استمرار عودة مئات آلاف الفلسطينيين لمدينة غزة عبر طريق الرشيد الساحلي
سلطت تقارير إخبارية اليوم الجمعة الضوء على استمرار عودة مئات آلاف الفلسطينيين إلى مدينة غزة ومناطق في الشمال عبر طريق الرشيد الساحلي مع بدء سريان وقف إطلاق النار.
وجاء ذلك في مشهد مهيب يذكر بصعود الحجيج إلى عرفات، حيث تدفق الآلاف من النازحين الفلسطينيين، منذ ساعات الصباح الباكر، عائدين إلى مدينتهم المكلومة غزة، التي أنهكها العدوان الإسرائيلي وفتكت بها المجاعة، وذلك عقب دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، بعد تصديق الحكومة الإسرائيلية على الاتفاق مع حركة "حماس" فجر اليوم الجمعة.
وبين الركام والدمار، سارت قوافل العودة على الأقدام وفي عربات بدائية، وسط أجواء من الحزن والأمل، في مشهد امتزجت فيه الدموع بالدعاء، حيث عاد كثيرون إلى منازل لم تعد سوى أطلال، فيما اكتفى آخرون بالعودة إلى الأرض التي هجّروا منها منذ أشهر.
الحكومة الإسرائيلية تصادق على الاتفاق
في ذات السياق، أعلنت حكومة الاحتلال الإسرائيلي في بيان رسمي فجر اليوم، أنها وافقت بالإجماع على اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة مع حركة "حماس"، وذلك ضمن خطة طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وذكرت القناة 12 العبرية أن القرار دخل حيز التنفيذ فورًا، وسط تحفظ وزيري المالية والأمن القومي، بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، الذين امتنعا عن التصويت رفضًا للاتفاق.
وكان رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو قد ترأس الجلسة الحاسمة التي تم خلالها إقرار الخطة، بحضور المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف وصهر الرئيس السابق جاريد كوشنر.
في غزة، استقبلت الأحياء المدمرة أبناءها بصمتٍ موجع، في حين رفرفت الأعلام الفلسطينية على بعض الأعمدة المتبقية، وارتفعت أصوات المآذن بالتكبير والدعاء.. العائدون حملوا معهم ما تبقى من ذكرياتهم، وبعض الأمل بإعادة الإعمار والحياة.
منظمات الإغاثة الدولية، بما في ذلك الأونروا، بدأت التحرك لتقديم المساعدات الأولية، فيما حذّرت تقارير حقوقية من الكارثة الإنسانية المستمرة نتيجة الدمار الهائل وانعدام الخدمات الأساسية.
رغم صعوبة المرحلة المقبلة، إلا أن مشهد العودة الجماعية شكّل لحظة فارقة في الذاكرة الفلسطينية، تعيد التذكير بصمود الشعب الغزي وقدرته على النهوض، حتى من تحت الركام.