الأسير الفلسطيني المحرر أسامة الأشقر لـ"فيتو": بدأتُ الكفاح ضد المستعمر وعمري 18 سنة.. إسرائيل طاردتني عامين.. وثَّقتُ حالات اغتصاب وقتل مارسها السجانون الصهاينة بحق أسرى فلسطينيين بالمعتقلات (فيديو)
عرفت من الأيام الأولى أني مطلوبٌ فتواريتُ عن الأنظار عامين
استقبلني في سجن الاحتلال 5 ضباط مخابرات كبار وطلبوا التفاوض معي
الهاتف المحمول الآن غنيمة ثمينة.. يتعمدون إيقاف الناس ويطلبون منهم فتحها
حصلتُ على البكالوريوس والماجستير في السجن بإشراف مروان البرغوثي
كنا من المجموعات الأولى التي شكلتها حركة فتح بقيادة الرئيس الخالد "أبو عمار"
عرفات كانت له مساهمة أساسية في تشكيل كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لفتح
مكثت 17 شهرا بسجون الاحتلال وخرجت بنفس الملابس التي ارتديتها أثناء دخولي
نتنياهو أسند وزارة الأمن الداخلي لشخص عنصري فاشي إرهابي اسمه إيتامار بن غفير
منذ الأيام الأولى لانتفاضة الأقصى، كان شاباً لم يبلغ العشرين، لكنّه حمل السلاح وحمل معه حكاية وطن محاصر بالحديد والنار.. أسامة الأشقر، أحد أبرز قادة كتائب شهداء الأقصى، قبع خلف قضبان الاحتلال الإسرائيلي 17 شهراً في عز العدوان، بعد أن قضى عامين مطارداً من قبل قوات الاحتلال التي لاحقته بالصواريخ والرصاص، قبل أن يعتقل تحت التهديد بنسف مبنى سكني بالكامل.
استقبلته المخابرات الإسرائيلية كما يستقبل قادة الصف الأول: خمسة ضباط كبار جلسوا معه للتفاوض، لكنه رفع شعار “لا للاعتراف”، وفي زنازين الجلمة، حيث يقبع التحقيق الأكثر قسوة، واجه أصنافاً من التعذيب النفسي والجسدي، ليخرج لاحقاً بصلابة الأسير الفلسطيني الذي لا يكسر.
حصل على البكالوريوس والماجستير داخل السجن، تحت إشراف القائد الأسير مروان البرغوثي، ويعمل حالياً على إعداد رسالة الدكتوراه، وهو صاحب كتاب "للسجن مذاق آخر" الذي فضح فيه أساليب المخابرات الصهيونية في "حروب الظل" ضد الشباب الفلسطيني، واستهدافهم النفسي والميداني.
التقيناه في "فيتو" ليحكي قصته لأول مرة بعد تحرره ضمن صفقة التبادل الأخيرة، ويكشف ما لا يقال عن الأسر، وعن الشهيد ياسر عرفات، وعن خطر الوزير الفاشي إيتمار بن غفير، وجرائم مصلحة السجون الإسرائيلية ومنها الاغتصاب ضد الأسرى والانتهاكات الخطيرة والتي وثقها بالمشاركة مع أسرى آخرين.
وجاء نص الحوار كالتالي:
>> احكِ لنا عن نفسك أكتر، لنعرف القراء بمن هو أسامة الأشقر؟
اسمي أسامة محمد علي أشقر، من قرية صغيرة في فلسطين المحتلة، هي قرية صيدا. ولدت في 14 أغسطس 1982.. بدأت في الدراسة المرحلة الابتدائية في القرية، والمرحلة الثانوية في مدينة طولكرم.. أتممت شهادة الثانوية العامة بحمد الله مع بدايات انتفاضة الأقصى، وهنا بدأت رحلة الكفاح والانخراط في العمل النضالي.

>> 8 مؤبدات ومطاردة عامين بهدف اعتقالك، ما السبب؟ وما السر الرهيب في هذا الانتقام؟
بداية أحمد ربنا على هذه المنحة، كما أعتبرها.. مع بداية انتفاضة الأقصى ودخول المجرم الإرهابي إرئيل شارون للأقصى، واقتحامه لساحات المسجد كما هو معلوم ثار الشعب الفلسطيني نصرةً لمقدساته ونصرةً للأقصى، وكانت انتفاضة عارمة، كان عمودها الفقري الشباب أمثالي..
