فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

سر العلاقة بين السيد البدوي وإبراهيم الدسوقي

سر العلاقة بين السيد
سر العلاقة بين السيد البدوي وسيدي إبراهيم الدسوقي

تحتفل الطرق الصوفية في مصر، هذا الشهر أكتوبر من كل عام بمولد السيد البدوي الذي يعد  من أكبر الاحتفالات الدينية في مصر، حيث تحتفل 67 طريقة صوفية بمولد السيد البدوي،  حول مسجد البدوي الكائن فيها ضريحه بمسجده الشهير بطنطا، ويقام لمدة أسبوع  وسط إجراءات أمنية مشددة، ويتبعه الاحتفال بمولد إبراهيم الدسوقي بمدينة دسوق بمحافظة كفر الشيخ في الأسبوع الذي يلي الاحتفال بمولد السيد البدوي مباشرةً.

 فما هو سر العلاقة بين السيد البدوي وسيدي إبراهيم الدسوقي هذا ما سنتعرف عليه خلال السطور القادمة.

تجمع السيد البدوي وسيدي إبراهيم الدسوقي العديد من الأمور لعل أهمها الولاية والكرامة، وهما من صفات أولياء الله الصالحين، إلي جانب  الجوار، حيث تقترب مدينة طنطا من مدينة دسوق في دلتا مصر وهو الأمر المميز والذي يجمع العديد من المصريين حيث لا يغادر أحباب السيد البوي مقامه إلا إلي حيث مقام سيدي إبراهيم الدسوقي.
 

​السيد البدوي (أحمد البدوي)

​يُنسب المولد إلى أحمد البدوي (1200 - 1276م)، مؤسس الطريقة الأحمدية، ويُعرف بلقب "شيخ العرب". كان له تأثير كبير في الحياة الروحية بمصر، ويُقام مولده مرتين في العام: المولد الرئيسي في أكتوبر والمولد الرجبي الأصغر.

 

الشيخ إبراهيم الدسوقي

السيد الدسوقي، هو إمام صوفي سني مصري، يعده الصوفية آخر أقطاب الولاية الأربعة.
أما عن اسمه فهو إبراهيم بن عبدالعزيز أبو المجد، الذي يتصل نسبه للإمام الحسين رضي الله عنه، وقد لقب نفسه بالدسوقي، نسبة إلى مدينة دسوق بدلتا مصر، وهي المدينة التي ولد فيها عام 653هـ وعاش بها حتى لقي ربه عام 696هـ.

 سر العلاقة بين السيد البدوي وسيدي إبراهيم الدسوقي

تعرض المخطوطات والكتب التاريخية فى السيرة والعلوم الإسلامية، أن السيد البدوي، اشتهر بأنه «صاحب الكرامات» ويردد الجالسون عند مقام السيد البدوى، أن لفظة " خلى البساط أحمدى"، تعود فى أصلها إلى البدوى، حيث كانت من كراماته أن كان له بساطا فى مجلسه يتسع للجميع مهما زاد عدد الحضور اتسع لهم ولا يرفض منهم أحدا.

وكذلك سيدي إبراهيم الدسوقى، الشهير بـ «صاحب العلم»،  كان من أصحاب الكرامات أيضا حيث تنتشر الروايات التى تسرد كراماته ومنها أن تمساح النيل الذى كان منتشرا في مياه نهر النيل بمصر، خطف صبيا من على شاطئ دسوق، وذهبت أم الغلام تصرخ وتستنجد بصاحب الكرامات، الذى بعث نقيبه لينادى بشاطئ النيل قائلا: «معشر التماسيح، من ابتلع صبيًا فليعيده»، فخرج التمساح وسار معه حتى مكان الشيخ الدسوقي، الذى أمره بأن يعيد الصبي فلفظه حيًا في وجود الناس، وقال للتمساح: «مت؛ فمات في حينها»

