محمد عادل فتحي يكتب: أكتوبر العزة والكرامة.. مواقف خالدة
ذكرى أكتوبر شهر العزة والكرامة، تلك الملحمة التي مهما تحدثنا عنها لن تحصل على حقها، فحرب أكتوبر ستظل دروسها ومواقفها خالدة، وأنا على يقين أنها لم تبح بكل أسرارها بعد، ومهما حاولنا وصف مدى الفخر والسعادة فلن نستطيع أن نفي هذا الإعجاز الكبير حقه، لجيش كان يحارب بعقيدة راسخة، وفي ظل تلاحم شعبي غير مسبوق، عبرا بنا نحو النصر الذي علمنا من خلاله العالم أجمع أهم وأقوى الدروس.
التلاحم الشعبي لم يكن مجرد شعار، بل كان حالة خاصة تبرهن على الحالة الشعبية الفريدة، فكل بيت دون استثناء كان يشارك في الحرب بفرد واحد على الأقل، ونحن في عائلتنا كنا 3 أفراد منتمين للقوات المسلحة ومشاركين، شقيقي اللواء أركان حرب أحمد مختار محافظ الوادي الجديد الأسبق.
وفي هذا اليوم ونحن نتذكر أبطالنا ونبعث لهم بالتحية والإجلال والتقدير، أبعث برسالة خاصة لواحد من أبطال حرب أكتوبر العظيمة وأعظم من أنجبت العسكرية المصرية، فالتحية لروحه العظيمة في يوم النصر، وكان يشارك أيضا زوج شقيقتي، وشاركت أنا أيضا ولي الفخر في هذه الملحمة العظيمة.
وبصفتي أحد المشاركين في هذه الملحمة فمن الواجب أن أنقل لمن لم يعاصرها بعض المواقف حتى يتعلم شبابنا قيمة الوطن والتضحية من أجله.
وسأتحدث عن موقف لا يمكن نسيانه، وكلما يأتي يوم 7 أكتوبر تحديدا أتذكره وأسعى لنقله للأجيال الحالية.
قمت بتأدية الخدمة الوطنية في مطار طنطا العسكري، وكنت ضابط احتياط، وكنا نعمل بمدى الإصرار والعزيمة في تجهيز المطار وإصلاح الأضرار التي تنجم عن هجوم العدو، ونجحنا في تحقيق أرقام قياسية بتأهيل ممرات الطائرات وإنشائها في أقل من 8 ساعات حتى يتمكن الطيران من التحليق وتنفيذ خطة الانتصار.
الموقف الذي لا ينسى لعسكري شعبي، فكما هو معروف أن الأرض في طنطا طينية حول المطار ومع كل هجوم وإثر الانفجارات تغطي الأتربة والطين الممرات؛ مما يستدعي عملا سريعا وشاقا لرفع الطمي والأتربة وإعادة تأهيل الممرات حتى يتسنى للطائرات أن تقلع، وأتذكر أننا كنا نرى جحافل من الشعب المصري وسيارات نقل تهرع للمساعدة غير عابئين بالمخاطر لمساعدتنا بالجهد والمعدات التي يمتلكونها لرفع أي حطام أو طمي من الممرات في دقائق.
وكانت طنطا وقرية محلة مرحوم بالتحديد برجالها وشبابها وسيداتها في الموقع، وكل فرد يحمل معدة بسيطة من بيته أو محله للمساعدة.
أتحدث عن هذا الموقف بالتحديد حتى ندرك أن سر عظمتنا وقهرنا للصعاب على مر التاريخ يأتي من التلاحم الشعبي، ونحن في أشد الاحتياج لذلك حاليا، في ظل ما نشاهده ونراه من محاولات لبث روح اليأس والفرقة بين الشعب المصري، وهو النهج الدائم لأهل الشر، وبالتحديد جماعة الإخوان الإرهابية.
يقيني أن جينات الشعب المصري لا يمكن تغييرها، وسيظل بمشيئة الله حائط صلد والنماذج كثيرة حتى في أبسط الأمور نجد مثلا في كرة القدم دعم غير مسبوق للمنتخبات والأندية في مواقفها الصعبة.
يجب أن نستغل روح أكتوبر لاستنفار الهمم لعبور التحديات الحالية، والوقوف يدا واحدة خلف جيشنا وقيادتنا، وهذا لن يتأتى إلا باستلهام روح انتصارات أكتوبر المجيدة والاعتماد على إرادة الشعب وتماسكه.