أنا لست وحيدا في هذا الميدان.. هناك عشرات الآلاف من الشباب الفلسطينيين، الذين انخرطوا في عملية الدفاع عن المقدسات والأرض الفلسطينية، والذين شاركوا بأشكال مختلفة ومتنوعة.. كل حسب طاقته وإمكانياته.. والحمد لله رب العالمين منذ الأيام الأولى لانتفاضة الأقصى اشتركنا في الفعاليات الجماهيرية والشعبية التي كانت في البداية فعاليات بسيطة، ثم تطورت مع عمليات الإجرام والقتل الصهيوني.
تعرض شعبنا لكثير من عمليات القتل، هذا ما دفع عشرات الآلاف من الشباب الفلسطينيين للانخراط بأشكال متعددة لمحاولة صد ومنع إرهاب هذا الاحتلال كغيري من الشباب الفلسطيني.

والحمد لله كان لي دور بارز مع بداية انتفاضة الأقصى، وكنا من المجموعات الأولى التي شكلتها حركة فتح بقيادة الرئيس الرمز الخالد ياسر عرفات "أبو عمار"، بما تسمى "كتائب شهداء الأقصى"، التي تمثل الذراع العسكري المسلح لحركة "فتح".. عندما كان عمري 18 عاما بدأت الحكاية والمطاردة الطويلة،
ورغم الخوف والتعب وليالي البرد القارس والنوم تحت الشجر في العراء، والنوم في أماكن بعيدة عن العين، مع عدم استخدام أي نوع من التواصل من الاتصالات من الهاتف، والمكوث في غرفة أحيانًا لأكثر من شهر دون أي حركة، ودون التواصل مع أحد، طريقة المراسلة كانت من خلال صديق استشهد فيما بعد، برغم هذا كله كنا نشعر أننا أسياد هذه البلاد وكانت معنوياتنا دائما تعانق السماء.
مطاردة استمرت عامين
>> كيف عرفت أن قوات الاحتلال تستهدفك؟
عرفت من الأيام الأولى أني مطلوب لقوات الاحتلال، ومعنى كلمة مطلوب أنك مستهدف في أي لحظة للاعتقال أو للاغتيال. وكغيري من آلاف الشباب، تواريت عن الأنظار فترة طويلة، لأكثر من عامين، تخللها الكثير من النشاطات وفعاليات الانتفاضة التي استهدفت تحديدًا المستوطنين في الأرض المحتلة، وجنود الاحتلال الذين يجرمون بحق الشعب الفلسطيني ليل نهار.

>> متى بالتحديد دخلت المعتقل أو سجن الاحتلال؟
كان ذلك بعد مطاردة طويلة استمرت سنتين، حيث تم حصارنا أنا وزميلي في بناية سكنية، لأكثر من ثماني ساعات متواصلة، وإطلاق النار ومن التهديد بهدم البناية، وقصف البناية بالصواريخ المضادة للدروع. بعد ذلك تم اعتقالنا.
>> متى كان ذلك؟
يوم 14 نوفمبر عام 2002، ثم نقلنا لمركز تحقيق الجلمة (سجن شديد الحراسة) الذي هو في الوقت نفسه مركز تحقيق تابع للمخابرات الإسرائيلية.
هذا المركز يعتبر من المراكز الهامة جدا للمخابرات الصهيونية، ليس فقط على صعيد التحقيق، وإنما على صعيد جمع المعلومات، ويعني أجهزة التنصت وكل الاجهزة الحديثة.. هو مركز حديث ومتطور جدا.. في هذا المركز منطقة في فلسطين المحتلة اسمها جبال الكرمل "الجلمة".. طبعا هذا المركز معروف بإجرامه في التحقيق مع الأسرى الفلسطينيين وبأهميته الاستخبارية والأمنية، لدى جيش الاحتلال..

