فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

معرض النيابة العامة الدولي للكتاب، حين تلتقي العدالة ببراءة الطفولة (صور)

معرض الكتاب في طرابلس
معرض الكتاب في طرابلس

في مشهد يعكس رؤية ثقافية متكاملة تجمع بين العدالة والقانون والفكر والطفولة، أول معرض النيابة العامة الدولي للكتاب في طرابلس اهتمامًا خاصًا بالأطفال، من خلال تخصيص عدة أجنحة تقدم محتوىً متنوعًا يجمع بين المعرفة، والتربية، والإبداع الفني، في تجربة تسعى إلى جعل القراءة عادة مبكرة وثقافة يومية.

فبين أرفف القصص المصورة وورش الرسم والتلوين والأنشطة التعليمية، وجد الأطفال في المعرض مساحة تشبه أحلامهم، حيث يلتقون بالكتاب في أجواء مفعمة بالمتعة والمعرفة في آنٍ واحد.

 

 

 

وأكدت اللجنة المنظمة بالمعرض أن الاهتمام بالطفل ليس تفصيلًا ثانويًا، بل جزء من فلسفة العدالة الإنسانية التي يؤمن بها المعرض، والتي ترى أن بناء وعي الطفل هو حجر الأساس في بناء مجتمع يعرف حقوقه وواجباته منذ الصغر.

 

وشهدت الأجنحة المخصصة للأطفال مشاركة عدد من دور النشر الليبية والعربية المتخصصة في أدب الطفل، إلى جانب مؤسسات تربوية وثقافية قدّمت عروضًا تفاعلية تحفّز خيال الطفل وتغرس فيه حب القراءة.

 

 

كما نظمت اللجنة مجموعة من الأنشطة الثقافية والترفيهية الموجهة للفئات العمرية المختلفة، شملت حكايات تربوية، ومسابقات في القراءة والرسم والتعبير الحر والتلوين، وسط حضور واسع من العائلات والطلاب.

 

وقالت اللجنة التحضيرية إن الهدف من تخصيص هذا الفضاء للطفل هو "تأسيس علاقة مبكرة بين الجيل الجديد والكتاب"، مؤكدة أن الوعي القانوني والثقافي يبدأ من الطفولة، وأن بناء جيل قارئ هو في جوهره بناء لمجتمع عادل ومسئول.

 

اللافت أن بعض الأجنحة قدمت مبادرات لتبسيط المفاهيم القانونية للأطفال، مثل حقوق الطفل وواجباته في المدرسة والمجتمع، بأسلوب مبسط ورسوم توضيحية، بما يعكس رؤية المعرض في دمج العدالة بالقيم التربوية بطريقة جذابة وغير مباشرة.

 

 

وتميّزت أركان الأطفال هذا العام بتنوع محتواها، في محاولة لربط الجيل الجديد بثقافة القراءة من خلال الأدوات التي يفهمها ويحبها.

 

ويُعدّ اهتمام معرض النيابة العامة بالطفل خطوة متقدمة في مسار ربط العدالة بالثقافة المجتمعية، حيث أثبت الحدث أن بناء وعي الطفل هو الوجه الأجمل للعدالة الإنسانية.
 

ليبيا ولبنان ترفع شعار "لا للإلكترونيات" في معرض الكتاب الدولي بطرابلس: العودة إلى الورقة والقلم

 

في إطار المشاركة العربية الواسعة في معرض النيابة العامة الدولي للكتاب في طرابلس، لفت الجناح اللبناني والليبي الأنظار هذا العام من خلال عرضه لمجموعة مميزة من كتب الأطفال والناشئة التي تبتعد تمامًا عن الوسائط الإلكترونية، وتعيد الاعتبار لعلاقة الطفل بالكتاب الورقي، تحت شعار: "لا للإلكترونيات… نعم للورقة والقلم". 

 

وأوضح القائمون على الجناح اللبناني أن الفكرة انطلقت من إيمان راسخ بأن القراءة الورقية تبني الخيال وتنمّي قدرات الطفل الذهنية والحسية، على عكس الاعتماد المفرط على الوسائط الرقمية التي – كما قالوا – "حرمت الطفل من متعة البحث والاكتشاف".

  

وقال أحد ممثلي دور النشر اللبنانية المشاركة: كتبنا خالية تمامًا من العناصر الإلكترونية، وتعتمد على قدرة الطفل على الاكتشاف والتفاعل الذاتي. أردنا أن نعيد الطفل إلى متعة الكتاب الحقيقي، إلى الصفحات التي يلمسها ويتفاعل معها، بعيدًا عن الشاشات."

 

وأضاف: "نقدّم كتبًا متنوعة تغطي الفئات العمرية من سنتين إلى 20 سنة، منها قصص تعليمية وتربوية وأطالس مصغّرة، وكتب مجسّمة تحتوي على ألوان وأنشطة تفاعلية تجعل الطفل لا يمل من القراءة."

وأشار إلى أن بعض الإصدارات تعتمد على مجسمات وحركات داخل الكتاب، وأخرى تستخدم عدسات صغيرة تسمح للطفل بمشاهدة الرسوم بطريقة ممتعة، ما يجعل الكتاب تجربة بصرية وتفاعلية تشجّع على القراءة وتوسّع الخيال.

 

وأكد أن شعار "لا للإلكترونيات" ليس مجرد فكرة تجارية، بل موقف تربوي وثقافي يدعو إلى حماية الطفل من الإفراط في التعرض للشاشات، مضيفًا:"بدايتنا كانت مع الورقة والقلم، والعودة إليهما اليوم ليست خطوة إلى الوراء، بل عودة إلى الجذور الحقيقية للتعلّم والمعرفة."

 

كما أشار ممثلو الجناح إلى تقديم خصومات خاصة على سلاسل كتب الأطفال بهدف تشجيع العائلات على اقتناء الكتاب الورقي، مؤكدين أن الإقبال من الزوار الليبيين كان لافتًا، خاصة من المعلمين والأسر الباحثة عن بدائل تربوية بعيدة عن الإلكترونيات.