صاحب المهمة المستحيلة، كيف نفذ الجواهرجي الضربة الجوية الافتتاحية في حرب أكتوبر
كانت الضربة الجوية ولا تزال مفتاح نصر أكتوبر، إذ مهدت الأرض أمام باقي القوات لاجتياح خط بارليف، بعد أن قصفت النقاط الحصينة والكتائب بالصواريخ والرادارات والمواقع الاستراتيجية للعدو الإسرائيلي.
بمناسبة الذكرى الـ52 لاحتفالات أكتوبر، تقدم "فيتو" معلومات عن الطيار الذي نفذ الضربة الافتتاحية للضربة الجوية، والتي كانت بمثابة البداية الحاسمة لحرب أكتوبر وتحرير الأرض.



الرائد الطيار أحمد صادق الجواهرجي، كان آنذاك من أفضل طياري الطائرات القاذفة الثقيلة TU‑16، وساهم بخبرته ومهارته في تنفيذ ضربات جوية حاسمة خلال حرب أكتوبر.
تكليف الرائد الطيار أحمد صادق الجواهرجي بمهمة مستحيلة
تمكن العدو من إقامة تحصينات متقدمة كانت تُدير من خلالها العمليات العسكرية في سيناء، فكلّفت القيادة الرائد الطيار أحمد صادق الجواهرجي باستهداف مركز القيادة والسيطرة وأجهزة الإعاقة والتشويش في قاعدة أم مرجم بوسط سيناء.
نُفّذت المهمة بسرية تامة — حتى عن القيادة المباشرة — برفقه النقيب ملاح التلاوي، وقُمعت قبل دقائق من الساعة 14:00 تمهيدًا لعبور بقية الطائرات الاعتراضية وشن الهجوم على كافة قواعد العدو في سيناء دون تعرضها لإعاقة مباشرة.
الخطة الخداعية للجواهرجي
حلّق الرائد الطيار أحمد صادق الجواهرجي في طلعة خداعية فوق الصحراء الغربية ووادي النطرون، ثم اتجه شرقيًا نحو منطقة أبو حماد، حيث استهدف أولًا مقر قيادتهم في أم مريم بصاروخين، دمر بهما المقر تدميرًا كاملًا وأباد وحداته بضربة مركزة وقاتلة.
وكانت أصعب مراحل المهمة سرية التنفيذ وعدم اطلاع الدفاع الجوي المصري عليها؛ فاختار الجواهرجي التحليق على ارتفاعات منخفضة جدًا تجنبًا لإيقافه، واتخذ مسار طريق صلاح سالم ليتجه نحو مطار القاهرة كمرشد إلى الممر المدني بعد إيقاف جميع الأجهزة اللاسلكية والملاحية ومنع الاتصالات حتى وصوله.
وعندما اقترب من الممر الرئيسي بمطار القاهرة الدولي، لاحظه المراقب الجوي المصري ووجّه إليه إنذارًا بعدم إمكانية الهبوط دون تصريح وتنسيق؛ إلا أن الجواهرجي قطع الاتصال وأبلغ المراقب بأنّ الأمر عسكري.
و انتهت المهمة بنجاح، وسط هتافات التكبير وتحيات النصر، مع تحية لقواتنا المسلحة الباسلة.