وهو واحد من عدة مراكز للتحقيق منها: مركز الجلمة ومركز بيت بتاح تكفا ومركز عسقلان.. فهي من المراكز المهمة للتحقيق ولجمع المعلومات وفيها الكثير من المعدات الاستخبارية المتطورة جدا مكثنا في التحقيق أكثر من شهرين.. طبعا التحقيق فترة قاسية جدا جدا جدا.. يحاول المحققون الصهاينة بتوجيه من خبراء علم النفس والأطباء النفسيين الوصول لأمرين.. الأمر الأول: كسر إرادة الأسير الفلسطيني عند اعتقاله.
هذا الأسير الذي يكون قبل اعتقاله بيوم أو بلحظة سيد نفسه، يحمل السلاح ويطارد المحتلين والمستعمرين والذي يرى نفسه الثائر الذي سيحرر وطنه.. فهو قيمة وطنية ونضالية، يعتز ويفتخربها الشعب الفلسطيني.. ولكن في اللحظة التي يتم اعتقال الأسير يصبح أمام خيارين.. الخيار الأول: أن يستمر في أداء رسالته مهما كلف الأمر. ويتخلل ذلك مراحل تعذيب شديدة وقاسية وألم وعقوبات، وهناك خيار ثانٍ، وهو الخيار المرفوض جدا منا. هو أن نسمح لهذا المحقق أن ينتصر عليه، ويتم كسره نفسيا ومعنويا.
>> بمعنى؟
أن تستجيب لرغباته وتنفذ ما يريد. طبعا نحن لم نكن خبراء في علم النفس، ولم نكن مثقفين بالدرجة المطلوبة.. ولكن هي الفطرة الفلسطينية.. هي الإرادة الفلسطينية الحرة، تجعل من الأسير قادرا على مجابهة كل هذه المنظومة.. منظومة التحقيق والمخابرات الصهيونية المتكاملة، كل تخصص، وكل واحد له عمل من أجل تحطيم هذه النفسية.. تستغرب أن يستقبلني، وأنا شاب صغير عمري 20 سنة، خمسة ضباط من الرتب الأكبر في جهاز المخابرات، وهم قادة مناطق يجلسون معي جلسة أستغرب أنهم يقولون نحن نريد التفاوض معك، يعني كيف تريد أن تفاوضني؟!.

طرق التعذيب
>> هل كانوا يستهدفون تجنيدك؟
لا هو يريد أن يفحص طبيعة الشخصية التي تجلس أمامه، فهو يبدأ بألاعيب نفسية واستخبارية محكمة، كل واحد فيهم له دور، وكل واحد يؤدي الدور على أكمل وجه في التحقيق، فأنت تتعرض لأصناف من العذاب، ليس فقط العذاب الجسدي، فهو مقدور عليه، أنت مكبلٌ اليدين للخلف، معصوب العينين.. هذا مقدور عليه، ممكن أن تجلس على كرسي من حديد، لأكثر من 12 ساعة.. عشرين ساعة.. ممكن أن تقف على ساق واحدة عشر ساعات.. تتعرض لهواء التكييف البارد جدا، في شدة البرد، أحيانا تكون بدون ملابس، مُعرَّى.
هناك مجموعة واسعة من الأساليب القذرة والسيئة والصعبة جدا.. ولكن الأهم هي الأساليب النفسية.. الأساليب النفسية تتمثل في أنه يحاول الدخول إلى نفس الأسير من أجل كسره وتحطيمه من الداخل، طبعا الإنسان الأسير أو الفلسطيني المثقف، أو الذي يعرف قليلا عن العدو، تكون لديه بفطرته وتربيته خطط دفاعية.. فيبدأ هذا الصراع المرير.
كثير من الشباب استشهدوا في مراكز التحقيق من التعذيب، كثير من الشباب حدثت لهم إعاقات بالغة، لغاية الآن يعانون، كثير من الإخوة تعرضوا لتعذيب عسكري قاسٍ جدا جدا.. ولكن التعذيب النفسي هو الأصعب، وهو الأخطر؛ لأنه حسب ما درسنا في الدراسات الإسرائيلية، جهاز المخابرات يعتمد بنسبة سبعين في المائة على المعلومات عن الفلسطينيين.. كل شبكات العائلات، العلاقات الأسرية والعلاقات الاجتماعية والأماكن والمواقع إلى آخره. ويتحصل عليها من خلال التحقيق، من خلال جمع المعلومات من الشباب الفلسطينيين.
