فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

عمره 800 سنة، "ركب السيد البدوي" بالجمال والزواد يصل طنطا (فيديو)

 ركب السيد البدوي
"ركب السيد البدوي" يصل طنطا، فيتو

في مشهد تتجسد فيه ملامح التصوف المصري الأصيل، وصل إلى مدينة طنطا بمحافظة الغربية "ركب السيد البدوي" للاحتفال بمولده قادمًا من محافظة القليوبية بعد رحلة قطعت خلالها عشرات القرى والبلدات في موكب روحي.

هذا الركب الذي تنظمه الطريقة الأحمدية المرازقة خلال الاحتفال بمولد شيخ العرب بطنطا منذ أكثر من ثمانية قرون يُعد من أقدم وأبرز الطقوس الصوفية في مصر حيث يرمز إلى الوفاء لواحد من أقطاب الصوفية وهو السيد البدوي الذي لا يزال ضريحه قبلةً لعشاق آل البيت والمريدين من أنحاء الجمهورية.

مشهد استثنائي يفيض بالروحانية

منذ صباح أمس احتشد المريدون في شوارع طنطا خاصة بمنطقة "الساري" حيث يستقر الركب وسط أجواء من الابتهال والزغاريد تعلوها أصوات الأناشيد والأذكار التي ترددها الطرق الصوفية المشاركة: الأحمدية والرفاعية والبرهامية والبيومية.


تتحرك عشرات الجمال المزينة بالأقمشة المطرزة والرايات الخضراء والحمراء التي ترمز الصوفية في صفوف متناسقة بينما تُحمل على ظهورها "السحاري" الخشبية التي تحتوي على المؤن والطعام والماء اللازم للرحلة.

طقس ممتد من القليوبية إلى الغربية

بحسب رصد “ڤيتو” لمسار الركب تبدأ الرحلة من مدينة الخانكة مرورًا بأبو زعبل وسندوة وشبين القناطر ثم تنتقل إلى قرى المنوفية قبل أن تصل إلى أرض سيجر بطنطا.


وعلى امتداد الطريق يتوافد الأهالي لاستقبال الركب بالترحاب والزغاريد وتوزيع المشروبات في مشهد من المحبة والاحتفاء يختزل علاقة المصريين العميقة بالتصوف وأولياء الله الصالحين.

وقال الحاج محمد عبدالمقصود أحد منظمي الركب:الركب بالنسبة لنا مش مجرد موكب ده رحلة روحانية بنستعد ليها من بدري بنربي الجمال الصغيرة وبنجهز المؤن قبلها بأسابيع وبنعتبرها نوع من الخدمة لشيخ العرب اللي علم الناس معنى التسامح والمحبة في الله.”

واضاف: العادة دي ماشية من أيام أجدادنا وكل جيل بيورثها للتاني كأنها وصية مقدسة طول الطريق بنُستقبل بالدعاء والزغاريد والناس بتشاركنا الأكل والمبيت كأننا عيلة واحدة.”

طنطا.. القلب الصوفي لمصر

يرى نشأت الحلواني أنه مع اقتراب ذكرى مولد السيد البدوي تستعد طنطا لتحولها إلى مركز روحي يعج بالزائرين من مختلف المحافظات وعلى مدار أسبوع كامل تمتلئ الساحات والطرق المحيطة بالمسجد الأحمدي بالسرادقات والموالد الشعبية ويختلط صوت الأناشيد برائحة البخور وأصوات الدراويش في أجواء تمزج بين الفرح والعبادة والتاريخ والحاضر.

الركب.. إرث يتحدى الزمن

ورغم تغير الزمن وتبدل ملامح المجتمع ظل ركب السيد البدوي محتفظًا بمكانته ورمزيته إذ يجسد روح الجماعة والتواصل والوفاء للتراث وإنه ليس فقط موكبًا دينيًا بل وثيقة حية تروي قصة 800 عام من المحبة والولاء تعبر عن عمق التصوف المصري وقدرته على البقاء والتجدد عبر الأجيال.