محمد عبد الجليل يكتب: المفك اخترق الأنف ووصل للجمجمة.. تفاصيل أبشع جريمة قتل في المنوفية.. عريس شنوان الجديد.. قُتل بـ (نصل حديدي) على يد صديقه مقابل 50 جنيهًا
في لحظة غضب جنونية، لم يعد للدم قيمة ولا للزمالة اعتبار. 50 جنيهًا كانت ثمنًا بخسًا لحياة الشاب إبراهيم، عريس المنوفية الذي لم يهنأ بزواجه سوى ثلاثة أشهر..
المشهد لا يغيب عن الذاكرة:
خلاف بسيط بل سخيف بين صديقين على مبلغ تافه، صفعة خاطفة على وجه الصديق، ثم رد فعل شيطاني غاشم. لم يتردد المتهم في التقاط مفك حديدي ليغرسه مباشرةً في فتحة أنف إبراهيم، دافعًا إياه بكل قسوة ليخترق الحاجز العظمي ويصل إلى الجمجمة، حتى سقط العريس جثة هامدة، لافظًا أنفاسه الأخيرة في أبشع صور الغدر والجريمة التي عرفتها قرية شنوان بشبين الكوم.

غدر الصديق ينهي حياة عريس الـ 19 عامًا
توقفت عقارب الساعة في قرية شنوان الهادئة بالمنوفية عند إعلان خبر مصرع الشاب إبراهيم (19 عامًا). شاب في مقتبل العمر، كان قد بدأ للتو في رسم ملامح مستقبله مع زوجته، التي لم تكمل معه سوى ثلاثة أشهر في عش الزوجية. لم يكن أحد ليتخيل أن مصيره سيكتب على يد من كان يشاركه الطعام والضحكات.

كانت تفاصيل الجريمة صادمة لأي منطق إنساني. فبعد خلاف بسيط على خمسين جنيهًا، وصلت الأمور إلى ذروتها عندما صفع إبراهيم صديقه بالقلم على وجهه. لم يتحمل المتهم الإهانة، فكان رده أشد وأقسى، رد فعل تجاوز حدود البشر ليتحول إلى مشهد من كابوس. المفك الذي اخترق رأس إبراهيم لم يخترق جسده فقط، بل مزق كل معاني الصداقة والوفاء.
لوعة بائعة الفاكهة!
القصة الأكثر مأساوية هي قصة والدته. سيدة طيبة، اعتادت على بيع الخضروات والفواكه لتكسب قوت يومها وتساعد في بناء مستقبل أبنائها. لم تكن هذه السيدة قد التقطت أنفاسها بعد من فاجعة رحيل زوجها، والد إبراهيم، الذي توفي في شهر مارس الماضي، حتى فوجئت بفقد ابنها "العريس" بهذه الطريقة البشعة والمؤلمة.
لم تكن الأم الثكلى تبكي ابنها فقط، بل تبكي الغدر الذي أصابه. فالمتهم لم يكن غريبًا، بل كان صديقًا مقربًا يتردد على منزلهم باستمرار. كانت الأم تنظر إليه كأحد أبناء إبراهيم، وكان إبراهيم يُجلسه على مائدته ويطعمه من خير بيته. هذا اللسان الذي صرخ بكلمات اللوعة يقول: "مات زوجي ورحل سندي، واليوم يُقتل ولدي.. مَن سيأكل طعام بيتي بعد الآن؟ ومن الذي سيطعم الغادر الذي قتل ابني الذي أكرمه؟".
عروس الثلاثة أشهر: حلم بدأ ولم يكتمل
على الجانب الآخر، تجلس العروس الشابة التي لم تتجاوز فرحتها بـ "الفستان الأبيض" فترة قصيرة. تحولت زغاريد الفرح إلى صرخات حداد، وأحلام المستقبل إلى كابوس يقظة. ثلاثة أشهر فقط كانت كل ما تبقّى لها من رفيق دربها. الزوجة الشابة لا تستوعب كيف يمكن أن ينهي خلاف على مبلغ زهيد حياة زوجها، ليبقى السؤال المؤلم يتردد على شفاه الجميع: هل وصلت قيمة الإنسان إلى حد أن يقتل بمفك مقابل خلاف بسيط على فلوس الماكنة؟
وفي النهاية فقدت المنوفية عريسًا، وفقدت أمًا ابنها وسندها، وفقدت زوجة شريك حياتها.. كل ذلك كان بسبب الغدر والخسة!