فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

يوسف زيدان: ما يحدث في الموالد جنون فولكلوري لا علاقة له بالتصوف

يوسف زيدان، فيتو
يوسف زيدان، فيتو

أثار المفكر والروائي الدكتور يوسف زيدان الجدل مجددًا بتصريحاته حول الطرق الصوفية والممارسات الشعبية في الموالد، مؤكدًا أن ما يجري في تلك الاحتفالات جنون فولكلوري  يعكس البهجة والمرح الإنساني، لكنه لا يمتّ بصلة إلى التصوف الحقيقي.


وقال زيدان، إن الموالد الحالية مثل مولد السيد البدوي ومولد إبراهيم الدسوقي ليست طقوسًا روحانية، بل احتفالات ذات جذور فلاحية وزراعية تحوّلت بمرور الزمن إلى طابع ديني شعبي.

وتابع خلال تصريحات تليفزيونية ببرنامج «كل الكلام» الذي يقدمه عمرو حافظ في  المذاع على قناة الشمس"إحنا ما نعرفش لا البدوي ولا الدسوقي اتولدوا إمتى، والموالد بدأت كاحتفالات موسمية بعد الحصاد، وتحولت لمظاهر فولكلورية جميلة، لكنها لا علاقة لها لا بالإسلام ولا بالتصوف"، على حد قوله.

التصوف عند زيدان: تجربة إنسانية تتجاوز الأديان

وأوضح زيدان أن التصوف نزعة إنسانية عامة موجودة في النفس البشرية، تعبر عن السعي نحو السمو والصفاء الروحي، وهي لا تقتصر على دين أو طائفة.
وقال: "يمكن أن نجد صوفية بين المسيحيين واليهود والهندوس وحتى بين الفنانين الكبار الذين ينعزلون عن الناس بحثًا عن العمق والسكينة".

وأكد أن التصوف الحقيقي لا يحتاج إلى مشيخة أو مظاهر مؤسسية، منتقدًا المقولة الشائعة: «من لا شيخ له فشيخه الشيطان»، وواصفًا إياها بأنها «كلام فارغ».
وأشار إلى أن كبار المتصوفة مثل ابن عربي، الحلاج، رابعة العدوية، وذو النون المصري لم يكن لهم شيوخ بالمعنى التقليدي، بل كانت تجاربهم فردية خالصة مع الله.

 

انتقاد يوسف زيدان لفيلم "رابعة العدوية" وكتاباته المقبلة

انتقد زيدان بشدة الصورة السينمائية التي قدمها فيلم "رابعة العدوية"، معتبرًا إياه «قلة أدب» في حق امرأة بلغت الثمانين من عمرها ونالت احترام علماء كبار مثل ابن تيمية.
وكشف عن أنه يكتب رواية جديدة عن الشيخ عبد القادر الجيلاني، الذي وصفه بأنه أعظم شيخ صوفي في التاريخ، مشيرًا إلى أن أتباع طريقته القادرية يتراوح عددهم بين 80 و100 مليون شخص حول العالم.

واستشهد بقول الجيلاني:"الشيخ مرحلة في حياة السالك إلى الله، فإذا استقرت نفسه واهتدى طريقه، يقطع عن الشيخ، فيكون لكل منهما طريق إلى الله"

وأكد زيدان أن استمرار العلاقة الهرمية بين الشيخ والمريدين يُحوّل الطرق الصوفية إلى تشكيلات اجتماعية أقرب للعصابات منها للتجارب الروحية.

التصوف أقدم من الطرق الصوفية

ولفت إلى أن الطرق الصوفية ظهرت بعد سقوط الخلافة العباسية في منتصف القرن السابع الهجري، كنوع من التعويض الروحي الشعبي بعد فقدان المسلمين لمركزيتهم الرمزية، موضحًا أن التصوف الحقيقي أقدم بكثير، ويمثل تجربة إنسانية خالدة تتجاوز الأديان والثقافات.