خبير إدارة مياه يحذر من خطر التشغيل المنفرد لسد النهضة على باقي السدود السودانية
قال الدكتور خالد أبو زيد المدير الإقليمي للموارد المائية بمنظمة سيداري، إن عدم التوصل لاتفاق إطاري ملزم بشأن تشغيل سد النهضة يؤثر على الوارد إلى مصر والسودان كمًا وتوقيتًا بما تقرره أثيوبيا في ظل عدم وجود اتفاق قانوني ملزم بقواعد التشغيل والملء وإعادة الملء، وأن غياب التنسيق وفقا لقواعد محددة وملزمة تسبب في مشهد الفيضانات التي تغمر عدد من المناطق الآن في السودان.
وأكد أبو زيد في تصريحات لفيتو أن هذا الوضع غير مقبول لأن عدم التشاور والاتفاق على هذه القواعد في اوقات الجفاف واوقات الفيضانات المرتفعة يتسبب في ارتباك التخطيط والتصرف واتخاذ الإجراءات اللازمة في التوقيتات المناسبة بدول المصب مصر والسودان.
ولفت إلى أن السد الإثيوبي يتكون خلفه بحيرة، السعة القصوى لها تصل الى ٧٤ مليار متر مكعب أي حوالي مرة ونصف متوسط تصرف النيل الازرق ويصاحب هذه البحيرة فواقد نتيجة التسرب والبخر من البحيرة قد تصل كميتها الى حوالي ٥ مليارات متر مكعب سنويًا.
وأشار إلى أن هذه الكميات المخزنة في بحيرة السد الإثيوبي بالإضافة الى الفواقد، تستقطع من تصرف النيل الأزرق الذي كان سيصل إلى مصر والسودان لاستخداماتهما وللتخزين السنوي ببحيرة ناصر في مصر للاستخدام في سنوات الجفاف عندما ينخفض إيراد نهر النيل عن المتوسط. وإذا كان تشغيل سد النهضة على متوسط مناسيب مرتفع خلف السد الأثيوبي فسيؤدي ذلك إلى زيادة الفواقد والاستقطاعات مما يصل لمصر والسودان.
وشدد على أن إدارة إثيوبيا المنفردة لعمليات التخزين والتفريغ وما يشمله ذلك من قواعد للتشغيل والملء وإعادة الملء للسد الإثيوبي دون اتفاق وتشاور مع دول المصب يزيد من تعقيد إدارة السدود على النيل في مصر والسودان، ويعد ذلك أكثر خطورة على السدود السودانية، خاصة سد الروصيرص وسنار لانهم يقعوا في مصب السد الإثيوبي مباشرةً وسعتهم التخزينية صغيرة نسبيًا، حيث يقع سد الروصيرص على بعد حوالي ١٠٠ كيلومتر من السد الإثيوبي وبعده سد سنار بحوالي ٢٦٠ كيلومتر.
وتابع “ وحسب قرارات إثيوبيا للتشغيل فهناك سيناريوهات عديدة يجب على السودان أن تتعامل معها في وقت قصير وقد لا يكون هناك الوقت الكافي اللازم لها لاتخاذ الاحتياطات اللازمة في التوقيت المناسب، فقد تجف الخزانات السودانية نتيجة تخزين زائد لاثيوبيا في توقيت غير مناسب للسودان وقد تغرق السودان نتيجة تصريف زائد في وقت غير مناسب للسودان”.