم العالمي أحمد حسام "ميدو" كان نجم الشباك الأول في الكرة المصرية مع بداية الألفية الثالثة، حيث لعب لأكبر الأندية الأوروبية.
لكن المعلم حسن شحاتة – صاحب الإنجازات التاريخية مع المنتخب – كان يؤمن بأن الفريق هو النجم، وليس في حاجة إلى نجمٍ واحد.
حدث ما حدث في أمم إفريقيا 2006، وكان ذلك مبررًا قويًا لتجاهل المعلم ضم ميدو مرة أخرى.
وقبل بطولة أمم إفريقيا 2010، وبعد تصالحهما وإعادة ضم ميدو إلى المنتخب، استبعده شحاتة قبل إرسال القائمة النهائية، مفضلا راحة البال، ومتذرعا بأن وزن ميدو زائد.
ناصر ماهر والعميد حسام حسن
من حق كل لاعب أن يحلم بارتداء فانلة منتخب بلاده، ومن أجل ذلك يبذل الجهد لنيل هذا الشرف.
وهذا ما فعله ناصر ماهر لاعب الزمالك، الذي أصبح بمثابة فرس الرهان لفريقه في كل البطولات، لكنه فوجئ بنفسه خارج القائمة!
غضب ناصر ماهر طبيعي، طالما أنه لم يخطئ في حق المدير الفني أو المنتخب، ولكن يبقى القرار الأخير في يد العميد حسام حسن.
المشكلة أن هناك من يحاول إثارة أزمة بسبب لون الفانلات، وهو الأمر الذي أعاد الكرة المصرية سنوات طويلة إلى الوراء.
من الطبيعي أن يختار حسام حسن قائمته وله مطلق الحرية في تحديد وقت إعلانها، ومن الطبيعي أيضًا أن يعبر اللاعب عن غضبه طالما لم يخرج عن حدود اللياقة.
استقيموا يرحمكم الله.
يعقوب السعدي... وكلمة أخيرة
شاء من شاء وأبى من أبى، ستظل كرة القدم المصرية عنوان الأُلفة بين الدول العربية، وسيبقى الأهلي والزمالك ليسا فقط قطبي الكرة المصرية، بل قطبي الكرة العربية والإفريقية أيضًا.
ولهذا، يستغل بعض الأشقاء في الدول العربية تلك النغمة لاستمالة جمهور القطبين، ويفعلها يعقوب السعدي في الإمارات، وكذلك إخوتنا في قنوات MBC مصر.