"مرحلة إعادة تقييم"، خبير مصرفي يكشف سر صعود الدولار بالبنوك

شهدت التعاملات الصباحية اليوم الأحد 12 أكتوبر 2025، ارتفاعًا مفاجئا بنحو 60 قرشا في سعر صرف الدولار أمام الجنيه المصري، داخل البنوك الرسمية وشركات الصرافة، وسط حالة من الترقب في الأسواق المحلية لما ستسفر عنه تحركات العملة الأمريكية خلال الأيام المقبلة.

عوامل متداخلة

وفي هذا السياق، قال الخبير المصرفي والاقتصادي أحمد متولي: إن الارتفاع الأخير في سعر الدولار يعود إلى عدة عوامل متداخلة، بعضها محلي والآخر مرتبط بالتطورات العالمية، مشيرا إلى أن السوق المصرية تمر بمرحلة "إعادة تقييم" لقيمة العملة بعد الضغوط المتزايدة على موارد النقد الأجنبي.

تراجع المعروض الدولاري

وأوضح متولي في تصريحات خاصة، أن تراجع المعروض الدولاري من بعض القطاعات الحيوية مثل الصادرات، وتحويلات العاملين بالخارج، إلى جانب زيادة الطلب على العملة الأجنبية لتغطية الواردات الأساسية قبل موسم نهاية العام، أدى إلى زيادة الضغط على الجنيه المصري في سوق الصرف.

ما هي توقعات المتعاملين؟

وأضاف متولى أن هناك عاملا نفسيا لا يمكن تجاهله، يتمثل في توقعات المتعاملين بمزيد من الارتفاع في سعر الدولار خلال الفترة القادمة، وهو ما يدفع بعض المستثمرين والمستوردين إلى تخزين العملة الأمريكية تحسبا لأي قفزات جديدة، مما يعمّق من موجة الطلب ويزيد من ارتفاع الأسعار.

تأثيرات عالمية على أداء العملة الخضراء 

وأشار الخبير المصرفي إلى أن الظروف العالمية أيضا كان لها دور واضح في هذا التحرك، خاصة مع تحسن أداء الدولار عالميا أمام العملات الرئيسية، مدعوما بتصريحات لمسئولين في الفيدرالي الأمريكي تؤكد استمرار السياسة النقدية المتشددة لفترة أطول من المتوقع، مما دعم العملة الخضراء عالميا وانعكس بدوره على الأسواق المحلية.

زيادة موارد العملة الصعبة 

وأكد متولي أن الحل في المدى المتوسط يكمن في زيادة موارد مصر من العملة الصعبة عبر تعزيز الصادرات، وتنشيط السياحة، وجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، إلى جانب تحقيق استقرار في سوق الصرف من خلال إدارة مرنة وسياسات واضحة.

تحركات مؤقته والاستقرار سيعود تدريجيا 

وختم حديثه بالتأكيد على أن تحركات الدولار الحالية مؤقتة، وأن استقرار السوق سيعود تدريجيا بمجرد تحسن التدفقات الدولارية، وتراجع حالة القلق لدى المستثمرين والمواطنين.