ترامب يصنف “أنتيفا" منظمة إرهابية كبرى، ما قصة الحركة وعلاقتها باغتيال تشارلي كيرك
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الخميس، تصنيف حركة “أنتيفا” ذات الميول اليسارية “منظمة إرهابية كبرى”.
وأكد الرئيس الأمريكي، في تصريح له، أنه سيوصي بإجراء تحقيقات قانونية معمقة مع الجهات التي تمول منظمة “أنتيفا” اليسارية.
ويأتي هذا القرار بعد أسبوع من اغتيال حليف ترامب الوثيق المؤثر المحافظ تشارلي كيرك برصاصة أطلقها قناص أصابته في الرقبة.
وقال ترامب في تدوينة له عبر منصته "تروث سوشيال" للتواصل الاجتماعي: "يسرني أن أعلن للعديد من الأمريكيين الوطنيين تصنيف حركة (أنتيفا) اليسارية كمنظمة إرهابية كبرى".
ووصف ترامب "أنتيفا" بأنها "كارثة يسارية راديكالية مريضة وخطرة، وهي منظمة إرهابية كبرى"، على حد تعبيره.
ما حركة «أنتيفا»؟
حركة “أنتيفا” هي اختصار لمصطلح “أنتي فاشيست” أي “مناهضو الفاشية”.
وهي تجمعات مناهضة للعنصرية ذات ميول يسارية، غالبًا أقصى اليسار، لكنها لا ترتبط ببرنامج الحزب الديمقراطي رغم تقاطعها مع بعض مواقفه.
لا تمتلك الحركة هيكلًا تنظيميًّا موحدًا أو قيادة مركزية، بل تتوزع على مجموعات محلية في مختلف أنحاء الولايات المتحدة، خصوصًا على الساحل الغربي.
تقول الحركة إن هدفها الأساسي هو منع النازيين الجدد والمتفوقين البيض من الحصول على منصة للتأثير في المجال العام، لكنها لا تكتفي بالتظاهر السلمي، إذ يلجأ بعض أعضائها إلى أساليب متطرفة أو حتى عنيفة لنقل رسالتهم.
وعلى الرغم من أن الحركة تعرّف نفسها بأنها مناهضة للعنصرية، إلا أنها تحمل في طياتها توجهات يسارية راديكالية ومعادية للرأسمالية.
ويشير مراقبون إلى أن قاعدة «أنتيفا» اتسعت منذ انتخاب ترامب في ولايته الأولى 2016، حيث انضم إليها الكثير من الشباب الناخبين.
في حين يرى سكوت كرو، أحد منسقي الحركة السابقين، أن «المبادئ المتطرفة» التي تبنتها «أنتيفا» بدأت بعض الأوساط الليبرالية في تبنيها بعد أن كانت تعتبرها عدوًا لا يقل خطورة عن اليمين المتشدد.
كيف بدأت الحركة؟
الأصول الدقيقة لـ"أنتيفا" غير معروفة، لكن جذورها تعود إلى الحركات المناهضة للفاشية في أوروبا، إذ ارتبط اسمها بداية بجماعة «أنتي فاشيست» التي ظهرت في ألمانيا النازية، ثم بتيارات مشابهة في بريطانيا خلال الثمانينيات.
وبحسب تصريحات سابقة لبريان ليفين، مدير مركز دراسة الكراهية والتطرف في جامعة ولاية كاليفورنيا – سان برناردينو، فإن أعضاء «أنتيفا» المعاصرين أصبحوا أكثر وضوحًا في التجمعات العامة وفي صفوف الحركات التقدمية، حيث يسعون إلى كسب شرعية بين الشباب الغاضب من تركز الثروة والسلطة بيد الشركات والنخب.
وأضاف أن نشاط الحركة لم يعد يقتصر على المواجهات في المسيرات، بل بات يشمل لقاءات صغيرة وتواصلًا عبر المنصات الاجتماعية لحشد أنصار جدد.
تاريخ من الاحتجاجات
شاركت «أنتيفا» في العديد من الأحداث البارزة بالولايات المتحدة خلال العقد الأخير.
ففي يناير 2017، نظمت احتجاجات واسعة ضد تنصيب ترامب رئيسًا، كما تظاهرت لاحقًا ضد ظهور شخصيات يمينية مثيرة للجدل مثل ميلو يانوبولوس في جامعة كاليفورنيا.
وفي أغسطس 2017، برز حضورها في مدينة شارلوتسفيل بولاية فيرجينيا، حيث اصطدمت مع القوميين البيض الذين تظاهروا ضد إزالة تمثال القائد العسكري روبرت إدوارد لي.
أما في 2020، فقد اتهم مسؤولون أمريكيون أعضاء الحركة بالضلوع في أعمال عنف وشغب رافقت الاحتجاجات التي اجتاحت البلاد عقب مقتل جورج فلويد، الرجل الأمريكي من أصول أفريقية الذي توفي تحت ركبة شرطي.