>> طبعا، الهاتف المحمول مهم جدا، وكنز معلومات بالنسبة لهم؟
طبعا الأدوات الحديثة كالهاتف النقال، التكنولوجيا، وسائل التواصل الاجتماعي، وما إلى ذلك. ولكن العدو يستهدف بشكل أساسي الطاقات البشرية من أجل جمع المعلومات.
وهي مرحلة خطيرة.. أنا كتبت في كتابي عن هذا الموضوع، في الجزء الثاني من كتابي "للسجن مذاق آخر" كتبت عن حروب الظل، وهي أساليب المخابرات في تجنيد العملاء، في استخراج المعلومات من الشباب الفلسطيني. وهي سياسة دارجة وخطيرة جدا جدا.. تستهدف الشباب والشعب الفلسطيني عامة..

بالطبع لو وجدوا معك موبايل أو محمول فهو غنيمة ثمينة. الآن يعتمدون بشكل كبير جدا جدا جدا على الهاتف النقال، بحيث أن أول سؤال يوجهه جنود الاحتلال عندما يدخلون منزلا فلسطينيا: "وين تليفونك؟ أين الهاتف؟"، يعتمدون على الهواتف.. الآن على الحواجز العسكرية في الشوارع يتعمدون إيقاف الناس في السيارات، ويُطلب منهم فتح المحمول، إذا وجدوا عليه تطبيق تليجرام تصبح فرصة رهيبة.. الهاتف من أخطر الأدوات اللي ممكن يستخدموها طبعا.
>> نود أن نسمع تفاصيل بعض بطولاتك والخسائر التي كبدتها لهم؟
أنا مثل كثير من الإخوة والشباب المناضلين الذين حملوا على عاتقهم راية الوطن والذين كانت فكرتهم التضحية بأنفسهم من أجل فلسطين.. وما زلنا نحمل هذه الفكرة لغاية اليوم.. ولا نعتبر أنفسنا قدمنا شيئا لفلسطين لغاية الآن، فما زالت فلسطين محتلة، وما زال الصراع مستمرا. وأرواحنا هي أقل شيء نقدمه.
نحن طوردنا لأكثر من عامين، وهناك الكثير من النشاطات من الأعمال التي قامت بها مجموعات كتائب الأقصى، وهي معروفة ومشهورة. ونفتخر أنها كانت بتوجيه وبدعم مباشر من الأخ والشهيد ياسر عرفات "أبو عمار"، الذي كان يهدف لخلق نوع من التوازن، على الساحة الفلسطينية المحتلة. من أجل ردع الاحتلال، ومن أجل ردع قوات الاحتلال التي تنكل بالشعب الفلسطيني ليل نهار. والحمد لله فيه الكثير من هذا الجهد، ومن هذه النشاطات التي تشرفنا بأن تكون موجعة لهذا الاحتلال، لهذا السبب صمم حتى بعد خمسة وعشرين عاما على طردنا خارج فلسطين.
>> احك لنا عن ذكرياتك مع الشهيد عرفات، ماذا تعلمته منه؟
* "أبو عمار" في ضمير الشعب الفلسطيني وفي وجدانه. وفي العقل الجمعي الفلسطيني هو فلسطين.. هو صورة فلسطين، لا يتذكر الشعب الفلسطيني شيئا كما يتذكر ابو عمار، و"أبو عمار" حاضر في كل التفاصيل، في حياتنا اليومية.. "أبو عمار" رمز من رموز الأمة العربية ومن رموز التحرر العالمي، الذين أخذوا على عاتقهم تحرير الوطن..
شاهدته عن قرب عدة مرات، واستمعت لكثير من أقواله التي كان دائما يرفع بها معنويات الشعب الفلسطيني.. وهو شخصية فريدة ووطنية بصدق. و"أبو عمار" كان له توجه واضح، وكانت له مساهمة أساسية في تشكيل الجناح العسكري لحركة فتح، كتائب شهداء الأقصى.

أبرز الأسرى الفلسطينيين
>> وماذا عن أبرز الأسرى ؟
القائد الأسير المناضل مروان البرغوثي.. كنت معه في زنزانة واحدة لأكثر من عام، وهو أستاذي في الماجستير، وقامة وطنية رفيعة.
