يوسف زيدان يهاجم الموالد الشعبية: الاستغلال يطغى على الروحانية
تحدث المفكر والروائي الدكتور يوسف زيدان عن الموالد الشعبية والتصوف، مؤكدًا أن الممارسات الحالية لا تمثل التصوف الحقيقي، بل تتحول إلى مظاهر استغلالية بعيدًا عن جوهر الروحانية.
ميلاد الصوفيين: لا شهادات ولا سجلات
وقال زيدان:"الجماعات التي تحتفل اليوم في الأسواق بالطبع ستفرح، وهذا شيء جيد، لكن من أين عرفوا أن اليوم هو ميلاد إبراهيم الدسوقي؟ غالبًا الشيخ نفسه لم يكن يعرف تاريخ ميلاده بدقة".
وأضاف خلال لقائه مع عمرو حافظ في برنامج "كل الكلام" على قناة الشمس: إن العديد من العلماء القدامى لم يكن لديهم تواريخ ميلاد محددة، بل كانوا يركزون على توثيق وفاتهم فقط، مستدركًا:"الناس بتحتفل بالميلاد في الهواء الطلق، وده شيء جميل لو كان محدودا، لكن الاستغلال من بعض المنتفعين أصبح مشكلة."
تصوف أم تجارة؟
انتقد زيدان ما يحدث في الموالد من استغلال لجهل العامة، مستشهدًا بمشاهدته للزوار في حسين:"الناس الفقيرة تضع 10 أو 15 جنيهًا في مظروف على أقدام الشيخ، ثم يقوم عمال بجمعها. ده مش تصوف!"
وأشار إلى أن بعض الشيوخ يستخدمون مظهرهم الخارجي للتظاهر بالروحانية:"بعضهم يلبس عمائم غريبة الشكل، لكن التصوف الحقيقي هو انتقال من المظهر إلى الجوهر، من الشكل إلى المضمون."
الملابس الصوفية: رموز مؤقتة لا جوهر دائم
واستعرض زيدان أصل ملابس المجاذيب، موضحًا أن هذه المظاهر كانت رموزًا للزهد في العصور العباسية الأولى:"كانوا يلبسون ملابس مرقعة قديمة كرمز للزهد، وعبر الزمن أصبح الصوف والمرقعات علامة على التصوف، لكنها علامة مرحلية مرتبطة بوقت معين، وليست جوهر التصوف نفسه".
وأضاف:"اللباس الذي يرتديه بعض المجاذيب اليوم مخصص ويصنع ليبدو ملفتًا، وهذا لا علاقة له بروح التصوف".