رفعت فياض يكتب: بعد أن كشف الواقع أن نصف التلاميذ لا يتقنون القراءة والكتابة.. بدء المرحلة الثانية لعلاج هذه المشكلة في 10 محافظات أخرى
إنجاز ضخم غير مسبوق بدأ تنفيذه العام الماضي، وسوف تكرره وزارة التربية والتعليم هذا العام فى 10 محافظات أخرى بتطبيقها المرحلة الثانية من البرنامج القومى لتنمية مهارات اللغة العربية لطلاب المرحلة الابتدائية لمواجهة ظاهرة ضعف مستوى القراءة والكتابة بين تلاميذ المرحلة الابتدائية بعد أن تم التأكد من أن نصف طلاب المرحلة الابتدائية لا يتقنون القراءة والكتابة، ونسف هذه المشكلة من جذورها من أجل أن تتخلص مدارس مصر من هذا المرض فى إطار خطة شاملة تمتد حتى عام 2027.
أقول هذا بعد أن تابعت الصدمة الكبيرة التى كانت وزارة التربية والتعليم قد أعلنت عنها منذ ثلاث سنوات ومن خلال النتائج التي اطلعت عليها فى ذلك الوقت والتى تقول إنه قد ثبت بالدليل القاطع أن ما يقرب من نصف تلاميذ المرحلة الابتدائية حتى السنة الرابعة لا يجيدون مهارة القراءة والكتابة ـ ومع هذه النتائج الصادمة إلا أن الوزارة لم تتحرك وقتها لعلاج هذه النتيجة المأساوية التي توصلت إليها الدراسات التي أجراها المركز القومي للامتحانات على طلاب الصف الرابع الابتدائي، والتي أظهرت أن 45% من التلاميذ لديهم مشكلات في القراءة واللغة العربية، ولا يتقنون القراءة والكتابة وكان بعضهم قد لا يستطيع كتابة اسمه بشكل صحيح والبعض الآخر قد لا يستطيع كتابة جملة صغيرة بشكل سليم.
ومن هنا بدأت فكرة البرنامج القومي لتنمية مهارات اللغة العربية لطلاب المرحلة الابتدائية العام الماضى كمرحلة أولى لعلاج هذه النتيجة المأساوية بالتعاون مع قطاع التعليم العام ومنظمة اليونيسف وبدعم من التعاون الألماني ممثلًا في البنك الألماني للتنمية (KfW).، وتم اختيار 10 محافظات، وتم قياس مهارات اللغة العربية على 490 ألف تلميذ في 59 إدارة تعليمية بتلك المحافظات.
كما تم تدريب 2000 موجه لدعم العملية التعليمية وكان القياس أن الطالب الذي سيحصل على أقل من 60% في تقييم اللغة العربية، سيحتاج إلى المساعدة والالتحاق بالبرنامج العلاجي، بجانب المتابعة المستمرة من قطاع التعليم والمركز القومي للامتحانات، واستخدام استراتيجيات مختلفة، وإدخال الألعاب والمسابقات، لجذب الطلاب وتحفيزهم خلال 60 ساعة من التدريس، مع تحليل مستمر للبيانات لمتابعة تنمية 5 مهارات أساسية هي “قراءة الحروف والكلمات، وقراءة النص المكتوب، وفهم النص المقروء (الوعي الصوتي)، والطلاقة في النطق، والإملاء”.
وكانت أكبر التحديات الوزير محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم هى كثافة الفصول الدراسية وعجز المعلمين، وقد نجح فى التغلب عليها بحلول غير تقليدية مهدت الطريق لإطلاق هذا المشروع.
لكن كان التحدي الأبرز في برنامج تنمية مهارات اللغة العربية هو تصميمه بما يتناسب مع الطبيعة المصرية، واجتمع الخبراء والمعنيون بالوزارة لتطويره، ثم جرى تدريب المعلمين داخل المدارس على كيفية التعامل مع الأطفال، أعقبها تدريب موسع عبر منصة الوزارة شمل تأهيل 5000 معلم لغة عربية.
وخلال هذا العام ستنطلق المرحلة الثانية من البرنامج القومى لتنمية مهارات اللغة العربية لطلاب المرحلة الابتدائية بالتعاون مع منظمة اليونسيف فى 10 محافظات أخرى على أمل أن تتخلص مصر خلال هذا المرض ومعالجة جذور المشكلة من خلال تطوير طرق التدريس وتدريب المعلمين بعد أن نجحت الوزارة فى معالجة تحديات الكثافات داخل الفصول بما سهل تقديم التعليم كحق مكتسب للتلاميذ والطلاب.