فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا يعد "فارس بلا جواد" محطة مهمة في مشوار الفنان محمد صبحي؟

محمد صبحي، فيتو
محمد صبحي، فيتو

تصدر الفنان محمد صبحي حديث مواقع التواصل الاجتماعي بعد ظهوره في برنامج العاشرة مع الإعلامي محمد سعيد محفوظ، حيث تحدث عن مشواره الفني وجوانب من حياته الشخصية وكواليس بعض أعماله البارزة، وفي مقدمتها مسلسل "فارس بلا جواد".

ويعد هذا العمل من أهم محطات حياة محمد صبحي الإبداعية، فهو يعتبره، وفقًا لتصريحاته في البرنامج، عملا يقدم رسالة إنسانية ووطنية هامة.

فارس بلا جواد.. محطة فنية هامة في مشوار محمد صبحي 

ويعتبر مسلسل فارس بلا جواد الذي عُرض عام 2002 أحد أبرز أعمال محمد صبحي وأكثرها تأثيرًا لأنه جمع بين الدراما والتاريخ والسياسة في قالب فني جريء، مستلهمًا قصته من كتاب بروتوكولات حكماء صهيون وقصة المناضل حافظ نجيب. 

فالمسلسل يقدم رؤية فنية تفضح مخططات الصهيونية العالمية بطريقة رمزية، وقد اعتُبر العمل نقلة نوعية في الدراما العربية وقتها، نظرًا لجرأته الفنية والفكرية، وتناوله موضوعًا حساسًا لم تجرؤ الدراما على الاقتراب منه من قبل. 

ولدت فكرة هذا العمل حينما وقعت بين يدي محمد صبحي نسخة من كتاب "بروتوكولات حكماء صهيون"، فقرأه بتعمق، قبل أن يتعرف على قصة حافظ نجيب، الذي اتهم بالنصب والتنكر بينما كان في الواقع رجلًا وطنيًا سعى لمقاومة الاحتلال، فعرض صبحي الفكرة على الكاتب مصطفى أمين، فأجابه الأخير قائلًا: "العمل ده هيعمل دوشة" وهي نبوءة تحققت لاحقًا بالفعل. 

استغرق صبحي في كتابة المسلسل أربعة عشر شهرًا، واستمر تصويره المدة نفسها، ليخرج العمل في صورة درامية جريئة تجمع بين التاريخ والسياسة والفكر، وكشف صبحي في أحاديث إعلامية لاحقة أن الولايات المتحدة الأمريكية قد مارست ضغوطًا على مصر لمنع عرض المسلسل، لما تضمنه من نقد واضح للمخططات الصهيونية، لكنه أشار إلى أنه تواصل وقتها مع صفوت الشريف الذي أكد له أن العمل سيُعرض، وأن مصر لن تركع لأحد. 

كما روى صبحي أنه تلقى اتصالًا من الراحل عمر سليمان، مدير المخابرات العامة آنذاك، دعاه فيه إلى لقاء ودي بمكتبه، انتهى بالاتفاق على حذف 42 مشهدًا من المسلسل مراعاة لمصلحة الوطن، وهي خطوة قال عنها صبحي إنها كانت تعبيرًا عن مسؤوليته الوطنية قبل أن تكون تنازلًا فنيًا.