دعاء الخسوف وحكمه وما يقال فيه
تشهد سماء مصر والدول العربية مساء اليوم الأحد خسوفا كليا للقمر فيما يسمى"قمر الدم"، ومن المعروف أن صلاة الخسوف تشرع في هذه الحالة، كما يشرع فيها الدعاء كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم ودعاء الخسوف من الأدعية المحددة بوقت وليس من الأدعية المطلقة، وبرغم ذلك فلم ترد أدعية خاصة بها بل يشرع فيها الدعاء بما تيسر للإنسان.
وفي هذا الإطار نستعرض معكم بعض الأحكام الخاصة بصلاة الخسوف وكيفية أدائها، والفرق بين صلاة الخسوف والصلاة العادية، وكذلك الفرق بين صلاة الخسوف وصلاة الكسوف، وحكم دعاء الخسوف وما يقال فيه، فإلي التفاصيل.

صلاة الكسوف أو صلاة الكسوفَين، هي نوع من أنواع صلاة النفل المؤقت بسبب كسوف الشمس أو خسوف القمر، وتسمى: «صلاة الكسوف» أو «صلاة الخسوف» ويسميان أيضًا: «صلاة الكسوفين» وهما سنة مؤكدة.
ويندب بعدها أن يخطب الإمام، ويعظ الناس، ويذكرهم بالرجوع إلى الله تعالى. ويستحب مع ذلك أيضا الإكثار من الذكر والاستغفار والدعاء. ويبدأُ وقت الصلاة من تحقق الكسوف، وينتهي بانجلاء الكسوف أو الخسوف.
وصلاة خسوف القمر جهرية لأنها صلاة ليلية، وصلاة كسوف الشمس سرّية لأنها صلاة نهارية، ووقتها من ابتداء الكسوف إلى ذهابه ولا تصلى حتى يرى الناس الكسوف.
أحاديث عن صلاتي الخسوف والكسوف
قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «إذا رأيتم شيئًا من ذلك فصلوا حتى ينجلي». رواه مسلم.
"عن أبي بكرة قال: كنا عند رسول الله ﷺ، فانكسفت الشمس، فقام النبي ﷺ يجر رداءه، حتى دخل المسجد، فدخلنا فصلى بنا ركعتين، حتى انجلت الشمس، فقال ﷺ : "إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد، فإذا رأيتموهما فصلوا وادعوا حتى يُكشف ما بكم".
عَنْ عَائِشَةَ، رضي الله عنها قَالَتْ: خَسَفَتِ الشَّمْسُ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ ﷺ، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يُصَلِّي، فَأَطَالَ الْقِيَامَ جِدًّا، ثُمَّ رَكَعَ، فَأَطَالَ الرُّكُوعَ جِدًّا، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَأَطَالَ الْقِيَامَ جِدًّا، وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ الرُّكُوعَ جِدًّا، وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ سَجَدَ، ثُمَّ قَامَ، فَأَطَالَ الْقِيَامَ، وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ، فَأَطَالَ الرُّكُوعَ وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَامَ فَأَطَالَ الْقِيَامَ وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ، فَأَطَالَ الرُّكُوعَ وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ سَجَدَ، ثُمَّ انْصَرَفَ رَسُولُ اللهِ ﷺ، وَقَدْ تَجَلَّتِ الشَّمْسُ، فَخَطَبَ النَّاسَ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ مِنْ آيَاتِ اللهِ، وَإِنَّهُمَا لَا يَنْخَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ، وَلَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا فَكَبِّرُوا، وَادْعُوا اللهَ وَصَلُّوا وَتَصَدَّقُوا، يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ: إِنْ مِنْ أَحَدٍ أَغْيَرَ مِنَ اللهِ أَنْ يَزْنِيَ عَبْدُهُ، أَوْ تَزْنِيَ أَمَتُهُ، يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ: وَاللهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا، وَلَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا، أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟ وَفِي رِوَايَةِ مَالِكٍ: إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ.
وهذا أصح ما ورد في الخسوف.
