فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

محمد عبد الجليل يكتب: "مجـ ـزرة البراءة" ماذا يحدث في الهرم؟! "توك توك" يلقي بجثتـ ـين في اللبيني: سيف مات وجنى تهمس باسم أمها قبل الوفاة ومصطفى يذوب في الهواء!

الأطفال الثلاثة،
الأطفال الثلاثة، فيتو

على أي حال ينام ضمير إنسان؟ وبأي قلب يمكن أن يُلقى بطفلين صغيرين على قارعة الطريق، وكأنهما متاع بالٍ يجب التخلص منه؟ هذا هو السؤال الذي يمزق أهل منطقة اللبيني في فيصل، الذين استيقظوا على كابوس لم يكن في الحسبان.


في مشهد لا يصدق، وُجدت "جنى" (12 عامًا) تتلوى من الألم، جسدها النحيل يرتجف، وعيناها البريئتان تخبران عن رعب تجاوز قدرتها على الاحتمال. حاولت المقاومة، حاولت الكلام، قبل أن تنطق بكلمات متقطعة، همست فيها باسم العائلة وعنوان المنزل، كانت تلك همسة الاستغاثة الأخيرة، الشاهد الوحيد الحي الذي سرعان ما انزلق في غيبوبة عميقة، نُقلت على إثرها إلى مستشفى الهرم لتقاوم الموت وحيدة.

"سيف".. لماذا مات؟

إلى جوار جنى، كانت المأساة مكتملة. "سيف" (14 عامًا)، الشقيق الأكبر، كان قد فارق الحياة بالفعل. جثمانه الهامد يروي قصة عنف غادر حدث تحت ستار الليل. سيف ذهب، وبقيت جنى وحدها تحمل سر اللحظات الأخيرة، تصارع الموت لتروي ما لم نره.

لم ينتظر الجيران، أسرعوا بإبلاغ الأمن. فالجريمة أكبر من مجرد حادث، إنها صفعة على وجه الإنسانية.

الخوف على "مصطفى".. أين الطفل الأصغر؟

لكن الرعب لم يكتمل بعد. فخلال التحقيقات، اكتشف المحققون أن العائلة تضم طفلًا ثالثًا، هو "مصطفى" (6 أعوام)، الطفل الذي اختفى تمامًا من المشهد. هل تعرض لنفس المصير؟ هل هو رهينة؟ أم أنه يصارع المجهول في مكان آخر؟ هذا اللغز الجديد يضاعف وجع الحي والأمن، ويشعل نيران القلق على مصير بريء آخر.


شاهد "التوك توك" الأبكم!

الخيط الوحيد الملموس الذي ظهر في هذا الظلام الدامس جاء من شاهد أبكم: كاميرا مراقبة. لقد التقطت الكاميرا صورة باردة ومروعة: "توك توك" يتوقف لثوانٍ معدودة، يُلقي منه شخص ما بجسدين صغيرين في وحشية لا توصف، ثم يندفع هاربًا كشبح.

الأمن بقيادة اللواء محمد مجدي أبو شميلة مساعد الوزير لأمن الجيزة  يكثف الآن مطاردته لهذا "التوك توك" اللعين، هذه المركبة المجهولة تحمل مفتاح الحل، وربما الدليل على هوية الجاني الذي تجرد من كل معاني الإنسانية.


لغز الأم الغائبة.. هل هو مفتاح السر؟


التحقيقات فتحت ملفًا آخر: والدة الأطفال غادرت المنزل قبل 20 يومًا بسبب خلافات أسرية، واصطحبت أبناءها معها، بحسب رواية أسرة الوالد، هل للخلافات الأسرية دور؟ هل انتهت الأزمة الزوجية بمجزرة للأبناء؟

الجميع يترقب، العيون كلها موجهة نحو غرفة العناية المركزة في مستشفى الهرم، حيث تتقلب جنى بين الحياة والموت، هي الشاهد الوحيد الذي نتمنى أن ينجو ليفتح صندوق هذا السر الأسود، إلا أن هذا الأمل تلاشى وماتت جنى!
الشارع كله يسأل: هل انتهت فصول القصة عند سيف ومصطفى، أم أن هناك سرًا أعمق ينتظر أن تكشفه طفلة هزتها صرخة الموت!