من فرحة الحفل إلى مأساة الطريق، أضواء الغناء تتحول لظلام الفقد بحادث إسماعيل الليثي (صور)
لم تكن عودة الفنان الشعبي إسماعيل الليثي من إحياء حفل بمحافظة أسيوط ليلة عادية، فقد كانت ليلة تحمل الفرح والبهجة بعد سهرة غنائية ناجحة امتلأت بالأغاني والتصفيق، لكن الطريق الصحراوي الشرقي كان على موعد مع مأساة ستبقى محفورة في ذاكرة كل من شهدها.
من فرحة الحفل إلى مأساة الطريق.. تفاصيل ليلة تحولت فيها أضواء الغناء إلى ظلام الفقد في حادث إسماعيل الليثي بالمنيا

في الساعات الأولى من الفجر، وبينما كانت السيارة التي يستقلها الفنان وعدد من مرافقيه تشق الطريق عائدة إلى القاهرة، اصطدمت بقوة بسيارة أخرى كانت تقل أسرة كاملة من محافظة أسيوط، ولم تمهل الصدمة أحدًا، وتحولت لحظات الغناء إلى صرخات واستغاثات وسط ظلام الصحراء.
صدمة في موقع الحادث

على الفور هرعت سيارات الإسعاف إلى موقع التصادم أمام مركز ملوي جنوب محافظة المنيا، في مشهد مأساوي امتزجت فيه أنات المصابين بدموع الناجين.

وعلى الأسفلت كانت تتناثر بقايا السيارات الممزقة، فيما وقف رجال الإسعاف يحاولون إنقاذ ما يمكن إنقاذه.
تم نقل المصابين إلى مستشفى ملوي التخصصي، حيث بدأت لحظة سباق مع الزمن بين الأطباء لإنقاذ الأرواح. وبعد دقائق من الفحص، تأكدت وفاة أربعة أشخاص من أسرة واحدة كانوا في السيارة الثانية، بينهم أب وأم وطفلان، فيما أُصيب ستة آخرون بإصابات بالغة.
إصابة الفنان إسماعيل الليثي

كان من بين المصابين الفنان إسماعيل الليثي، الذي وصل إلى المستشفى في حالة حرجة، وكشف مصدر طبي أن الفنان يعاني من نزيف في المخ وكسر في الضلوع، وأُجريت له عملية تركيب أنبوبة صدرية لإنقاذ حياته.
وتم وضعه داخل العناية المركزة تحت الملاحظة الدقيقة، بينما تجمع عدد من محبيه خارج المستشفى في انتظار أي خبر مطمئن، وسط دعوات لا تنقطع له بالنجاة.
الطفل الذي نجا بأعجوبة في حادث إسماعيل الليثي

ومن بين المشاهد التي أبكت الجميع داخل المستشفى، قصة الطفل عمر أشرف، أحد مرافقي الفنان الليثي، الذي نجا من الموت لكن بجراح بالغة.

الطفل الصغير خضع لعملية استئصال الطحال بعد إصابته بنزيف داخلي حاد، كما يعاني من كسور في أنحاء الجسد، ويستعد الأطباء لإجراء عملية عظام جديدة لإنقاذ أطرافه.

ورغم صغر سنه، كان يقاوم الألم في صمت، بينما وقفت أسرته تتابع حالته بقلوب مرتجفة بين الرجاء والخوف.
وداع مؤلم لأربعة من أسرة واحدة

صباح اليوم التالي، امتلأ محيط مستشفى ملوي التخصصي بأصوات البكاء والدموع، حين بدأت لحظة خروج أربعة جثامين من أسرة واحدة.
اصطف ذووهم حول سيارات الإسعاف وهم يحملون صور أحبائهم، في مشهد إنساني أبكى حتى العاملين بالمستشفى.
خرجت الجثامين ملفوفة بالأكفان البيضاء، متجهة إلى محافظة أسيوط، حيث كان بانتظارهم الأهالي لإقامة صلاة الجنازة ودفنهم في مقابر العائلة.
مأساة تجمع الفن والفقد
بين أنين المصابين وحزن الفقد، تحولت تلك الليلة إلى مأساة إنسانية جمعت بين فنان فقد وعيه وطفل يصارع الألم، وأربعة أرواح رحلت في لحظة قاسية.
لم تعد الأضواء ولا الأغاني تملأ الفضاء، بل خيّم الصمت على محبي الليثي وأهل الضحايا، في انتظار أن تمر العاصفة ويعود الناجون من حافة الموت إلى الحياة