أبرزها الميراث، 3 مسائل لا تفوتك عن فريضة العطاء وأحكامها الشرعية (فيديو)
تعد الزكاة من الموضوعات التي تتجدّد حولها الأسئلة وتكثر بشأنها الاستفسارات، فهي ليست مجرد عبادة مالية يؤديها المسلم امتثالًا لأمر الله، بل نظام اجتماعيّ واقتصاديّ متكامل، يهدف إلى تحقيق التكافل بين أفراد المجتمع، وإرساء مبادئ العدالة والتراحم بين الناس، ومع تطوّر الحياة وتغيّر صور المعاملات المالية، تبرز الحاجة إلى توضيح الأحكام والضوابط الشرعية التي تضبط أداء الزكاة وتحدد مصارفها بما يحقق مقاصدها العظيمة.
هل يجوز إخراج زكاة الذهب للأقارب؟، عضو بمركز الأزهر تجيب
ومن جانبها، أجابت هبة إبراهيم، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، على سؤال حول جواز إخراج زكاة الذهب للأقارب، مؤكدة أن الفئات المستحقة للزكاة هي التي ورد ذكرها في قوله تعالى: "إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ"، مشيرة إلى أن هذه الأصناف الثمانية لا يجوز أن تُصرف الزكاة إلا فيهم أو فيمن اتصف بصفاتهم.
وأوضحت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، خلال حوارها مع الإعلامية سالي سالم، ببرنامج "حواء"، المذاع على قناة "الناس"، أن إخراج الزكاة للأقارب جائز بشرط ألا يكونوا ممن تلزم المزكي نفقتهم، مثل الوالدين والأبناء والزوجة، لأن الإنفاق عليهم واجب شرعًا وليس تبرعًا. أما الأقارب الذين لا تلزم نفقتهم — مثل الإخوة، أو أولاد العم، أو غيرهم من ذوي القربى المحتاجين — فيجوز إعطاؤهم من مال الزكاة إذا كانوا من المستحقين، كالفقراء أو الغارمين.
وبيّنت أن المرأة يجوز لها أن تعطي أخاها من زكاة مالها أو ذهبها إذا لم تكن مسؤولة عن نفقته وكان محتاجًا، معتبرةً أن ذلك يُعد زكاة وصِلة في الوقت نفسه، تجمع بين أجرين: أجر الزكاة وأجر صلة الرحم.
كيف أتوب من التقصير في إخراج الزكاة؟.. عضو مركز الأزهر تجيب
وأجابت هبة إبراهيم، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، على سؤال حول التوبة التي يتوبها المسلم قبل إخراج الزكاة، وهل تكفي لإسقاط الذنب الذي وقع فيه بسبب تأخير الزكاة، موضحة أن باب التوبة مفتوح دائمًا، وأن الله سبحانه وتعالى لا يغلق بابه في وجه أحد من عباده.
وأوضحت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، خلال حوارها مع الإعلامية سالي سالم، ببرنامج "حواء" المذاع على قناة "الناس"، أن من قصّر في أداء الزكاة ثم تاب توبة صادقة وأدى ما عليه، فإن ذنبه يُغفر بإذن الله، لأن الذنب يسقط بالتوبة الصادقة، والحق يسقط بأدائه.
وأكدت أن شرط التوبة هو صدق الندم على التقصير، والعزم على عدم العودة إلى الذنب مرة أخرى، مع المسارعة إلى أداء ما وجب من الحقوق المالية، مشيرة إلى أن رحمة الله وسعت كل شيء، وأن الله تعالى قال: «قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا».
وبيّنت أن المسلم إذا صدق في توبته وأدى ما عليه من حق الزكاة، فله أن يُحسن الظن بربه ويثق في قبول توبته، فالله غفور رحيم يقبل التائبين ويبدّل سيئاتهم حسنات.
هل تجب الزكاة على المال أو الذهب الموروث؟.. عضو مركز الأزهر تجيب
أجابت هبة إبراهيم، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، على سؤال حول وجوب الزكاة على المال أو الذهب الذي ترثه المرأة من والدها أو والدتها أو زوجها، موضحة أن المال الموروث إذا بلغ نصاب الزكاة وحال عليه الحول، وجبت فيه الزكاة.
وأوضحت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن المال الموروث بمجرد تقسيم التركة ودخول نصيب الوارث في ذمته يصبح جزءًا من ماله الخاص، فإذا بلغ النصاب بنفسه أو بضمّه إلى ماله الشخصي، وجب إخراج الزكاة عليه بعد مرور عام هجري كامل.
وأضافت أنه إذا كان للمتوفى زكاة متأخرة لم يُخرجها قبل وفاته، فإنها تُعد دينًا عليه، ويجب إخراجها من التركة قبل توزيعها، تمامًا كما تُسدَّد الديون للعباد، لأن الزكاة دين لله تعالى، والوفاء بها من أوجب الحقوق.
وأكدت أن من البر بالوالدين بعد وفاتهما أن يحرص الأبناء على أداء ما وجب عليهما من زكاة أو حقوق مالية، حتى تبرأ ذمتهما أمام الله، ويكون ذلك من تمام الإحسان والوفاء لهما.