فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

تجويد مضر!

قدم وزير الخارجية الأمريكى روجرز مبادرته لوقف إطلاق النار بيننا وبين إسرائيل وعبدالناصر كان موجودا في الاتحاد السوفيتي يتلقى علاجا، وفي غيابه تصورالسادات نائبه أننا سنرفض تلك المبادرة ولذلك هاجمها ورفضها علنا.. 

وعندما عاد عبدالناصر إلى البلاد وافق على تلك المبادرة ليتسنى لنا بناء حائط صواريخ الدفاع الجوي الذي حمى قواتنا في حرب أكتوبر، ولم يمكن طائرات العدو من الاقتراب من مقاتلينا وهم يعبرون القناة. 


وعندما خطط السادات وهو رئيس للسفر إلى إسرائيل، أعلن ذلك بشكل يبدو عفويا.. فهو قال أنه مستعد للذهاب إلى آخر العالم لتحقيق السلام والحديث في الكنيست، ولأن مساعدي السادات صدمهم ما قاله قاموا بحذف هذه الجملة من خطاب السادات وإذاعته خاليا منها، لأنهم تصوروا أن السادات أخطأ وحاولوا إخفاء الخطأ. 


وتلك مشكلة مصرية وللأسف مزمنة.. وتتمثل في التجويد للتوجيهات العليا من قبل المستويات الأقل من العليا.. وتظهر هذه المشكلة في مجالات عديدة من بينها المجال الإعلامي والصحفي. 

وقد عانيت شخصيا من هذه المشكلة عندما ظل رئيس مجلس الإدارة يرفض عودتي إلى مجلة روزا اليوسف التي أقالني منها سنوات طويلة حتى عرض الدكتور مصطفى الفقى الأمر على الرئيس مبارك الذي أمر بعودتي وبعد سنوات قام بتكليفي رئيسا لدار الهلال ومجلة المصور. 


إن  المساعدين خاصة الصغار منهم يمارسون التجويد للتوجيهات غير أن تجويدهم هذا مضر دوما لأنه ليس في حقيقته تجويدا وإنما إفسادا لما يوجد!