فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

ابنة الفدائي السيد عسران: والدي انضم للمقاومة في بورسعيد وعمره 14 سنة

ندوة ذكرى دحر المقاومة
ندوة ذكرى دحر المقاومة للعدوان الثلاثي بنقابة الصحفيين، فيتو

قالت الدكتورة آمال عسران، الباحثة في معهد الدراسات الأفروآسيوية، ابنة الفدائي البورسعيدي السيد عسران، إن والدها انضم إلى صفوف المقاومة الشعبية في مدينة بورسعيد، وهو لم يكن يتجاوز الرابعة عشرة من عمره.


مقهى على خط المواجهة 

وأضافت  خلال الندوة التي نظمتها اللجنة الثقافية والفنية بنقابة الصحفيين برئاسة الكاتب الصحفي محمود كامل، بالتعاون مع الجمعية التاريخية المصرية، تحت عنوان “المقاومة الشعبية خلال العدوان الثلاثي على مدينة بورسعيد”، والتي تناولت بطولات الفدائيين التي انتهت بدحر القوات الفرنسية والإنجليزية والصهيونية، أن جدها كان يمتلك مقهى على خط المواجهة مع قوات الاحتلال بالقرب من شارع محمد علي، وهو أحد ميادين القتال بين الفدائيين وجنود الاحتلال.

وتابع:٠  أبدى الفتى السيد عسران حينها، رغبة شديدة في المشاركة بعمليات المقاومة، وحاول الانضمام إلى كتائب ومعسكرات الفدائيين التي أنشأها الزعيم جمال عبد الناصر بعد قيام الثورة، لتكون إحدى أدوات الضغط على الإنجليز لإجبارهم على الجلاء، إلا أن صِغر سنه كان عائقًا أمام انضمامه في البداية".


الالتحاق بلواء القناة والعمليات في غزة

وأوضحت الدكتورة آمال أن والدها تمكن لاحقًا من الالتحاق بأحد معسكرات التدريب، ضمن لواء بورسعيد – الإسماعيلية – السويس، الذي توجه إلى غزة على خط الهدنة مع قوات العدو الصهيوني.

وتابعت: “تدرّب والدي سريعًا وشارك في عمليات استطلاع وفدائية داخل غزة، قبل توقيع اتفاقية الجلاء في 18 يونيو 1956”.
العودة إلى بورسعيد وبداية العدوان الثلاثي

وأضافت أنه بعد تأميم قناة السويس في يوليو 1956، عاد السيد عسران إلى بورسعيد استعدادًا لما شعر به الجميع من أن العدوان الثلاثي بات وشيكًا. ومع بدء العدوان، انضم إلى مجموعات العمل الفدائي التي كانت تصطاد الدوريات البريطانية والفرنسية داخل شوارع المدينة، ونفذ عمليات جريئة أربكت قوات الاحتلال.


عملية اغتيال قائد المخابرات البريطانية

وقالت  إن أبرز عمليات والدها كانت اغتيال قائد مخابرات الحملة البريطانية “الجنرال جيمس ماكدونالز وليامز”، المعروف ببطشه وتنكيله بالمصريين.وفي صباح 14 ديسمبر 1956، خرج السيد عسران يحمل رغيف خبز بداخله قنبلة، ترقّب خروج الجنرال من مبنى المباحث الجنائية، ثم ألقى القنبلة داخل سيارته بعد أن فتح الزجاج لتسلّم ورقة ظنّها شكوى. وقع الانفجار العنيف الذي أطاح بالجنرال البريطاني المتغطرس، ثم انسحب عسران بجرأة، ليبدّل ملابسه ويختفي وسط الأهالي.

تحطيم تمثال ديليسبس بعد الجلاء

وأضافت الدكتورة آمال أن والدها، عقب جلاء قوات الاحتلال، شارك مع مجموعة من الفدائيين في تحطيم تمثال ديليسبس، الذي كان رمزًا للاحتلال الفرنسي. وتم هدم الجزء العلوي من التمثال في 24 ديسمبر 1956، تزامنًا مع بدء انسحاب القوات الأجنبية من بورسعيد، ليُسدل الستار على صفحة من أمجاد المقاومة الشعبية المصرية.