فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

حافظ عليها، أوقات الصلاة كما حددها القرآن الكريم والسنة النبوية

اوقات الصلاة
اوقات الصلاة

حدد الله سبحانه وتعالى في كتابه القرآن الكريم أوقات الصلاة المفروضة، وجعلها مؤقتة بتوقيت لا يزول، ولا يمكن لأحد  المساس به إذ يقول تعالى: (ۚإِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا) (النساء- 103)، وقد جاءت أوقات الصلاة المفروضة منها ما هو صريح ومباشر، ومنها ما جاء إشارة وتلميحا، لكل صلاة على حدة، وخلال السطور التالية نستعرض معكم أوقات الصلاة كما حددها القرآن الكريم والسنة النبوية

 

صلاة الصبح:

 {وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ}  قال الطبري: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا الثوري، عن منصور، عن مجاهد، قال: صلاة الفجر طرف، وصلاة العشي طرف، أي صلاة العصر. {مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ}، ودلالة الآية صريحة على صلاة الفجر في ذلك.  {وَحِينَ تُصْبِحُونَ}  نُقل عن ابن عباس استدلاله بها على وقت صلاة الفجر. {وَسَبِّحْ بحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ} نُقل إشارة النبي الكريم إلى دلالتها على وقت صلاة الفجر، في حديث جرير بن عبد الله، {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ} العشيّ: هو العصر، والإبكار: هو الصبح. 

صلاة الظهر:

{أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ} قال أبو عبيدة: ودلوك الشمس من عند زوالها إلى أن تغيب،  والزوال هو وقت الظهر. ذكر مجاهد عن ابن عباس: لدلوك الشمس قال: إذا زالت الشمس عن بطن السماء لصلاة الظهر.

 {وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ} نُقل عن ابن عباس استدلاله بحين ولا تظهرون على وقت صلاة الظهر. وبعشيا على العصر، {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} قيل هِيَ صَلَاةُ الظُّهْرِ، وقيل هي صلاة العصر.

صلاة العصر: 

{وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَار}[ صلاة الصبح طرف الأول وصلاة العصر طرف الآخر {وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ} عشيا أي العصر، {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ} وقوله (وَقَبْلَ الْغُرُوبِ) هو صلاة العصر، {لَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا}[34] هَذِهِ صَلَاةُ الْعَصْرِ، {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ}  العشيّ: هو العصر.

صلاة المغرب:

الآيات التي تشير إلى وقت صلاة المغرب: {وَزُلَفًا مِنْ اللَّيْلِ}: والزلفة: هي الساعة القريبة من الليل، أي صلاة المغرب. ليس ليلا وليس نهارا. ما سماه الفقهاء مدة الشفق الأحمر، وقته من غروب الشمس إلى غياب الشفق، وهو الظاهر عند مالك والشافعي وأبو حنيفة وأحمد واسحاق وداوود {حِينَ تُمْسُونَ}، نُقل عن ابن عباس استدلاله بها على وقت صلاة المغرب. {إلَى غَسَقِ اللَّيْلِ}، يعني ظلام الليل، وبعضهم فسّره بأوائل الليل، وبعضهم فسّره بنصف الليل، قال الفراء: أول ظلمته لوقت المغرب والعشاء.

صلاة العشاء: 

{إلَى غَسَقِ اللَّيْلِ}، أي إلى شدة الظلام، وهو وقت العشاء، نُقل عن الفراء أنَّ أول وقت صلاة العشاء داخل فيه، ويدوم حتى يزول الغسق بالفجر، {وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ}[37]، دلالته ظاهرة على صلاة العشاء. عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ تَعالى عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ ص أنَّهُ قالَ: {أوَّلُ وقْتِ العِشاءِ حِينَ يَغِيبُ الأُفُقُ}

 

 

 

 أوقات الصلاة في السنة النبوية

جاء في السنة أيضا خمس أوقات حددتها الأحاديث النبوية بالتفصيل، وبرغم أن الله سبحانه وتعالى حدد أوقات الصلاة  والوضوء في القرآن بعد الهجرة في المدينة المنورة، إلا أن الروايات تدل على أن النبي ص تعلم أوقات الصلاة قبل ذلك عن جبريل كما روي عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [أمني جبريل عليه السلام عند البيت مرتين، فصلى بي الظهر حين زالت الشمس، وكانت قدر الشراك، وصلى بي العصر حين كان ظله مثله، وصلى بي يعني المغرب حين أفطر الصائم، وصلى بي العشاء حين غاب الشفق، وصلى بي الفجر حين حرم الطعام والشراب على الصائم، فلما كان الغد صلى بي الظهر حين كان ظله مثله، وصلى بي العصر حين كان ظله مثليه، وصلى بي المغرب حين أفطر الصائم، وصلى بي العشاء إلى ثلث الليل، وصلى بي الفجر فأسفر» ثم التفت إلي فقال: «يا محمد، هذا وقت الأنبياء من قبلك، والوقت ما بين هذين الوقتين].