رغم الاعتراضات، لجنة تعيين كبار المسؤولين تصادق على مرشح نتنياهو رئيسا لـ"الشاباك"
أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن اللجنة المكلفة بتعيين الموظفين الكبار صادقت مساء الخميس على تعيين الجنرال دافيد زيني على رأس جهاز الشاباك (الأمن الداخلي)، وذلك بناء على اقتراح بنيامين نتنياهو.
وأصدرت اللجنة بيانا أكدت فيه أنه "لم توجد مشكلة نزاهة في تعيينه كرئيس للجهاز"، مع التأكيد على أن صلاحيات اللجنة تقتصر على فحص "نزاهة التعيين"، وليس المؤهلات المهنية للمرشح.
وفي رسالة موجهة من رئيس اللجنة، القاضي المتقاعد من المحكمة العليا آشر جرونيس، أوضحت اللجنة أنها "غير مخولة بالفحص أو التحقيق في ما إذا كانت المؤهلات المهنية للمرشح تشير إلى مدى ملاءمته للمنصب". وعليه، ركزت اللجنة على الجانب الأخلاقي والقانوني للمرشح، دون الخوض في النقاش حول كفاءاته المهنية أو قدرته على قيادة الجهاز.
في بداية الأسبوع، عقدت لجنة جرونيس اجتماعًا أوليًّا لمناقشة تعيين زيني، لكنها لم تتخذ حينها قرارًا نهائيًّا. وبعد استكمال المناقشات هذا الأسبوع، أعلنت اللجنة عن موقفها النهائي الذي يؤيد تعيين زيني. وخلال الاجتماعات، أدلى كل من رئيس الأركان إيال زامير، واللواء في الاحتياط روني نومان، وزيني نفسه بأقوالهم أمام اللجنة. ووفقا لمعلومات حصلت عليها قناة i24NEWS، لم يتم تقديم أي معلومات تشير إلى وجود "خلل في نزاهة" زيني.
ورغم ذلك، شهدت القضية معارضة بارزة من أربعة رؤساء سابقين لجهاز الشاباك هم يورام كوهين، عامي أيلون، كرمي جيلون، ونداف أردمان.
هؤلاء الرؤساء السابقون أرسلوا رسائل خطية إلى اللجنة أعربوا فيها عن معارضتهم لتعيين زيني، مشيرين إلى "مخاوف مهنية" بشأن مدى ملاءمته لتولي المنصب. وأكدوا أن هناك تحديات كبيرة تواجه الجهاز تتطلب شخصية ذات خبرة واسعة وكفاءة مميزة.
بالتوازي، أرسلت المستشارة القانونية للحكومة، غالي بهارب-ميارا، رسالة إلى اللجنة عبر نائبها غيل ليمون، أوصت فيها بأن تطلب من زيني الرد على الادعاءات والمنشورات التي تم تداولها ضده. ومع ذلك، أكدت المستشارة القانونية في رسالتها أنها لا توصي باستبعاد زيني، ولم تدع أنه خالف أي أمر صادر عن المحكمة العليا أو توجيه قانوني يلزمه.
وقرار لجنة جرونيس يفتح الطريق رسميا أمام تعيين دافيد زيني كرئيس جديد لجهاز الشاباك، رغم الجدل المحيط بملفه المهني في ظل التوترات الإقليمية والداخلية المتزايدة.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، في شهر يونيو، إنه هو الوحيد القادر على اختيار الرئيس الجديد لجهاز "الشاباك".
وأضاف أن "رئيس الحكومة هو الأقدر على اختيار الشخص المناسب لهذا المنصب نظرا للعلاقة الوثيقة التي تربطه برئيس الشاباك".
وكان الرئيس السابق لجهاز "الشاباك"، رونين بار، قد قدم استقالته بعد تصاعد الخلاف بينه وبين نتنياهو.
وتدهورت العلاقة بين الطرفين، بعد أن نشر الجهاز في مارس تقريرًا حول هجمات السابع من أكتوبر 2023. ووجه التقرير انتقادات لسياسة الحكومة، معتبرا أنها مكّنت حماس من تعزيز قوتها في غزة.