فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

سرية زيد بن حارثة وقصة بنت النبي مع زوجها في جمادى الأولى

جمادى الأولى
جمادى الأولى

مع بداية شهر جمادى الأولى 1447، نذكر الجميع بأن شهر جمادى الأولى هو الشهر الخامس (5) من السنة الهجرية 1447، وهو الشهر الذي يلي ربيع الآخر ويسبق جمادى الآخرة.  وشهر جمادى الأولى كبقية الشهور العربية، كان وما زال له العديد من الأسماء. وفي هذا الإطار نستعرض معكم سرية زيد بن حارثة وقصة بنت النبي مع زوجها في جمادى الأولى

‫لماذا سمي شهر جمادى الأولى بهذا الاسم؟ - بوابة دار المعارف الإخبارية.. بوابة إلكترونية تهدف إلى إثراء المحتوى الرقمي العربي من خلال الفنون والقوالب الصحفية المتنوعة والمتميزة‬‎
سرية زيد بن حارثة وقصة بنت النبي مع زوجها في جمادى الأولى

لماذا سمي شهر جمادى الأولى بهذا الاسم؟

قالت العرب: جُمادى الأولى بضم الجيم، قال الفراء: هكذا جاء عن العرب بضم الجيم لا غير، ولو جاء: جِماد، بالكسر كان صوابًا، مثل قولك: عِطاش، وكِسال، وبالضم: جُمَادى، كعُطاشى، وكسالى؛ وبالفتح: جَمادى، مثل عَطاشى، وكَسالى.

 

وذكر العلماء أن سبب تسمية جمادى بذلك الاسم، لأنَّ تسميته جاءَتْ في الشتاء حيث يتجمَّد الماء؛ فلَزِمه ذلك الاسم، وجُمادَى: اسمٌ للشهرين: الخامس والسادس من شهور السنة القمرِيَّة، وهما: جمادى الأولى وجمادى الآخِرة، قال أُحَيحةُ بن الجُلاح: «إِذَا جُمَادَى مَنَعَتْ قَطْرَهَا -- زَانَ جَنَابِي عَطَنٌ مُغْضِفُ».

والعرب تَعُدُّ جمادَى من أزمان القحْط والضر؛ قال المتوكِّل اللَّيْثِى، يمدح: «فَإِنْ يَسْأَلِ اللهُ الشُّهُورَ شَهَادَةً --- تُنَبِّئْ جُمَادَى عَنْكُمُ وَالْمُحَرَّمُ»

ويقال: ظلَّت العين جمادى؛ أي: جامدة لا تدمع، وقال ابن شميل: الجمد قارة ليست بطويلة في السماء، وهي غليظةٌ تغلظ مرَّة وتلين أخرى، تنبت الشجر، ولا تكون إلاَّ في أرض غليظة، سميت جمدًا من جمودها؛ أي: من يبسها، والجمد أصغر الآكام، يكون مستديرًا صغيرًا، والقارة مستديرة طويلة في السماء.

.

أسماء شهر جمادى الأولى

 معنى جمادى الأولى أطلق عليه العرب اسم (سماح) و(الحنين)، و(رُنّا) وجمادى جمعه جماديات، وأول من سمي جمادى بهذا الاسم  في عهد كلاب بن مرة.
ويبدو أن المناخ في فصل الشتاء كان شديد البرد في الوقت الذي كانت تحل فيه الجماديان خاصة شمالى الجزيرة العربية، حتى إن الناس كانوا يموتون في زمهرير الشتاء. وحدث أن أُمطرت بلاد تيماء بَرَدًا كالبيض في جمادى الأولى من سنة 226هـ فَقَتل منهم عددًا كبيرًا.وأطلق عليه قوم ثمود "هوبر"، فيما أطلق عليه العرب ورنة والجمع ورنات (ورن تورن).

 

 

 

سرية زيد بن حارثة إلى العيص

 

في جمادى الأولى من سادسة سني الهجرة النبوية، كانت سرية زيد بن حارثة إلى العيص، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث زيد بن حارثة، رضي الله عنه، يقود 170 من الصحابة الكرام، لاعتراض عير لقريش راجعةٍ من الشام، بقيادة أبي العاص بن الربيع، زوجِ زينب بنت الرسول صلى الله عليه وسلم.

وكان هدفُ السرية - شأنها في ذلك شأن كثير من السرايا التي يبعثها صلى الله عليه وسلم - هو السعي إلى التضييق الاقتصادي على قريش ردا على ما فعلوه بالمهاجرين، وكذلك عقد المعاهدات مع قبائل المنطقة، ومعرفة الطرق واكتشافها وغير ذلك مما لا غنى عنه لمن هو بصدد بناء دولة جديدة في بيئة كتلك.

 

أموال زوج بنت النبي

 

اجتهد زيد بن حارثة وأصحابه حتى سيطروا على العير، وآبوا بها إلى المدينة، فدخل أبو العاص على زوجته زينب مستجيرا، فخرجت - والنبي والصحابة في المسجد لصلاة الفجر - منادية في الناس: أيها الناس، إني قد أجرت أبا العاص، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هل سمعتم ما سمعت؟ قالوا نعم، فقال: أما والذي نفسي بيده ما علمت بشيء من هذا، ثم انصرف فدخل على زينب وقال لها: قد أجرنا من أجرت، ثم دخلت زينب عليه صلى الله عليه وسلم، فسألته أن يرد العير على أبي العاص بن الربيع فأجابها إلى ذلك وأمرها أن تكرم مثوى أبي العاص، وأن لا تدعه  يخلص إليها كزوجة، لأنها لا تحل له.

ثم بعث صلى الله عليه وسلم إلى زيد بنِ حارثة ورفقائه في السرية، قائلا ما معناه: إن هذا الرجلَ منا حيث قد علمتم، وقد أصبتم له مالًا فإن أحسنتم ورددتم عليه الذي له فإنا نحب ذلك، وإن أبيتم فهو فيء الله الذي أفاء عليكم فأنتم أحق به، فقالوا جميعا: بل نرد عليه يارسول الله.

ثم إن أبا العاص رجع إلى مكة وأدى جميعَ الودائع إلى أهلها، وأسلم ثم هاجر إلى المدينة فرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم زينب بالنكاح الأول، وقيل بعقد جديد، وكان بعض المسلمين قالوا لأبي العاص: يا أبا العاص إنك في شرف من قريش، وأنت ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهل لك أن تُسلمَ فتغنم ما معك من أموال أهل مكة؟ فقال: بئس ما أمرتموني؛ أن أفتتح ديني بغدرة، ثم ذهب أبو العاص إلى أهل مكة فأدى كل ذي حقّ حقَّه، ثم قال: يا أهل مكة هل بقي لأحد منكم مال لم يأخذه؟ هل وفيت ذمتي؟ فقالوا اللهم نعم، فقد وجدناك وفيًا كريمًا، فقال: إني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله، والله ما منعني عن الإسلام عنده إلا خشية أن تظنوا أني إنما أردت أن آكل أموالكم.