الديون وتخفيضها
في اجتماع رئاسي طالب الرئيس السيسي الحكومة بعدد من الأمور منها تخفيض الديون الخارجية.. وثمة طريق واحد فقط لتحقيق ذلك هو التوقف عن الاقتراض من الخارج مع سداد الديون القائمة وفوائدها.. وإذا استمر الاقتراض من الخارج يتعين أن يكون ما تقترضه أقل مما نسدده من ديون.
وحتى يتحقق ذلك فإن الأمر يقتضى توجيها صارما بعدد من الأمور.. أولها توقف أي جهة حكومية عن الاقتراض من الخارج إلا ما هو ضروري فقط.. ثانيا أن تكون الجهة التي ستقترض قادرة على سداد ما تقترضه وفوائد القرض من ناتج عوائد المشروع الذى سوف تستخدم القرض في تمويله..
ثالثا وجود رقابة حازمة من الحكومة على كل الجهات التى تتجه للاقتراض من الخارج بلا استثناء حتى ولو كانت هذه الجهات سيادية..
وما نقوله هنا ليس بدعة أو تزيد، إننا سبق لنا أن نفذناه من قبل بعد أن أعدنا جدولة ديوننا المستحقة لأعضاء نادى باريس، وتم إسقاط ديون أمريكية وعربية علينا في أعقاب حرب تحرير الكويت.. ونتيجة لذلك تمت السيطرة على ديوننا الخارجية التي لم تكن تساوى قبل عقدين من الزمان ربع قيمتها الآن.
وتوجيه الرئيس بالسيطرة على الديون الخارجية يأتي في وقته لآن إفراطنا في الاقتراض من الخارج لتمويل العديد من المشرِوعات أدى إلى زيادة أعباء الديون الخارجية علينا لدرجة أننا نستخدم الآن القروض الجديدة في سداد الديون القائمة، وهذا أمر مقلق اقتصاديا..