كما يردد عشاق ورواد الشيخ الدسوقى، رواية أخرى بها من الكرامات الكثير والكثير حيث قيل إن أحد تلامذته توجه إلى الإسكندرية لإحضار بعض الأشياء من السوق، فتشاجر تاجر مع الرجل، وأسرع بتقديم شكوى لقاضي المدينة، وكان ظالما يكره الأولياء، ولما علم أن خصم التاجر من أتباع الدسوقي أمر بحبسه وإهانته، فأرسل التابع إلى الشيخ يستغيث من ظلم القاضي، فأرسل الشيخ الدسوقي رسالة وأعطاها لأحد أتباعه، وأمره بتسليمها للقاضي، فلما وصل إليه جمع أصحابه وأخذ يستهزئ بالرسالة وبما تحويه، وعندما قرأها ووصل إلى جملة: ( ثم رمين سهما )، خرج سهم من الورقة فاستقر فنفذ إلى ظهره فمات أمام الناس

 

كما تحكي كتب التاريخ  أنه كان بين الدسوقي والسيد أحمد البدوي علاقة قوية، تجلت في رسالة البدوي للدسوقي والتي قال فيها: "أما سمعت وعلمت أننا أخذنا العهود والمواثيق على بعضنا؟، أما سمعت وعلمت أن الله حرّم خيرا الدنيا والآخرة على من يفرق بيننا؟، أما سمعت وعلمت أن الله لعن من يقول هذا على طريقة وهذا على طريقة؟، أما تعلم أن الله لعن من يقول هذا له مجلس ذِكر؛ وهذا ليس له مجلس ذِكر؟، أما تعلم أن الله تعالى فتح على من لم يفرق بيننا؟".

 

المولد الرجبي للسيد البدوي والدسوقي

يقام للبدوي والدسوقي احتفال يعرف بالمولد الرجبي،  في النصف الأول من شهر أبريل من كل عام، ويقام لمدة أسبوع أيضًا، وهو معروف بين أوساط العامة بالاحتفال المصغر السنوي  وأما سر هذا المولد فإنه يتمثل في شقين أولهما قيل إن القطبين البدوي والدسوقي كانا يلتقيان كل عام في شهر رجب الهجري، ويتناقشان في أحوال البلاد والعباد، وبعد وفاتهما احتفل مريدوهما بإقامة احتفال خاص في شهر رجب من كل عام، لذلك سمي بالمولد الرجبي.

وهناك رواية أخرى، تقول إنه نسب إلى رجل يسمى "الشيخ رجب المحلاوي"، من كبار تجار مدينة طنطا، غاب عن مولد العارف بالله إبراهيم الدسوقي، والعارف بالله أحمد البدوي، لكونه من مريدهما وكان يؤدي فريضة العمرة، وعندما عاد أقام مولدًا مصغرًا لهما فسمي فيما بعد بالمولد الرجبي للدسوقي والبدوي.

وهناك رواية أخرى، تقول إنه نسب إلى رجل يسمى "الشيخ رجب المحلاوي"، من كبار تجار مدينة طنطا، غاب عن مولد العارف بالله إبراهيم الدسوقي، والعارف بالله أحمد البدوي، لكونه من مريدهما وكان يؤدي فريضة العمرة، وعندما عاد أقام مولدًا مصغرًا لهما فسمي فيما بعد بالمولد الرجبي للدسوقي والبدوي.

ويقال إن تاجرا كبيرا كان اسمه رجب العسيلي يقوم بعمل كسوة جديدة للمقام، ويحملها على جمل، ويعمل موكب كبير للكسوة إلى أن تصل لمقام سيدي أحمد البدوى.ومن يومها أصبحت عادة ومولد باسم الرجبية نسبة لرجب العسيلي.

وقيل إن أصلها يرجع إلى الشيخ محمد الرجبي أو الشيخ رجب الرجباوي المحلاوي أحد رجال الطريقة الأحمدية الذي زار طنطا فى شتاء سنة 1232هـ ومعه أتباعه ومريدوه وأقام بالمسجد الأحمدي أسبوعًا يطعم الطعام ويقيم حلقات الذكرورأى أن يغير ويجدد عمامة مقام سيدي أحمد البدوي وجعل ذلك عادة سنوية وأصبحت الزيارة عادة سنوية لمحبي الشيخ محمد الرجبي، وتضاعف العدد مع السنين ليكون هناك مولد صغير يسمى الرجبية نسبة للشيخ محمد الرجبي.