سار على درب الشهيد الختيار "أبو عمار".. ونحن في هذا الدرب أيضا.. حصلت بإشرافه على الماجستير، والآن أنا أحضر للدكتوراه.. مروان إنسان رائع طيب، كريم، صادق، لديه عقيدة وإيمان راسخ وقوي بالقضية الفلسطينية، بالشعب الفلسطيني.. لا يتوانى عن تقديم الخدمة لإخوانه الأسرى.
كنا نلتقي كل يوم مع بعض، كل يوم يبذل من وقته.. يقدم محاضرة ثلاث ساعات متواصلة.. لأكثر من 12 عاما.. كل يوم ثلاث ساعات إلى أربع ساعات، يعطي محاضرات للإخوة الأسرى، حتى تخرج من جامعة القدس أكثر من 500 طالب، في البكالوريوس على يد الدكتور مروان البرغوثي، وأكثر من 260 طالبا أنهوا دراسة الماجستير، في داخل السجن، على يده وباشرافه، وهذه من الأعاجيب التي صنعها الفلسطيني بداخل السجن.
تهديد البرغوثي في زنزانته
>> ما هي ملابسات الحادثة الأخيرة لتهديد البرغوثي في السجن، وداخل الزنزانة؟
أسند نتنياهو وزارة الأمن الداخلي لشخص عنصري فاشي إرهابي اسمه ايتامار بن غفير، وهو إرهابي مدان بأكثر من سبعة وخمسين قضية في القضاء الصهيوني، ليس بالقضاء الفلسطيني ولا بالقضاء الدولي.. بل القضاء الصهيوني ذاته، بقضايا إرهابية منها قتل حرق فلسطينيين بشكل مباشر، وبإرهاب فلسطينيين، والتعدي على الكثيرين، ومتهم في أكثر من خمسين قضية جنائية في داخل إسرائيل والتعدي على القانون الإسرائيلي.. جاء به بنيامين نتنياهو ليستخدمه ضد الشعب الفلسطيني.

فما يعرف بوزارة الأمن القومي، من مهمتها الأمن الداخلي في داخل المستعمرة التي تسمى اسرائيل. ومسؤول مسؤولية مباشرة عن إدارة شئون الاحتلال، فأحضر مدير مكتبه ليصبح رئيس ادارة مصلحة مصلحة السجون.. وكوَّنا معا، هو ومدير مكتبه، عصابة تمارس كل أشكال القمع والإذلال والتجويع والقتل بحق الأسرى الفلسطينيين.. لدينا في سجون الاحتلال عشر آلاف و800 أسير. وأكثر من مئة امرأة فلسطينية، وأكثر من 400 طفل قاصر تحت 16 عاما.. يمارَس بحقهم ابشع الجرائم.. لا يكاد يتخيل أو يتصور العقل ما يحدث في سجون الاحتلال. لا يوجد شيء الآن لدى الأسرى الفلسطينيين، هم يعيشون فقط بدون أي شيء، أي شيء، بدون أي مقومات للحياة بدون أي حقوق، بإشراف مباشر من قبل إدارة مصلحة السجون المجرمة التي قتلت في هذه الحرب أكثر من مائة أسير فسطيني بشكل مباشر.
أنا نفسي تعرضت للكثير من الضرب ورش الغاز والقمع.. هناك الآن في ساحات السجون مئات الأسرى، يلقون بالساحات بدون أي ملابس، بدون طعام، بدون شراب، بدون أن تقدم لهم أي نوع من أنواع الرعاية الصحية والطبية،
مثال بسيط لا أمل من تكراره؛ أنا ظللتُ 17 شهرا في السجن، وحتى يوم حريتي خرجت بنفس الملابس التي ارتديتها لمدة 17 شهرا، وخلال فترة الحرب وثقت بعدسات وكاميرات إدارة مصلحة السجون ذاتها عدة حالات اغتصاب مارسها السجانون أنفسهم لأسرى فلسطينيين.. وذلك موثق بالصورة والصوت.. وهناك توثيق لحالات قتل مباشرة، ووثائق تؤكد أن هناك شهداء قتلوا بشكل مباشر.