فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

حكم قراءة أذكار الصباح والمساء في غير وقتها

أذكار الصباح والمساء
أذكار الصباح والمساء

 قراءة أذكار الصباح والمساء من الأذكار المستحبة التي واظب عليها النبي الكريم، وقراءة أذكار الصباح والمساء هي دواء للقلوب وتطهير لها، كما أن لها العديد من الفوائد، فمن المعروف أن الذكر عبادة عظيمة، لذلك فإن  قراءة أذكار الصباح والمساء تعد من أفضل وأحسن الأعمال،  قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّـهَ ذِكْرًا كَثِيرًا* وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا)، وقال عز وجل: (وَالذَّاكِرِينَ اللَّـهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّـهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا)، فينبغي على المسلم أن يكثر من ذكر الله -عز وجل- في كل وقت وحين. وخلال السطور التالية نستعرض معكم حكم قراءة أذكار الصباح والمساء في غير وقتها.

 

من أذكار المساء التي يمكن ترديدها
حكم قراءة أذكار الصباح والمساء في غير وقتها، فيتو

وقت أذكار الصباح والمساء

اختلف العلماء في تحديد وقت الصباح والمساء بداية ونهاية، فمن العلماء من يرى أن وقت الصباح يبدأ بعد طلوع الفجر، وينتهي بطلوع الشمس، ومنهم من يقول إنه ينتهي بانتهاء الضحى لكن الوقت المختار للذكر هو من طلوع الفجر إلى ارتفاع الشمس. 

وأما المساء فمن العلماء من يرى أنه يبتدأ من وقت العصر وينتهي بغروب الشمس، ومنهم من يرى أن وقته يمتد إلى ثلث الليل، وذهب بعضهم إلى أن بداية أذكار المساء تكون بعد الغروب.

ولعل أقرب الأقوال أن العبد ينبغي له أن يحرص على الإتيان بأذكار الصباح من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس فإن فاته ذلك فلا بأس أن يأتي به إلى نهاية وقت الضحى وهو قبل صلاة الظهر بوقت يسير، وأن يأتي بأذكار المساء من العصر إلى المغرب، فإن فاته فلا بأس أن يذكره إلى ثلث الليل، والدليل على هذا التفضيل ما ورد في القرآن من الحث على الذكر في البكور وهو أول الصباح، والعشي، وهو وقت العصر إلى المغرب. 

قال ابن القيم رحمه الله: قال تعالى: وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ سورة قّ/39، وهذا تفسير ما جاء في الأحاديث: من قال كذا وكذا حين يصبح، وحين يمسي، أن المراد به: قبل طلوع الشمس، وقبل غروبها وأن محل ذلك ما بين الصبح وطلوع الشمس، وما بين العصر والغروب، وقال تعالى: وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالأِبْكَارِ غافر/55، والإبكار أول النهار، والعشي آخره. وأن محل هذه الأذكار بعد الصبح، وبعد العصر.. ملخصا من الوابل الصيب (200) ويراجع شرح الأذكار النووية لابن علان (3 / 74 , 75، 100).

 

من أذكار المساء التي يمكن ترديدها
حكم قراءة أذكار الصباح والمساء في غير وقتها، فيتو

 

حكم قراءة أذكار الصباح والمساء في غير وقتها

قال الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء، في فتوى له: إن وقت الصباح يبدأ من منتصف الليل إلى الزوال، وأفضل وقت لأذكار الصباح هو بعد صلاة الصبح حتّى طلوع الشمس.

وأضاف الشيخ أحمد ممدوح أن وقت المساء يبدأ من زوال الشمس حتّى نهاية النصف الأول من الليل، وأفضل وقت لأذكار المساء هو: مِن بعد صلاة العصر حتّى غروب الشمس.

وأوضح أمين الفتوى فى إجابته عن سؤال ورد إليه يقول صاحبه: «هل يجوز قراءة أذكار الصباح بعد الشروق؟»، أن ذلك يجوز، لأن وقت قراءة أذكار الصباح ينتهي بزوال الشمس.

ويجوز لمن فاتته أذكار المساء أن يقضيها في غير وقتها وله الأجر والثواب والدليل على ذلك بقول الإمام النووي في كتاب «الأذكار»: «ينبغي لمن كان له وظيفة من الذكر في وقت من ليل أو نهار، أو عَقِيب صلاة أو حالة من الأحوال، ففاتته: أن يتداركها، ويأتي بها إذا تمكن منها، ولا يهملها، فإنه إذا اعتاد الملازمة عليها لم يعرضها للتفويت، وإذا تساهل في قضائها سهل عليه تضييعها في وقتها، وقد ثبت في صحيح مسلم، عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من نام عن حزبه أو عن شيء منه فقرأه ما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كُتب له كأنما قرأه من الليل».

أفضل أوقات الذكر

قال أهل العلم: إن أفضل الأوقات مطلقا للذكر هي الثلث الأخير من الليل، لكونه وقت النزول الإلهي، ولحديث عمر بن عبسة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن. رواه الترمذي وصححه الألباني.

وكذلك الأذكار المقيدة بوقت كطرفي النهار والليل. قال تعالى: وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا {طه 130}.