فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

معركة الوصول لرئاسة حزب الوفد تبدأ مبكرا.. يمامة يحلم بالتجديد.. هاني سري الدين يناور بالمال.. الهضيبي رجل اللحظات الأخيرة.. وفؤاد بدراوي يحلم بميراث جده

حزب الوفد
حزب الوفد

تشتعل داخل أروقة حزب الوفد استعدادات لـ"معركة يناير" التي تبدو هذه المرة أكثر تعقيدًا من أي وقت مضى.

وجوه تاريخية وأخرى اقتصادية تسعى للتمركز على مقعد القيادة داخل أقدم الأحزاب المصرية؛ فؤاد بدراوي، حفيد الباشا و"صاحب الحصان الأبيض"، يدخل السباق مستندًا إلى إرث العائلة وثقة القواعد التنظيمية.

في المقابل، يعود عبد السند يمامة لمحاولة اقتناص الفرصة من جديد، في وقت يُحرّك فيه رجل الأعمال هاني سري الدين المياه الراكدة بقدراته على إغراء الوفديين بخبرة اقتصادية وحضور سياسي.

معركة انتخابات رئاسة حزب الوفد في يناير المقبل، استعدادات كبيرة من قبل المرشحين المحتملين قبل انطلاق الماراثون؛ فالدكتور هاني سري الدين المرشح المحتمل على رئاسة حزب الوفد بدأ في العمل على لجان المحافظات لدعمه وانتخابه في رئاسة الوفد، فسري الدين أعد العدة منذ الانتخابات الماضية، وكان يريد الترشح في مواجهة المستشار بهاء أبو شقة، وغازل وقتها الصحفيين بتعيين دفعة كبيرة في الجريدة التي لم تكن تُعيّن منذ سنوات كثيرة، وخاصة أن هاني سري الدين كان يتولى رئاسة مجلس الإدارة، ولكن وعي أبو شقة حينها ضرب سري الدين في مقتل، فبصفته رئيسًا للحزب أصدر قرارًا بتعيين كل الصحفيين ليأخذ هو الدعاية وقتها ولتكون في صالحه، ولم يترشح هاني سري الدين وقتها عندما وجد الأجواء غير مناسبة.

أما المرشح المحتمل الثاني فهو الدكتور عبد السند يمامة رئيس الحزب الحالي الذي فاز صدفة على المستشار بهاء أبو شقة في الانتخابات الماضية، وخاصة أن يمامة لم يكن له رصيد كبير، ولم يكن معروفًا على ساحة الوفد بطريقة كبيرة، وأيضًا في المحافظات، فهناك لجان لم تكن تعرفه، فالدعاية الانتخابية، وأيضًا كان هو المرشح الوحيد أمام أبو شقة في هذه الانتخابات، ونظرًا لمعارضي أبو شقة الذين لم يكونوا يريدون وجوده في رئاسة الحزب مرة أخرى نظرًا لما قام به من فصل للبعض، وربما كانت وفقًا للائحة الحزب، وأيضًا قائمة انتخابات مجلس النواب والشيوخ التي خلت من الكثيرين، وحدثت مشكلات كثيرة داخل الحزب في عهده، فكانت الكفة الراجحة في صف يمامة الذي فاز على أبو شقة، ورغم التوقعات فإن كفته ليست راجحة هذه المرة على الإطلاق.

فيمامة له معارضون كثيرون في حزب الوفد، وحتى من المقربين له وقت الانتخابات الماضية الذين روجوا لانتخابه، ففي هذه المرة يروجون ضده بعدما رأوا أخطاء كثيرة، وشهد الحزب ما لم يشهده من قبل من خسارته والنتائج المتأخرة في انتخابات رئاسة الجمهورية، ونصيب الحزب في القوائم الانتخابية، وربما هو رئيس الحزب الأكثر عرضة لسحب الثقة منه، فقد مضت الأربع سنوات بصعوبة للغاية في عهده على عكس سابقيه، وأيضًا القرارات المتأرجحة؛ يتخذ القرار ثم يتراجع عنه في ساعات قليلة.

أما المرشح المحتمل الذي قد تكون فرصته كبيرة للغاية فهو فؤاد بدراوي، حفيد الباشا فؤاد سراج الدين، فهو لم يُوضع في هذه المسؤولية من قبل، أي لم يتولَّ رئاسة حزب الوفد، دخل معارك مع السيد البدوي رئيس الحزب السابق، وفُصل من الحزب بقرار من الهيئة العليا، ولم يصمت حينها، بل بدأت المناوشات في دخوله الحزب بالقوة رغم فصله ومنع لأكثر من مرة، ولكن بدراوي لم يستمر بعيدًا عن الحزب، وظل في ذهنه العودة حتى عاد في أواخر عهد السيد البدوي، وفي عهد أبو شقة ترشح ونجح في الهيئة العليا، ومنها إلى منصب السكرتير العام للحزب، أي الرجل الثاني في الوفد، وتبرع كثيرًا لتدور العجلة في عهد أبو شقة لأن الوفد عليه ديون كثيرة للغاية وفي حاجة إلى التبرعات باستمرار، ولكنه في عهد يمامة اختلفت الأمور، فأصبح من أشد معارضي يمامة في رئاسة الحزب، وحدثت مناوشات كبرى أثناء الترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية من حزب الوفد، فأعلن يمامة ترشحه، ثم أعلن فؤاد بدراوي ترشحه أيضًا، وأصبحت الأمور أقرب إلى العناد، ربما أيضًا ساند يمامة في إزاحته من منصب السكرتير العام للحزب، ولكن بدراوي في هذه المرة يلعب بوتر الأصل الوفدي وجده الباشا فؤاد سراج الدين الذي سيجلب إليه أصواتًا كثيرة في هذه المرة.

أما الدكتور ياسر حسان، أمين الصندوق في الحزب وعضو الهيئة العليا، والذي ترشح قبل ذلك في الانتخابات السابقة، فقد تكون فرصته الأقل، لكنه يحقق منافسة قوية قد تفيده في المرات القادمة ليكون الرجل الأول في حزب الوفد، وأيضًا الدكتور ياسر الهضيبي السكرتير العام الحالي للحزب الذي من المتوقع ترشحه، فله قاعدة كبيرة داخل حزب الوفد، ويستطيع الإقناع وجلب الأصوات نظرًا لأسلوبه وحب الكثير له من أعضاء الحزب وصمته الكبير في وقت الأزمات، فهو يعرف كيف يرد والوقت المناسب للرد، ذكائه خارق، ونظرته للأمور واسعة للغاية، والمهندس ياسر قورة الذي أعلن ترشحه في الانتخابات الماضية ثم تراجع، هو من رجال الأعمال الذين كانوا متواجدين في عهد رئيس الحزب السابق السيد البدوي. 

ومن الأسماء البارزة حاليًا للترشح: الدكتور هاني سري الدين عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، وفؤاد بدراوي عضو الهيئة العليا وحفيد فؤاد سراج الدين، والدكتور عبد السند يمامة رئيس حزب الوفد الحالي، والدكتور ياسر حسان أمين الصندوق، والدكتور ياسر الهضيبي السكرتير العام للحزب، والمهندس ياسر قورة عضو الهيئة العليا، والدكتور أيمن محسب عضو الهيئة العليا لحزب الوفد.