صفة صلاة الخسوف
تعدد الروايات في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم لصلاة الكسوف؟ فأجاب: (غالب الروايات على أنه صلاها ركعتين؛ في كل ركعة ركوعان وسجدتان، هكذا في صحيح مسلم (صحيح مسلم:3/28) وغيره عن عائشة وأختها أسماء وابن عباس وعبدالله بن عمرو بن العاص وعبد الرحمن بن سمرة. وروى مسلم (صحيح مسلم:3/29) وغيره أنه صلاها ركعتين؛ في كل ركعة ثلاثة ركوعات وسجدتان كما في حديث ابن عباس وعائشة وجابر وروى مسلم (صحيح مسلم:3/34) عن ابن عباس أنه صلاها ركعتين، في كل ركعة أربع ركعات وسجدتان، وروى علي مثل ذلك، وروى أبو داود (سنن أبي داود، ومعه كتاب معالم السنن للخطابي: 1/699) أنه صلاها عشرة ركوعات وأربع سجدات مع أن أسانيدها صحيحة ثابتة معتمدة في كثير من الأبواب والأحكام).
كيفية أداء صلاة الخسوف:
1. التكبير والنية:
تُكبر تكبيرة الإحرام وتنوي صلاة الخسوف، وتستعيذ وتقرأ دعاء الاستفتاح.
2. القيام الأول:
تقرأ سورة الفاتحة، ثم تقرأ سورة طويلة، ثم تركع ركوعًا طويلًا.
3. القيام الثاني:
ترفع من الركوع وتقول: سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد. ثم تقرأ الفاتحة وسورة طويلة أخرى، لكنها دون القراءة الأولى.
4. الركوع الثاني والسجود:
تركع ركوعًا ثانيًا أطول من الركوع الأول. ثم ترفع من الركوع وتسجد سجدتين طويلتين.
5. الركعة الثانية:
تقوم للركعة الثانية وتفعل مثل الركعة الأولى، من حيث عدد القراءات والركوعات والسجدات، لكن تكون جميع الأفعال في الركعة الثانية أقصر من مثيلاتها في الركعة الأولى.
6. التشهد والتسليم:
تجلس للتشهد وتسلم.

دعاء الخسوف
هناك الكثير من الأدعية التي يمكن الاستعانة بها في هذا الإطار، منها على سبيل المثال:
«اللهم اغفر لنا ذنوبنا، واكشف عنا سيئاتنا، وتوفنا وأنت راضٍ عنا»
«اللهم يا واصل المنقطعين أوصلنا إليك، اللهم هب لنا عملًا صالحًا يقربنا إليك. اللهم إنا نستهدى بك فاهدنا.. ونستعين بكَ فأعنّا.. ونستعيذ بكَ فأعذنا.. ونتوكل عليك فاكفنا.
اللهم اكفنا همّ الدنيا والآخرة. اللهم رب النبى مُحمد - صلى الله عليه وسلم -.. اغفر لنا ذنوبنا.. وأذهب غيظ قلوبنا.. وأجرنا من مُضلات الفتن ما أحييتنا».
«اللهم ارحمنا إذا برق البصر وخسف القمر وجُمع الشمس والقمر، اللهم اجعل خسوف قمرك هذا رحمة لنا ولا تؤاخذنا بذنوبنا، ولا تنزل غضبك علينا، واغفر لنا وارحمنا يا أرحم الراحمين».
اللهم اجعل هذا الخسوف رحمة منك ولا تجعله غضبا منك ولا تؤاخذنا بذنوبنا واغفر لنا ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.
«الحمد لله حمدًا دائمًا طاهرًا طيبًا مباركًا فيه.. ملء السماوات وملء الأرض.. وملء ما بينهما.. وملء ما شئت من شيء بعد.. أحق ما قال العبد.. وكُلُنا لَكَ عبد.
اللهم كما آمنا به ولم نره فلا تفرق بيننا وبينهُ حتى تُدخلنا مُدخله.. واحشرنا تحت لوائهِ.. برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم ارحم أمة محمد رحمة عامة كافة. اللهم إنا نستغفرُكَ ونتوب إليك.. توبة عبد ظالمِ لنفسهِ لا يملك لنفسهِ ضرًا ولا نفعا.. ولا موتًا ولا حياةً ولا نشورا. اللهم اهدنا فيمن هديت.. وعافنا فيمن عافيت.. وتولنا فيمن توليت.. وبارك لنا فيما أعطيت.. وقنا واصرف عنا شر ما قضيت.. نستغفرُكَ ونتوب إليك.. فلولا أنت ما تبنا إليك.