فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

خبير بالشأن الأفريقي يحذر من انهيار المنظومة الاجتماعية والإنسانية في الفاشر بالسودان

الفاشر
الفاشر

قال الدكتور رمضان قرنى، الخبير بالشأن الأفريقي: إن مدينة الفاشر في شمال دارفور تشهد مأساة إنسانية متفاقمة تُنذر بانهيار شامل للمنظومة الاجتماعية والإنسانية في الإقليم.

وأشار إلى أنه وفقًا لتقارير طبية موثوقة، تجاوز عدد الأطفال الذين فقدوا حياتهم بسبب سوء التغذية ونقص الدواء 239 طفلًا منذ مطلع هذا العام، في ظل حصار خانق يطوّق المدينة ويمنع وصول المساعدات الإنسانية الأساسية. 

وأكد فى تصريح لـ"فيتو"، بأنه لا يمكن قراءة هذه المأساة بمعزل عن السياق الأوسع للحرب السودانية، التي تحوّلت تدريجيًا من صراع سياسي على السلطة إلى كارثة إنسانية متكاملة الأبعاد، منوها إلى أن لحصار المفروض على الفاشر لا يستهدف البنية المادية فقط، بل يضرب قلبها الإنساني، حيث الأطفال والنساء هم الضحايا المباشرون لانهيار شبكات الإمداد، وتعطّل الخدمات الطبية، وغياب الممرّات الآمنة. 

وأوضح أن وفاة هذا العدد من الأطفال ليست مجرد أرقام تُضاف إلى سجل الحرب، بل هي صرخة ضمير عالمي تُذكّر بأن ما يحدث في دارفور اليوم يعيد إنتاج نماذج المجاعات السياسية التي شهدتها إفريقيا في تسعينيات القرن الماضي، حين استُخدم الجوع كسلاح في النزاعات الداخلية. 

وأكد على أنه قد أثبتت التجارب الإفريقية أن الصمت أمام هذه الجرائم لا يقلّ خطورة عن ارتكابها، مشددا على أن ما يجري في الفاشر ليس مأساة سودانية فحسب، بل اختبار لإنسانية المجتمع الدولي وقدرته على حماية أرواح الأبرياء في مواجهة منطق الحصار والتجويع، فكل تأخير في التحرك يعني فقدان حياة جديدة، وكل تجاهل يُعمّق الجرح المفتوح في جسد القارة.